حديث اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ولك الحمد أنت قيم السموات

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث عبدالله بن عباس

«أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا قام إلى الصلاةِ من جوفِ الليلِ يقولُ : اللهمَّ لك الحمدُ أنت نورُ السمواتِ والأرضِ ولك الحمدُ أنت قَيِّمُ السمواتِ والأرضِ ولك الحمدُ أنت ربُّ السمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ أنت الحقُّ وقولُكَ الحقُّ ووعدك الحقُّ ولقاؤك حقٌّ والجنةُ حقٌّ والنارُ حقٌّ والساعةُ حقٌّ اللهمَّ لك أسلمتُ وبك آمنتُ وعليك توكلتُ وإليك أنبتُ وبك خاصمتُ وإليك حاكمتُ فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ أنت الذي لا إلهَ إلا أنتَ»

مسند أحمد تحقيق شاكر
عبدالله بن عباس
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 4/250 - أخرجه البخاري (1120)، مسلم (769) باختلاف يسير

شرح حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ - أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ - قالَ سُفْيَانُ: وزَادَ عبدُ الكَرِيمِ أبو أُمَيَّةَ: ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، قالَ سُفْيَانُ: قالَ سُلَيْمَانُ بنُ أبِي مُسْلِمٍ: سَمِعَهُ مِن طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1120 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 1120 ) واللفظ له، ومسلم ( 769 )



الصَّلاةُ صِلةٌ بيْن العَبدِ ورَبِّه، يَطيبُ فيها الذِّكرُ والدُّعاءُ والثناءُ على اللهِ عزَّ وجلَّ بما هو أهلُه، لا سيَّما صَلاةُ اللَّيلِ؛ حيث تَقِلُّ الشَّواغلُ، ويَخْلو العبدُ برَبِّه، فتَصْفو النُّفوسُ، وتَخشَعُ القُلوبُ.
وهذا الحديثُ قدِ اشتمَلَ على دُعاءٍ مِن الأدعيةِ الجوامعِ الَّتي كان يَدْعو بها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا استَيقَظَ في اللَّيلِ وأرادَ أنْ يَتهجَّدَ، والتَّهجُّدُ هو التيقُّظُ والسَّهرُ بعْدَ نَومةٍ مِن اللَّيلِ، ولَمَّا كان القائمُ يُصلِّي باللَّيلِ مُتيقِّظًا ساهرًا، سُمِّيَتِ الصَّلاةُ صَلاةَ التهجُّدِ، والمُصلِّي مُتهجِّدًا، فكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «اللَّهمَّ لك الحمدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ»، والحمدُ هو: الثَّناءُ على اللهِ بالكَمالاتِ على وَجهِ التَّعظيمِ، والقَيِّمُ معناه: القائمُ بأُمورِ الخَلْقِ، ومُدبِّرُهم، ومُدبِّرُ العالَمِ في جَميعِ أحوالِه، والمعْنى: الحمدُ والثَّناءُ كلُّه لك يا ربِّ؛ لأنَّك أنتَ الذي تَقومُ بحِفظِ المَخلوقاتِ، وتُراعِيها، وتُؤتِي كلَّ شَيءٍ ما به قِوامُه، وما به يَنتفَعُ، وغيرَها مِن النِّعَمِ التي يَشملُ بها اللهُ مَخلوقاتِه.
«ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ»؛ فأنت سُبحانَكَ الخالقُ المُتصرِّفُ تَصرُّفًا تامًّا، لا شَريكَ لكَ، ولا مُنازعَ في مُلْكِكَ.
«ولَكَ الحَمْدُ أنتَ نورُ السَّمواتِ والأرضِ ومَن فِيهِنَّ» يعني: أنَّ كلَّ شَيءٍ في السَّمواتِ والأرضِ استنارَ بنُورِه سُبحانَه، وبه تعالَى يَهْتدي مَن فِيهما، فله الحمدُ على ذلك.
«أنتَ الحقُّ»؛ فالحقُّ اسمٌ مِن أسمائِه تعالَى، وصِفةٌ مِن صِفاتِه، فهو الحقُّ في ذاتِه وصِفاتِه؛ فهو كامِلُ الصِّفاتِ والنُّعوتِ، وأحكامُه وأفعالُه وأخبارُه كلُّها حقٌّ.
«ووَعْدُك الحقُّ»، يعني: لا تُخلِفُ الميعادَ، وتَجزي الَّذين أساؤُوا بما عَمِلوا، إلَّا ما تَتجاوَزُ عنه، وتَجزي الَّذين أحسَنوا بالحُسْنَى.
«وقولُك الحقُّ»، أي: قولُك الصِّدقُ والعَدْلُ، وكلُّ شَيءٍ يُنسَبُ إليك بحقٍّ فهو حَقٌّ؛ فلِقاؤُك حقٌّ، والجنَّةُ حقٌّ، والنَّارُ حقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، وفي هذا إقرارٌ بالبَعْثِ بعْدَ الموتِ، والإقرارُ بالجنَّةِ والنَّارِ، والإقرارُ بالأنبياءِ عليهم السَّلامُ.
ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ الثَّناءِ على ربِّه ومولاه، مُعترِفًا بعُبوديتِه لخالقِه عزَّ وجلَّ: «اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ»، يعني: لك انقَدْتُ وخَضَعْتُ، وصدَّقْتُ، وأيقَنْتُ بك وبكلِّ ما أخبَرْتَ به، وأمرْتَ ونَهَيْتَ، «وإليكَ أنَبْتُ» ورجَعْتُ، والإنابةُ الرُّجوعُ إلى اللهِ تعالَى بالتَّوبةِ.
«وإليكَ حاكَمْتُ»، ورفَعْتُ أمْري إليك، وجعَلْتُك قاضيًا بيْني وبيْنَ مَن يُخالِفُني فيما أرْسَلْتَني به.
«وبكَ خاصَمْتُ» بما آتَيتَني مِن البَراهينِ والحُجَجِ أجادِلُ الكفَّارَ وأخاصِمُهم.
ثم توجَّه إلى ربِّه طالبًا منه المَغفِرةَ، فقال: «فاغفِرْ لي ما قدَّمْتُ» قبْلَ هذا الوَقتِ مِن الذُّنوبِ، «وما أخَّرْتُ» عنه مِن التَّقصيرِ في العِبادةِ، واغفِرْ لي ما أخفَيْتُ مِن الذُّنوبِ، حتَّى ما خطَرَ بالبالِ، وما أعلَنْتُ وجاهَرْتُ به مِن الأقوالِ والأفعالِ.
وسُؤالُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المغفرةَ مع كونِه مَغفورًا له إمَّا على سَبيلِ التَّواضُع والهَضْمِ لنفْسِه؛ إجلالًا وتَعظيمًا لربِّه، أو على سَبيلِ التَّعليمِ لأُمَّتِه؛ لتَقتدِيَ به.
ثُم تابَعَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الثَّناءَ على ربِّه بقولِه: أنتَ المُقدِّمُ لِمَا تَشاءُ، وأنتَ المُؤخِّرُ لِمَا تشاءُ، فلا شَيءَ يَتقدَّمُ أو يَتأخَّرُ إلَّا بإرادتِك، لا إلهَ إلَّا أنتَ؛ فلا مَعبودَ بحقٍّ إلا أنتَ الواحدُ الأحدُ الصَّمدُ، ولا إلهَ غَيرُك.
ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، وهي: كَلِمةُ استِسْلَامٍ وتَفْويضٍ للهِ تعالَى، واعتِرافٍ بالإذْعانِ له، وأنَّ العَبْدَ لا يَملِكُ شيئًا مِن الأمْرِ؛ فلا حِيلةَ لأحدٍ، ولا تحوُّلَ لأحدٍ، ولا حَركةَ لأحدٍ عن مَعصيةِ اللهِ تعالَى، إلَّا بمَعونةِ اللهِ سُبحانَه، ولا قُوَّةَ لأحدٍ على إقامةِ طاعةِ اللهِ تعالَى والثَّباتِ عليها إلَّا بتوفيقِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي الحديثِ: تَعريفُ النبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم بعَظَمةِ اللهِ سُبحانَه وقُدرتِه.
وفيه: مُواظَبتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الذِّكرِ، والدُّعاءِ، والثَّناءِ على ربِّه، والاعترافِ له بحُقوقِه، والإقرارِ بصِدْقِ وَعْدِه ووَعيدِه.
وفيه: تَقديمُ الثَّناءِ على المسألةِ عندَ كلِّ مَطلوبٍ.
وفيه: الإيمانُ بصِفاتِ اللهِ الكاملةِ التي لا يَستحِقُّها غيرُه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكرتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين
مسند أحمد تحقيق شاكرقال ابن عباس ضمني إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
البدر المنيرمن اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقؤوا عينه فلا دية ولا قصاص
البدر المنيرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الأضحى والفطر ب
مسند أحمد تحقيق شاكرأن امرأة من خثعم قالت يا رسول الله إن فريضة الله في
السنن الكبرى للبيهقيأنه حين أتى البيت استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا
مسند أحمد تحقيق شاكرنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النحلة والنملة والصرد والهدهد
مسند أحمد تحقيق شاكرصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بذي الحليفة ثم دعا ببدنته
مسند أحمد تحقيق شاكردخلت مع ابن عمر على عبد الله بن مطيع فقال مرحبا بأبي
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع في الرأس
مسند أحمد تحقيق شاكرالبيداء التي تكذبون فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أهل
مسند أحمد تحقيق شاكركان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ثلاث عشرة ركعة من الليل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب