حديث وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحجبت بالمكاره قال

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث أبو هريرة

«لَمَّا خلق اللهُ الجنَّةَ والنارَ، أَرسل جبريلَ قال: انظرْ إليها وإلى ما أعددتُ لأهلِها فيها، فجاء فنظرَ إِليها وإلى ما أعدَّ اللهُ لأهلِها فيها، فرجَع إليه، فقال: وعِزَّتك، لا يَسمعُ بها أحدٌ إِلا دخلها، فأَمَر بها فحُجِبَتْ بالمَكارهِ، قال: ارجعْ إليها فانظرْ إليها وإلى ما أعددتُ لأَهلها فيها، قال: فرجَع إليها فإِذا هيَ قد حُجبتْ بالمَكارهِ، فرجعَ إليهِ، فقال: وعِزَّتك، قدْ خشيتُ أن لا يَدخُلَها أحدٌ، قال: اذهب إلى النارِ فانظر إليها وإلى ما أعددتُ لأَهلها فيها، فجاءها فنظرَ إليها وإلى ما أعدَّ لأَهلها فيها، فإذا هي يَركَبُ بعضُها بعضًا، فرجَع، فقَالَ: وعزتِك ، لا يسمعُ بها أحدٌ فيدْخلُهَا، فأمَر بها فحُفتْ بالشَّهَوَاتِ، فرجَع إليه ، قال: وعِزَّتك، لقدْ خشيتُ أن لا ينجوَ منها أحدٌ إِلا دخَلها»

مسند أحمد تحقيق شاكر
أبو هريرة
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 16/170 - أخرجه أبو داود (4744)، والترمذي (2560)، والنسائي (3763)، وأحمد (8398) واللفظ له

شرح حديث لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل قال انظر إليها وإلى ما


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لما خلقَ اللهُ الجنةَ قال لجبريلَ: اذهبْ فانظرْ إليها ، فذهبَ فنظرَ إليها ثم جاء فقال: أيْ ربِّ وعزتِك لا يسمعُ بها أحدٌ إلا دخلَها ، ثم حفَّها بالمكارِهِ ، ثم قال: يا جبريلُ اذهبْ فانظرْ إليها ، فذهبَ فنظرَ إليها ، ثم جاء فقال: أيْ ربِّ وعزتِك لقد خشيتُ أن لا يدخلَها أحدٌ , قال: فلما خلقَ اللهُ النارَ قال: يا جبريلُ اذهبْ فانظرْ إليها ، فذهبَ فنظرَ إليها ، ثم جاء فقال: أيْ ربِّ وعزتِك لا يسمعُ بها أحدٌ فيدخلُها ، فحفَّها بالشهواتِ ثم قال: يا جبريلُ اذهبْ فانظرْ إليها ، فذهبَ فنظرَ إليها ، ثم جاء فقال: أيْ ربِّ وعزتِك لقد خشيتُ أن لا يبقَى أحدٌ إلا دخلَها.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4744 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود ( 4744 ) واللفظ له، والترمذي ( 2560 )، والنسائي ( 3763 )، وأحمد ( 8648 )



جعَلَ الله عزَّ وجلَّ الجنَّةَ جزاءً للمُؤمنينَ الصَّابرينَ، وجعَلَ النارَ جزاءً للكافرينَ والعاصِينَ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "لمَّا خلقَ اللهُ الجنَّةَ قالَ لجِبريلَ: اذْهبْ فانظُر إليهَا"، أي: بِنظرةِ الاعتِبارِ والعِلمِ بما فيها، "فذهبَ فنَظرَ إلَيْها ثمَّ جاءَ"، أي: رَجعَ إلى مَقامِه الذي يُكلِّم فيهِ اللهَ عزَّ وجلَّ، فقالَ جِبريلُ عليهِ السلامُ: "أي رَبِّ، وعِزَّتِك لا يَسمعُ بها أحدٌ إلَّا دخَلَها"، أي: لا يَسمعُ بما فيها مِن النَّعيمِ وما أعدَّ اللهُ فيها مِن المكارمِ والخيراتِ إلَّا أحبَّ أن يَدخُلَها، وعَمِلَ مِن أجلِها، "ثمَّ حفَّها بالمكارِهِ"، أي: أحاطَها اللهُ بالمكارِهِ والشدائدِ والصُّعوباتِ، وهذا كِنايةٌ عن الأوامرِ والنواهي؛ فعلَى مَن أرادَ دخولَها أن يَجتازَ تلكَ المكارِهَ بالامتِثالِ لتلكَ الأوامرِ والنواهي.
ثم قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: "يا جِبريلُ، اذهَبْ فانظُرْ إلَيها؛ فذَهبَ فنظَرَ إلَيها، ثم جاءَ" فقالَ جِبريلُ: "أيْ رَبِّ، وعِزَّتكَ لقدْ خَشِيتُ ألَّا يدخُلَها أحدٌ"، أي: أخافُ ألَّا يدخُلَها أحدٌ بسببِ الصُّعوباتِ والشدائدِ التي في طريقِها والابتلاءاتِ التي يُبتلى بها السَّائرُ إليها.
قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "فلمَّا خلقَ اللهُ النارَ، قالَ: يا جِبريلُ، اذهَبْ فانظُرْ إلَيها"، أي: مِثلَ نظره إلى الجنَّةِ ليعرفَ ويرى، "فذهَبَ فنظَرَ إلَيها، ثم جاءَ" فقالَ جِبريلُ عليهِ السلامُ: "أي رَبِّ، وعِزَّتكَ لا يَسمعُ بها أحدٌ فيدخُلُها"، أي: لا يَسمعُ أحدٌ بما فيها مِن العذابِ والكُروبِ والتَّنكيلِ إلا كرِهَ أن يدخُلَها وابتعدَ عن مُسبِّباتِها، "فحَفَّها"، أي: حفَّ اللهُ عزَّ وجلَّ النارَ وجعَلَ السَّبيلَ إليها، "بالشَّهواتِ"، أي: أحاطَها اللهُ بالرَّغَباتِ والملَّذاتِ، ثم قالَ: "يا جِبريلُ، اذهَبْ فانظرْ إلَيها، فذهَبَ فنظرَ إلَيها، ثم جاءَ" فقالَ جِبْريلُ عليه السَّلامُ: "أي ربِّ، وعِزَّتكَ لقدْ خشِيتُ ألَّا يَبقى أحدٌ إلا دخَلَها"، أي: خافَ وأَشفَقَ ألَّا يَنجوَ مِنها أحدٌ؛ لِمَا حَوْلها من المغرِياتِ والملذَّاتِ، وهذا مِن بابِ التَّرغيبِ والتَّرهيبِ لِمَا عندَ اللهِ، وأنَّ كلَّ شيءٍ في الآخرةِ بثَمنِه، وأنَّ مِن آثرَ نَعيمَ الدنيا وملَّذاتِها وسَعَى فيها واشتغل بها، فإنَّها تؤدِّي به إلى طريقِ النارِ في الآخرةِ، وأمَّا مَن تحمَّلَ شدائدَ الدُّنيا ومنغِّصاتها معَ الإيمانِ باللهِ فإنَّ ذلك يقودُه إلى طريقِ الجنَّةِ في الآخرةِ، وهذا مِصداقٌ لقوله تَعالى: { فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [ النازعات: 37-41 ].
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ طريقَ الجنَّةِ صَعبٌ وشاقٌّ، ويحتاجُ إلى الصَّبرِ والمعاناةِ مع الإيمانِ، وأنَّ طريقَ النارِ مَملوءٌ بالملَّذاتِ والشَّهواتِ في الدنيا.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكرما يصيب المرء المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا
مسند أحمد تحقيق شاكرإذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه
مسند أحمد تحقيق شاكرلا تجعلوا بيوتكم مقابر فإن الشيطان يفر من البيت أن يسمع سورة البقرة
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور
مسند أحمد تحقيق شاكرنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نهاني رسول الله صلى الله
مسند أحمد تحقيق شاكرإذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن أحد جناحيه داء والآخر دواء
مسند أحمد تحقيق شاكرلا يمنع فضل الماء ليمنع به فضل الكلإ
مسند أحمد تحقيق شاكرإن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم قال عبد الرزاق في حديثه قال الزهري
مسند أحمد تحقيق شاكرمن حلف فقال إن شاء الله لم يحنث
البدر المنيركنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا
مسند أحمد تحقيق شاكررأيت عيسى بن مريم وموسى وإبراهيم فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر وأما
مسند أحمد تحقيق شاكرلا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب