حديث أربع من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس التعيير في الأحساب والنياحة على الميت

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث أبو هريرة

«أربَعٌ مِن أمرِ الجاهِلِيَّةِ لن يَدَعَهُنَّ الناسُ التَّعيِيرُ في الأحسابِ والنِّياحَةُ على المَيِّتِ والأنواءُ وأجرَبَ بَعيرٌ فأجرَبَ مِائَةً مَن أجرَبَ البعيرَ الأولَ ؟»

مسند أحمد تحقيق شاكر
أبو هريرة
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 15/33 - أخرجه أحمد (7895) واللفظ له، والطيالسي (2517)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (5143)

شرح حديث أربع من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس التعيير في الأحساب والنياحة على


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أَرْبَعٌ في أُمَّتي مِن أمْرِ الجاهِلِيَّةِ لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الفَخْرُ في الأحْسابِ، والطَّعْنُ في الأنْسابِ، والاسْتِسْقاءُ بالنُّجُومِ، والنِّياحَةُ.
وقالَ: النَّائِحَةُ إذا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِها، تُقامُ يَومَ القِيامَةِ وعليها سِرْبالٌ مِن قَطِرانٍ، ودِرْعٌ مِن جَرَبٍ.
الراوي : أبو مالك الأشعري | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 934 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حَريصًا عَلى إخراجِ أُمَّتِه مِن الجاهليَّةِ بكُلِّ ما فِيها مِن شُرورٍ وآثامِ شِركٍ، إلى الإسلامِ وشَرائعِه وَما فيهِ مِن خَيرٍ وتَوحيدٍ.

وَفي هذا الحديثِ يَرصُدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أُمورًا كانت وَلا تزالُ عالقةً ببَعضِ النَّاسِ يَأتونَ بِها، وهيَ مِن أُمورِ أهلِ الجاهليَّةِ، فَحذَّرَنا مِنها، وأنَّ مَن أَتى بواحدةٍ مِنها فقدْ أَتى بإحْدَى الصِّفاتِ الجاهليَّةِ، ولا بدَّ لَه مِن تَركِها إلى ما شَرَعَه الإسلامُ فيها وفي أَمثالِها؛ فيُخبِرُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بوُجودِ أَربعِ خِصالٍ في أُمَّةِ الإسلامِ، هي مِن أُمورِ أهلِ الجاهليَّةِ وخِصالِهمُ المُعتادةِ، وأخبَرَ أنَّ هذِه الخِصالَ تَدومُ في الأُمَّةِ لا تَترُكُها كما ترَكَت غيْرَها مِن سُننِ الجاهليَّةِ؛ فإنْ تَرَكَها طائفةٌ، جاءَ وتَمسَّك بها آخَرون.
وأَوَّلُ هذِه الأُمورِ: «الفخرُ في الأَحسابِ»، وهو افتخارُ المرْءِ ومُباهاتُه وتَمدُّحُه بالخِصالِ والمَناقبِ والمَكارمِ؛ إمَّا فيه أو في أَهلِه، والحَسَبُ ما يَعُدُّه الرَّجلُ منَ الخِصالِ الَّتي تَكونُ فيهِ، كالشَّجاعةِ والفَصاحةِ وغيرِ ذلكَ، ومَعنى الفَخرِ في الأَحسابِ هوَ التَّكبُّرُ والتَّعظُّمُ بعَدِّ مَناقبِه ومآثرِ آبائِه، وهذا يَستلزِمُ تَفضيلَ الرَّجلِ نَفْسَه عَلى غيرِه ليُحقِّرَه، وعندَ أبي داودَ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «قدْ أذْهبَ اللهُ عنْكم عُبِّيَّةَ الجاهليَّةِ وفخْرَها بالآباءِ، مؤمنٌ تَقيٌّ، وفاجرٌ شَقيٌّ، والنَّاسُ بنو آدمَ، وآدمُ مِن تُرابٍ».
وثاني الأُمورِ المُستقبَحةِ: «الطَّعنُ في الأنسابِ»، ويُقصَدُ به إدخالُ العَيبِ في أنسابِ النَّاسِ، كالتَّعييرِ بالنَّسبِ، أو أنْ يَنفِيَ نَسبَه عن أبيهِ، وهيَ دَعوَى مُنتِنةٌ؛ لِمَا فيها مِن شقِّ الصَّفِّ المُسلمِ، ولِما تُثيرُه مِن فِتنٍ وشُرورٍ، ورمْيٍ لأعراضِ النَّاسِ.
والأَمرُ الثَّالثُ: «الاستسقاءُ بالنُّجومِ»، ويُقصَدُ به الدُّعاءُ وطَلبُ السُّقيا بنُزولِ المطرِ، بِاعتقادِ أنَّ النُّجومَ سَببٌ في ذلكَ، كَما كانوا يَقولونَ في الجاهليَّةِ: مُطِرْنا بنَوءِ كَذا، واعتقادُ أنَّها المؤثِّرةُ في نُزولِ المطرِ حَقيقةً كُفرٌ.
والمَطرُ مِن رَحمةِ اللهِ بعِبادِه، ويَنزِلُ بَقدَرِه، وهوَ مِنَ الأُمورِ الَّتي قالَ اللهُ فيها: { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ لقمان: 34 ].
والأمرُ الرَّابعُ: «النِّياحةُ»، وهيَ البُكاءُ عَلى الميِّتِ بصِياحٍ وَعويلٍ وَجزَعٍ، وعدِّ شَمائلِ الميِّتِ ومَحاسنِه، مِثلَ: وا شُجاعاه! وا أَسدَاه! وا جَبَلاه!
ثُمَّ حذَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم النِّساءَ النَّائحاتِ إذا لم يَتُبْنَ عنِ النِّياحةِ قبْلَ مَوتِهنَّ، فَقال: «والنَّائحةُ إذا لم تَتُبْ قبْلَ» حُضورِ «مَوتِها، تُقامُ يومَ القِيامةِ»، فتُوقَفُ وتُحشَرُ النَّائحةُ الَّتي لم تَتُبْ بيْنَ أَهلِ المَوقفِ للفَضيحةِ يومَ القيامَةِ، جَزاءً على قِيامِها في المَناحةِ، وَعليها قَميصٌ منَ القَطِرانِ، وهو النُّحاسُ المُذابُ، أو هو طِلاءٌ يُطْلى به، وقيل: دُهنٌ يُدْهَنُ به الجَملُ الأجرَبُ، فيُحرِقُ الجرَبَ، وقدْ تَبلُغُ حَرارتُه الجوْفَ، «ودِرعٌ مِن جَربٍ»، والدِّرعُ نوعٌ مِن قُمصانِ النِّساءِ، فيَكونُ عَليها قَميصٌ آخَرُ مِن جَرَبٍ، والمَعنى: أنَّ كُلَّ جِلدِها يَكونُ جَرَبًا بمَنزلةِ الدِّرعِ، بحيثُ يُغطِّي جِلدَها تَغطيةَ الدِّرعِ ويَلتزِقُ بِها، وإنَّما قُيَّد التَّوبةَ بأنْ تكونَ قبْلَ الموتِ؛ لِيُعلَمَ أنَّ مِن شَرطِ التَّوبةِ أنْ يَتوبَ التَّائبُ وهوَ يُؤمِّلُ البَقاءَ، ويُمكنُ أنْ يَتأتَّى منه العملُ الَّذي يَتوبُ مِنه، ومِصداقُ ذَلكَ في كِتابِ اللهِ: { وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتَ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ } [ النساء: 18 ].
وهذا العذابُ يكونُ على النِّياحةِ والتَّعديدِ؛ لِما فيهما مِن إظهارِ الاعتراضِ على قدَرِ اللهِ، أمَّا بُكاءُ الحُزنِ والرَّحمةِ على الميِّتِ، فلا شَيءَ فيه؛ فقدْ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلوبِ عِبَادِه، وإنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِن عِبَادِه الرُّحَمَاءَ» متَّفقٌ عليه.
وفي الحَديثِ: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
وفيه: التَّحذيرُ مِن الفَخرِ بالأَحسابِ، والطَّعنِ في الأَنسابِ.
وفيه: الدَّعوةُ إلى حِفظِ أَعراضِ النَّاسِ وعَدمِ الخَوضِ فيها.
وفيهِ: أنَّ قَدْرَ الإنسانِ تَكونُ بقَدْرِ شَخصِه وأَفعالِه، ولَيس بِما فَعَلَه آباؤُه.
وفيهِ: التَّحذيرُ مِن النِّياحةِ عَلى الأَمواتِ.
وفيه: أنَّ المَطرَ مِن عندِ اللهِ سُبحانه وَلا دَخْلَ للنُّجومِ فيه، فَلا تُطلَبُ السُّقيا إلَّا مِنَ الخالقِ القادرِ عَلى إنزالِ المَطرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن عقل أهل الكتابين نصف
الاستذكارأفطر الحاجم والمحجوم
مسند أحمد تحقيق شاكرقلت للنبي صلى الله عليه وسلم ما أغنيت عن عمك فقد كان يحوطك
تفسير القرآن العظيمليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل
شرح السنةما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك
التمهيدعن أبي رافع قال صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ إذا
مجموع الفتاوىالأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام
المحرر في الحديثعن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أنها جاءت
المحلىقد عفوت عن الخيل والرقيق فهاتوا صدقة الرقة من كل أربعين
السلسلة الصحيحةكان إذا كان مقيما اعتكف العشر الأواخر من رمضان وإذا سافر اعتكف
السلسلة الصحيحةأيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما
مسند أحمد تحقيق شاكرذكر للنبي صلى الله عليه وسلم رجل يخدع في البيع فقال له من


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب