شرح حديث إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض  فجاء 
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
  إن اللهَ خلَقَ آدمَ مِن قبضةٍ قَبَضَها مِن جميعِ الأرضِ ، فجاءَ بنو آدمَ على قَدْرِ الأرضِ : جاء منهم الأحمرُ ، والأبيضُ ، والأسودُ ، وبينَ ذلك ، والسَّهْلُ ، والحَزْنُ ، والخبيثُ ، والطيِّبُ – زاد في حديث يحيى – وبين ذلك والإخبارُ في حديثِ يزيدَ.
     الراوي :         أبو موسى الأشعري |  المحدث :         الألباني
        |        المصدر :         صحيح أبي داود
        الصفحة أو الرقم: 4693 |  خلاصة حكم المحدث : صحيح
    في هذا الحَديثِ يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى 
اللهُ عليه وسلَّم كيفيةَ خَلْق آدمَ عليه السَّلامُ وذُرِّيتِه، فيقول: 
( إنَّ اللهَ خلَق آدَمَ مِن قَبْضَةٍ قبَضَها )،
 أي: كان ابتداءُ خَلْقِ الإنسانِ مِن قَبْضَتِه سبحانه وتعالى، والقبضة: هي ما يُضمُّ عليه بالكفِّ، 
( مِن جَميعِ الأرضِ ) أي: مِن جميعِ أجزائِها؛ مِن طيِّبها وخَبيثِها ومُختلَفِ ألوانها، كما قال تعالى: 
{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } [
 طه: 55 ].
( فجاءَ بنُو آدَمَ على قَدْرِ الأَرْضِ )، أيْ: مِن الأشكالِ والطِّبَاعِ، فمِن أَبيضِها جاء الأبيضُ، ومِن أسهَلِها جاءَ السهلُ، وهكذا 
( جاء منهم الأحمرُ ) كالتُّركِ، 
( والأبيضُ ) كالعَربِ، 
( والأسودُ ) كالحُبشِ؛ فالكلُّ جاءَ بحَسب تُرْبتِه، وهذِه هِي أُصولُ الألوانِ، والباقِي مُرَكَّبٌ منها، كما قال: 
( وبيْن ذلك ) أي: وغير هذِه الألوانِ أجزاءٌ منها ومرَكَّبٌ منها.
وهذا ما كان مِن الألوانِ، وأمَّا ما كان مِنَ الطِّباعِ؛ فمنها: 
( السَّهْل والحَزْن ) أي: اللَّيِّن الرَّفِيق، وغَلِيظ الطَّبْع الجَافِي العَنِيف، ومنها: 
( الخَبِيثُ والطَّيِّبُ ) أي: خَبِيثُ الطَّبْعِ والصِّفَات، تربتُه سَبِخَةٌ كلُّها ضُرٌّ، وطيِّبُ السَّريرِة والخِصَال تربتُه خِصْبَةٌ كلُّها نَفْعٌ، فالكلُّ جاءَ بطَبْعِ أرضْه، كما قالَ تعالى: 
{ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا } [
 الأعراف: 58 ].
( وبَينَ ذلك ) أي: ومِنها الذي يَشتمِلُ على خَلْطٍ بين ما هو حَميدٌ طيِّبٌ وبين ما هو خبيثٌ وسيِّئٌ، أو أنَّ منها ما يَغلِبُ خُبثُه طيبَه، ومنها ما يَغلِبُ طيبُه خُبثَه.
.
 
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم