شرح حديث يا عائشة حولي هذا فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كانَ لَنَا سِتْرٌ فيه تِمْثَالُ طَائِرٍ، وَكانَ الدَّاخِلُ إذَا دَخَلَ اسْتَقْبَلَهُ، فَقالَ لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: حَوِّلِي هذا؛ فإنِّي كُلَّما دَخَلْتُ فَرَأَيْتُهُ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا، قالَتْ: وَكَانَتْ لَنَا قَطِيفَةٌ كُنَّا نَقُولُ: عَلَمُهَا حَرِيرٌ، فَكُنَّا نَلْبَسُهَا.
وفي روايةٍ زيادةُ: فَلَمْ يَأْمُرْنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بقَطْعِهِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2107 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]
التخريج : أخرجه مسلم ( 2107 )
كان النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ يَحفَظُ أمْرَ ربِّه سُبحانه؛ فكان مُبتعِدًا عن الدُّنيا وزِينتِها، ولا يَلتفِتُ إلى فُضولِها الفانيةِ الشَّاغلةِ عن الآخرةِ.
وفي هذا الحديثِ تَحكي أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضيَ
اللهُ عنها أنَّه كان لها سِترٌ، وهو ما يُستَرُ به الجدارُ أو بابُ الدَّارِ، وهذا السِّترُ كان فيه صُورةُ طائرٍ، وكانَ الدَّاخِلُ إلى البيتِ إذا دخَلَ استَقبَلَ هذا السِّترَ ووَجَدَه أمامَه، فيكونُ أوَّلَ ما يَراهُ مِن البيتِ، فَأمَرَها صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ تُحوِّلَه،
أي: تُغيِّرَه بِتَبديلِه أو نقْلِه، ولم يَأمُرْ بِقطْعِه؛ لأنَّ الغرضَ هو إزالةُ ما يُذكِّرُ بالدُّنيا وليْس تَضييعَ المالِ، ثُمَّ بَيَّن صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ السَّببَ في أمرِه بإزالةِ السِّترِ، وهو أنَّه كلَّما دَخَل ونَظَر إليه تَذكَّر الدُّنيا وزُخرفَها وزِينتَها، وهذا السِّترُ هو الَّذي كان يُصلِّي إليه، وكانت صُوَرُه تَلوحُ له في صَلاتِه، كما وَقَع عندَ البُخاريِّ: «
فإنَّه لا تَزالُ تَصاويرُه تَعرِضُ في صَلاتي»
أي: تَشغَلُه عن الخُشوعِ فيها.
ثُمَّ تَحكي أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضيَ
اللهُ عنها أنَّه كانتْ لهم أيضًا «
قَطيفةٌ» وهي كِساءٌ له فَرْوةٌ تَعلُوه، وكان نَقْشُها وعلامَتُها الَّذي خُيِّط على أطرافِها مِن حَريرٍ، قالت: «
فَكنَّا» نِساءَ أهلِ البيتِ، نَلبَسُ تلكَ القطيفةَ إشارةً إلى إقرارِ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ لهنَّ على لُبسِها.
وفي الحديثِ: لُبسُ الحريرِ لِلنِّساءِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم