حديث رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال

أحاديث نبوية | صحيح الجامع | حديث أبو هريرة

«نحن أحَقُّ بالشَّكِّ من إبراهِيمَ ، إذْ قال : رَبِّ أرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قال أوَلَمْ تُؤْمِنْ قال بَلَى ولَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي و يَرحَمُ اللهُ لُوطًا ، لَقَدْ كان يَأْوِي إلى رُكنٍ شَدِيدٍ ، و لو لَبِثْتُ في السِّجنِ طُولَ ما لَبِثَ يُوسُفَ لَأجبْتُ الدَّاعِيَ»

صحيح الجامع
أبو هريرة
الألباني
صحيح

صحيح الجامع - رقم الحديث أو الصفحة: 6750 - أخرجه البخاري (4537)، ومسلم (151)، وابن ماجه (4026) واللفظ له، وأحمد (8328، 8329)

شرح حديث نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال رب أرني


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: نَحْنُ أَحَقُّ بالشَّكِّ مِن إبْرَاهِيمَ إذْ قالَ: { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } [ البقرة: 260 ]، ويَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا؛ لقَدْ كانَ يَأْوِي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ، ولو لَبِثْتُ في السِّجْنِ طُولَ ما لَبِثَ يُوسُفُ، لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3372 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعظَمَ النَّاسِ خُلقًا، وأنفَسَهم مَعدِنًا؛ فكان القُدوةَ والمثَلَ الأعظَمَ في هذا الشَّأنِ، ومنها أنْ يَهضِمَ حقَّ نفْسِه لإخوانِه، وأنْ يَتواضَعَ للنَّاسِ أجمعينَ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على سَبيلِ التَّواضُعِ: «نحْن أحَقُّ بالشَّكِّ مِن إبراهيمَ»، وقدْ أرادَ بذلك صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُبالَغةَ في نَفْيِ الشَّكِّ عن نبيِّ اللهِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ، أي: إذا كنَّا نحْن لا نَشكُّ في قُدْرةِ اللهِ على إحْياءِ الموتَى، فإبراهيمُ أَوْلَى بعَدمِ الشَّكِّ، وإنَّما سَأَل إبراهيمُ ربَّه أنْ يُرِيَه كَيف يُحْيي الموتى عِيانًا ومُشاهَدةً؛ ليَطْمَئنَّ قَلْبُه، كما قال: { وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } [ البقرة: 260 ]؛ لأنَّه أَبْلَغُ في اليَقِينِ.
 
ثمَّ ذكَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَبيَّ اللهِ لُوطًا عندما جاءَه أَضْيافُه، فخافَ عليهم مِن قَومِه فقال: { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ } [ هود: 80 ]، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ويَرْحَمُ اللهُ لُوطًا؛ لقَدْ كان يَأْوِي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ»، أيْ: كيفَ يتَمنَّى أنْ يَجِدَ مُعِينًا وناصرًا يَحْمِي أَضْيافَه مِن قَومِه وقدْ كان يَأْوِي إلى رُكْنٍ شَديدٍ، وهو اللهُ القَويُّ العزيزُ؟! ولُوطٌ عليه السَّلامُ لم يَغفُلْ عن اللهِ عزَّ وجلَّ، ولم يَترُكِ التَّوكُّلَ عليه، وإنَّما ذكَرَ لُوطٌ عليه السَّلامُ السَّبَبَ، فقال عليه السَّلامُ لَمَّا رأَى إصرارَ قَومِه على طلَبِ الفاحشةِ مِن ضُيوفِه، وعَجَزَ عن ردِّهم: لَيتَ لي أنصارًا وأعوانًا يُعينونَني على رَدِّكم، أو ألْجَأُ وأنضَمُّ إلى عَشيرةٍ تَمنَعُني وتَعصِمُني منكم، فأحُولَ بيْنكم وبيْن ما تُريدونَ مِن ضيوفي.
وذِكْرُه عليه السَّلامُ للسَّببِ وحْدَه يَظُنُّ السَّامعُ منه نِسيانَه للهِ عزَّ وجلَّ، فأراد نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن قَولِه: «ويَرْحَمُ اللهُ لُوطًا، لقَدْ كانَ يَأْوِي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ» ألَّا نَقولَ ما يُوهِمُ هذا.
ثمَّ ذكَر صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَبيَّ اللهِ يُوسفَ عليه السَّلامُ، فقال: «ولو لَبِثْتُ في السِّجْنِ طُولَ ما لَبِثَ يُوسفُ لأجَبتُ الدَّاعيَ»، أيْ: لَأسرَعتُ إلى الإجابةِ، قال ذلك إعْجابًا بصَبْرِ يُوسفَ عليه السَّلامُ وقُوَّةِ عَزيمتِه، حيثُ قال يُوسفُ لرَسولِ المَلِكِ الَّذي أُرسِلَ إليه ليُخرِجَه مِن السِّجنِ ويَذهَبَ به للمَلِكِ: { ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ } [ يوسف: 50 أي: ارجِعْ إلى سَيِّدِك المَلِكِ، واطلُبْ منه أنْ يَسألَ النِّسوةَ اللَّاتي جَرَحْنَ أيديَهنَّ عن حَقيقةِ أمْرِهنَّ وشَأنِهنَّ معي؛ لتَظهَرَ الحقيقةُ للجميعِ، وتتَّضِحَ براءتي، إنَّ رَبِّي عليمٌ بصَنيعهِنَّ وأفعالِهنَّ، لا يَخفى عليه سُبحانَه شَيءٌ مِن ذلك، وكان قدْ مَكَثَ في السِّجنِ بِضعَ سِنينَ، أي: ما بيْن ثَلاثٍ إلى تِسعِ سَنواتٍ، ومع هذا لمْ يُسارِعْ بالخُروجِ مِن السِّجنِ الطَّويلِ والرَّاحةِ مِن البَليَّةِ العَظيمةِ لأوَّلِ ما أمْكَنَه، بلْ تَثبَّتَ حتَّى تَظهَرَ بَراءتُه، ويَلْقَى الملِكَ غيرَ مُرتابٍ ولا خَجِلٍ ممَّا عَساهُ يقَعُ بقلْبِه ممَّا رُفِعَ عنه؛ أراد أنْ يَخرُجَ خُروجَ مَن قدْ ثَبَتتْ له الحُجَّةُ، لا خُروجَ مَن عُفِيَ عنه.
وفي الحديثِ: بيانُ حُسنِ تَواضُعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: فَضلُ نَبيِّ اللهِ يُوسفَ عليه السَّلامُ والثَّناءُ على صَبْرِه على المصائبِ.
وفيه: بَراءةُ أنبياءِ اللهِ عزَّ وجلَّ ممَّا قدْ يُتوهَّمُ في حَقِّهم مِن ضَعْفٍ أو قُصورٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامعرحم الله امرءا صلى قبل العصر أربعا
صحيح الجامعرحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح
صحيح الجامعردوا السائل و لو بظلف محرق
صحيح الجامعرسول الرجل إلى الرجل إذنه
التعليقات الرضيةمن أعمر عمرى فهي لمعمره حياته ومماته لا ترقبوا من
صحيح الجامعمن نام و في يده غمر لم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن
صحيح الجامعخذوا مقاعدكم فإن الناس قد صلوا و أخذوا مضاجعهم و
صحيح الجامعخرجت و أنا أريد أن أخبركم بليلة القدر فتلاحى رجلان فاختلجت مني
صحيح الجامعخير ثيابكم البياض ألبسوها أحياءكم و كفنوا فيها موتاكم
صحيح الجامعخير ثيابكم البياض فكفنوا فيها موتاكم و ألبسوها أحياءكم و
صحيح الجامعإن الخمر من العصير و الزبيب و التمر و الحنطة
صحيح الجامعإن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, December 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب