حديث خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد

أحاديث نبوية | صحيح الأدب المفرد | حديث سعد بن أبي وقاص

«إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ دخلَ على سَعْدٍ يَعُودُهُ بِمكةَ ؛ فَبَكَى ، فقال : ما يُبْكِيكَ ؟ قال : خَشِيتُ أنْ أَمُوتَ بِالأرضِ التي هاجَرْتُ مِنْها ، كما ماتَ سَعْدٌ ، قال : اللهمَّ اشْفِ سَعْدًا ثَلاثًا فقال : لي مالٌ كَثِيرٌ ، و يَرِثُنِي ابنَتَيْ أَفَأُوصِي بِمالِي كلِّهِ ؟ قال : لا قال : فَبِالثُّلُثَيْنِ ؟ قال : لا ، فقال : فَالنِّصْفُ ؟ قال : لا ، قال : فَالثُّلُثُ ؟ قال : الثُّلُثُ ، والثُّلُثُ كَثِيرٌ ، إِنَّ صَدَقَتَكَ من مالِكَ صدقةٌ ، ونَفَقَتَكَ على عِيالِكَ صدقةٌ ، وما تَأْكُلُ امْرَأَتُكَ لكَ صدقةٌ ، وإِنَّكَ أنْ تَدَعَ أَهْلكَ بِخَيْرٍ أوْ قال : بِعَيْشٍ خيرٌ من أنْ تَدَعَهُمْ يَتَكَفَّفُونَ الناسَ و قال بيدِهِ بِخَيْرٍ أوْ قال : بِعَيْشٍ خيرٌ من أنْ تَدَعَهُمْ يَتَكَفَّفُونَ الناسَ ، و قال بيدِهِ .»

صحيح الأدب المفرد
سعد بن أبي وقاص
الألباني
صحيح

صحيح الأدب المفرد - رقم الحديث أو الصفحة: 405 -

شرح حديث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على سعد يعوده بمكة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

تَشَكَّيْتُ بمَكَّةَ شَكْوًا شَدِيدًا، فَجاءَنِي النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُنِي، فَقُلتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إنِّي أتْرُكُ مالًا، وإنِّي لَمْ أتْرُكْ إلَّا ابْنَةً واحِدَةً، فَأُوصِي بثُلُثَيْ مالِي وأَتْرُكُ الثُّلُثَ؟ فقالَ: لا.
قُلتُ: فَأُوصِي بالنِّصْفِ وأَتْرُكُ النِّصْفَ؟ قالَ: لا.
قُلتُ: فَأُوصِي بالثُّلُثِ وأَتْرُكُ لها الثُّلُثَيْنِ؟ قالَ: الثُّلُثُ، والثُّلُثُ كَثِيرٌ.
ثُمَّ وضَعَ يَدَهُ علَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ علَى وجْهِي وبَطْنِي، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، وأَتْمِمْ له هِجْرَتَهُ.
فَما زِلْتُ أَجِدُ بَرْدَهُ علَى كَبِدِي -فِيما يُخالُ إلَيَّ- حتَّى السَّاعَةِ.
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5659 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



وَصيَّةُ الإنسانِ قبْلَ مَوتِهِ بابٌ مِن أبْوابِ الخَيرِ، حثَّ عليها الإسلامُ، وأمَرَ بها، وهِيَ واجِبةُ النَّفاذِ، والإسلامُ لم يُطلِقْ يَدَ الإنسانِ في مالِهِ يُوصي فيه كَيفما شاءَ، فمنَعَ الزِّيادةَ في الوصيَّةِ عنِ الثُّلُثِ؛ حتَّى لا يضُرَّ بوَرَثتِه.
وفي هذا الحَديثِ تَأْكيدٌ على المَنعِ مِن التَّجاوُزِ في الوصيَّةِ عنِ الثُّلُثِ، فيُخبِرُ سعدُ بن أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه مَرِضَ مَرَضًا شَديدًا ظنَّ أنَّه سَيَموتُ منه، وكان ذلك في مكَّةَ، قيل: عامَ الفَتحِ سَنَةَ ثمانٍ مِنَ الهِجرةِ، وقيل: في حَجَّةِ الوداعِ.
فجاءه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَزُورُه، فأخْبَرَه سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لم يَترُكْ إلَّا ابنةً واحدةً، وأنَّه يَملِكُ مالًا كثيرًا، ومَعنى ذلك: أنَّه لا يَرِثُه مِن الولَدِ، أو مِن خَواصِّ الوَرَثةِ، أو مِنَ النِّساءِ؛ وإلَّا فقدْ كان لسَعدٍ عَصَباتٌ؛ لأنَّه مِن بَني زُهْرةَ، وكانوا كَثيرًا، وقيلَ: مَعْناه: لا يَرِثُني مِن أصْحابِ الفُروضِ، أو خصَّها بالذِّكرِ على تَقديرِ: لا يَرِثُني ممَّن أخافُ عليه الضَّياعَ والعَجزَ إلَّا هي، أو ظنَّ أنَّها تَرِثُ جَميعَ المالِ، أوِ استَكثَرَ لها نِصفَ التَّرِكةِ، فسَأَل النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هلْ يَجوزُ لي أنْ أُوصِيَ بثُلُثَيْ مالي؟ فنهاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسَأَله: هلْ يَجوزُ أنْ يُوصيَ بنِصف مالِه؟ فرفَضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيضًا، فلمَّا قال له: الثُّلُث، أقَرَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقال له: إنَّ الثُّلُثَ أيضًا كثيرٌ، تَرْغيبًا مِنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لسَعدٍ أنْ يُقلِّلَ عنِ الثُّلُثِ.
وقدْ تكلَّمَ أهْلُ العِلمِ في هذه المَسألةِ فقالوا: إنَّ الثُّلُثَ في الوَصيَّةِ مَشْروعٌ، فإنْ كان وَرَثةُ الميِّتِ فُقَراءَ فالثُّلُثُ كَثيرٌ، واستُحِبَّ له أنْ يَنقُصَ منه، وإنْ كان الوَرَثةُ أغنياءَ فله أنْ يُوصيَ بالثُّلُثِ، ولا شَيءَ في ذلِكَ.
ثمَّ وضَع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه الشَّريفةَ على جَبهةِ سَعدٍ رَضيَ اللهُ عنه، ثمَّ مَسَح بها وجْهَه وبطْنَه، ودعا له أنْ يَشفيَه اللهُ ويُتْمِمَ له هِجرتَه، أي: لا يُمِيتَه في المكانِ الذي هاجَر منه وترَكَه للهِ تعالَى، وكان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَكرَهُ لمَن هاجَرَ مِن مكَّةَ أنْ يَرجِعَ إليها، أو يُقيمَ بها أكثَرَ مِن انْقِضاءِ نُسُكِه.
يَقولُ سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه: إنَّه لا يَزالُ يجِدُ أثرَ بَرْدِ يَدِه الكريمةِ على كَبِدِه، وفي وضْعِ اليدِ على المريضِ تَأنيسٌ له، وذلك مِن حُسنِ الأدبِ واللُّطفِ بالعَليلِ.
وفي الحَديثِ: مَشروعيَّةُ زيارةِ المريضِ، والدُّعاءِ له بالشِّفاءِ، ومؤانَسَتِه.
وفيه: بَيانُ ما كان عِندَ الصَّحابةِ مِن حِرصٍ على فِعلِ الخَيرِ.
وفيه: الوَصيَّةُ والمُبادَرةُ إليها معَ عَلاماتِ المَوتِ؛ كمرَضٍ ونَحوِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح أبي داودعن سعد قال اشتكيت بمكة فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني
صحيح مسلمدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت
صحيح الجامعإني أوعك كما يوعك رجلان منكم
صحيح ابن حباندخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فمسسته فقلت يا رسول الله إنك
صحيح البخاريأتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وهو يوعك وعكا شديدا وقلت
صحيح البخاريدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقلت يا رسول
صحيح البخاريأتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فمسسته وهو يوعك وعكا شديدا
صحيح البخاريدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت إنك
صحيح البخاريأن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم ارحم المحلقين قالوا والمقصرين
صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم ارحم المحلقين قالوا والمقصرين


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب