حديث سمعت جرير بن عبد الله قام يخطب يوم توفي المغيرة بن شعبة فقال

أحاديث نبوية | الشفاعة للوادعي | حديث جرير بن عبدالله

«سمعتُ جريرَ بنَ عبدِ اللَّهِ قامَ يخطبُ يومَ توفِّيَ المغيرةُ بنُ شعبةَ فقالَ عليْكم باتِّقاءِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ والوقارِ والسَّكينةِ حتَّى يأتيَكم أميرٌ فإنَّما يأتيكمُ الآنَ ثمَّ قالَ اشفَعوا لأميرِكم فإنَّهُ كانَ يحبُّ العفوَ وقالَ أمَّا بعدُ فإنِّي أتيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فقلتُ أبايعُكَ على الإسلامِ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ واشترَطَ عليَّ النُّصحَ لِكلِّ مسلمٍ فبايعتُهُ على هذا وربِّ هذا المسجدِ إنِّي لناصحٌ جميعًا. ثمَّ استغفرَ ونزلَ»

الشفاعة للوادعي
جرير بن عبدالله
الوادعي
رجاله رجال الصحيح , وأصله في الصحيحين إلا أنه في الصحيحين قال : استعفوا لأميركم . أي اطلبوا له العفو

الشفاعة للوادعي - رقم الحديث أو الصفحة: 207 -

شرح حديث سمعت جرير بن عبد الله قام يخطب يوم توفي المغيرة بن شعبة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

سَمِعْتُ جَرِيرَ بنَ عبدِ اللَّهِ، يقولُ يَومَ مَاتَ المُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ، قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، وقالَ: علَيْكُم باتِّقَاءِ اللَّهِ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، والوَقَارِ، والسَّكِينَةِ، حتَّى يَأْتِيَكُمْ أمِيرٌ، فإنَّما يَأْتِيكُمُ الآنَ.
ثُمَّ قالَ: اسْتَعْفُوا لأمِيرِكُمْ، فإنَّه كانَ يُحِبُّ العَفْوَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنِّي أتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُلتُ: أُبَايِعُكَ علَى الإسْلَامِ فَشَرَطَ عَلَيَّ: والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فَبَايَعْتُهُ علَى هذا، ورَبِّ هذا المَسْجِدِ إنِّي لَنَاصِحٌ لَكُمْ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ ونَزَلَ.
الراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 58 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



لِعِظَمِ مَقامِ النُّصح وشَرَفِ مَنزلتِه ومَرتبتِه كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَشترِطُه على مَن جاء يُبايعُه على الإسلامِ مِن الصَّحابةِ الكرامِ، فها هو جَريرُ بنُ عبدِ الله رَضيَ اللهُ عنه يومَ مات المُغيرةُ بنُ شُعبةَ رَضيَ اللهُ عنه -وكان مَوتُه في سَنةِ خَمسينَ مِن الهِجرةِ، وكان واليًا على الكوفةِ في خِلافةِ مُعاويةَ رَضيَ اللهُ عنه- واستَنابَ عندَ مَوتِه ابنَه عُروةَ، وقيل: استنابَ جَريرَ بنَ عبدِ اللهِ، ولذا قام وخَطَبَ هذه الخُطبةَ بعدَ مَوتِ المُغيرةِ، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، وقال: «عليكم باتِّقاءِ اللهَ وحْدَه لا شَريكَ له، والوَقارِ، والسَّكينةِ»، فأمَرَهم بهذه الأُمورِ؛ لأنَّ الغالبَ أنَّ وَفاةَ الأُمراءِ تُؤدِّي إلى الاضطرابِ والفِتنةِ، لا سيَّما ما كان عليه أهلُ الكوفةِ إذ ذاك مِن مُخالفةِ وُلاةِ الأُمورِ، ثمَّ حثَّهم على الْتزامِ الوَقارِ -وهو الرَّزانةُ والحِكمةُ والتَّعقُّلُ- حتَّى يَأتيَهم أميرٌ بدَلَ أميرِهم المُغيرةِ المُتوفَّى.
وقولُه: «الآنَ» أراد به تَقريبَ المدَّةِ تَسهيلًا عليهم، وكان كذلك؛ لأنَّ مُعاوِيةَ رَضيَ اللهُ عنه لمَّا بَلَغَه مَوتُ المُغيرةِ، كَتَبَ إلى نائبِه على البصرةِ -وهو زِيادُ بنُ أبي سُفيانَ- أنْ يَسيرَ إلى الكوفةِ أميرًا عليها.ثمَّ قال لهم جَريرٌ: استَعفُوا لأميرِكم، أي: اطلُبوا له العفوَ مِن اللهِ تعالى؛ فإنَّه كان يُحِبُّ العفوَ عن ذُنوبِ النَّاسِ؛ فالجزاءُ مِن جِنسِ العملِ.
وفي روايةٍ لأحمَدَ: «استَغفِروا»، أي: فاسْأَلوا اللهَ أنْ يَغفِرَ له، ثمَّ حَكَى جَريرٌ رَضيَ اللهُ عنه قصَّةَ مُبايعتِه النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: «أمَّا بعدُ» وهي كَلمةٌ يُفصَلُ بها بيْن الكلامينِ عندَ إرادةِ الانتقالِ مِن كَلامٍ إلى غيرِه، والمعنى: أقولُ بعدَ ما تَقدَّمَ مِن التَّشهُّدِ والثَّناءِ على اللهِ سُبحانه وتعالَى، «فإنِّي أتَيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقلْتُ له: يا رسولَ اللهِ، أُبايِعُك على الإسلامِ» والمُبايَعةُ هي المعاقَدةُ والمعاهَدةِ، وسُمِّيت بذلك تَشبيهًا بالمُعاوَضةِ الماليَّةِ؛ كأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يَبيعُ ما عنده مِن صاحبِه، فشرَطَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليه النَّصيحةَ لكلِّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ، وذلك بالحرصِ على مَنفعتِهما، وإيصالِ الخيرِ إليهما، ودفْعِ الشَّرِّ عنهما بالقولِ والفعلِ معًا، والتَّقييدُ بالمسلمِ للأغلبِ، وإلَّا فالنُّصحُ للكافرِ مُعتبَرٌ؛ بأنْ يُدعَى إلى الإسلامِ، ويُشارَ عليه بالصَّوابِ إذا استشار، فبايَعَ جَريرٌ على هذا.
ثمَّ حلَفَ لهم جَريرٌ بقَولِه: ورَبِّ هذا المسجدِ، إنِّي لَناصحٌ لكم، وفيه إشارةٌ إلى أنَّه وفَّى بما بايَعَ عليه الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فنَصَحَهم بما فيه خَيرُهم، وأنَّ كَلامَه خالصٌ عن الغرَضِ والطَّمعِ.ثمَّ ختَمَ خُطبتَه فاستَغْفرَ اللهَ ونزَلَ، وهذا مُشعِرٌ بأنَّه خَطَبَ على المِنبرِ، أو المرادُ أنَّه قَعَدَ؛ لأنَّه في مُقابَلةِ قولِه: «قام فحَمِدَ اللهَ تعالَى».
وفي الحديثِ: وُجوبُ النُّصحِ للمُسلِمينَ.
وفيه: وَعْظُ العالِمِ للنَّاسِ إذا رَأى أمرًا يَخشَى منه الفِتنةَ عليهم، وتَرغيبُه في الأُلفةِ وترْكِ الفُرقةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
السنن الكبرى للنسائيقل هو الله أحد ثلث القرآن
بستان العارفيندع ما يريبك إلى ما لا يريبك
الأذكار للنوويأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال
رياض الصالحيناخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له قل السلام عليكم أأدخل فسمعه الرجل
بيان الدليللا يحل سلف وبيع ولا شرطان في بيع ولا ربح ما لم يضمن
موافقة الخبر الخبركتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن كتابا في العقول
التمهيدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة فقال اركبها
التمهيدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يدعو بهؤلاء الكلمات اللهم
التمهيدلا تجمعوا بين الزهو والرطب والتمر والزبيب وانبذوا كل واحد منهما على حدته
التمهيدليس فيما دون خمس ذود صدقة وليس فيما دون خمس أواق صدقة وليس
الأربعون العشاريةالراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
فتح الباري لابن حجراللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر ذنبه أي أنس


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب