حديث والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب

أحاديث نبوية | التمهيد | حديث أبو هريرة

«والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مرْيمَ حَكمًا عدلًا فيَكسرُ الصَّليبَ ويقتلُ الخنزيرَ ويضعُ الجِزْيةَ ، ثمَّ يقولُ أبو هرَيرةَ اقرَؤوا إن شِئتُم وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بهِ قَبْلَ مَوْتِهِ»

التمهيد
أبو هريرة
ابن عبدالبر
صحيح

التمهيد - رقم الحديث أو الصفحة: 14/202 - أخرجه البخاري (3448)، ومسلم (155) مطولاً

شرح حديث والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا.
ثُمَّ يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [ النساء: 159 ].
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3448 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 3448 )، ومسلم ( 155 )



لقدْ دلَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه على كلِّ خَيرٍ، وحَذَّرَهم مِن كلِّ شرٍّ، ومِن ذلك إخبارُه بعَلاماتِ السَّاعةِ التي تكونُ في آخِرِ الزَّمانِ؛ لأنَّ الإيمانَ بتَحقُّقَ صِدقِها مِن الإيمانِ بالغَيبِ، ومِن تَصديقِ اللهِ تعالَى ورَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولِيَقْوَى إيمانُ مَن يُشاهِدُها ويَثبُتَ، ويُحسِنَ التَّعامُلَ معها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَلامةٍ مِن هذه العَلاماتِ الكُبرى الَّتي تدُلُّ على قُرْبِ قِيامِ السَّاعةِ؛ وهي: نُزولُ عِيسى ابنِ مريمَ عليه السَّلامُ آخِرَ الزَّمانِ في هذه الأُمَّةِ، فيُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باللهِ الَّذي رُوحُه بيَدِه يُصَرِّفُها كيف يَشاءُ -وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَثيرًا ما يُقسِمُ بهذا القسَمِ- على أنَّه قدِ اقترَبَ نُزولُ عِيسى عليه السَّلامُ، ونُزولُه عليه السَّلامُ سَيَكونُ عندَ المنارةِ البيضاءِ شَرْقَي دِمَشقَ، واضعًا كَفَّيه على أجنحةِ مَلَكَينِ، كما في رِوايةِ مُسلمٍ في صَحيحِه.
فيَحكُمُ عليه السَّلامُ بيْن النَّاسِ بالعدْلِ، وسيَحكُمُ بأحكامِ الشَّريعةِ المحمَّديَّةِ لا نَبيًّا برِسالةٍ مُستقِلَّةٍ وشَريعةٍ ناسخةٍ، وأخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ عِيسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَيكسِرُ الصَّليبَ الَّذي تُعظِّمُه النَّصارى، ويَزعُمون أنَّ نَبيَّ اللهِ عِيسى عليه السَّلامُ قد صُلِبَ عليه، وقد كذَّبَ اللهُ عزَّ وجلَّ اليهودَ في ادِّعائِهِم هذا، فقال تعالَى: { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } [ النساء: 157، 158 ]، وكَسْرُه عليه السَّلامُ الصَّليبَ إشارةٌ إلى بُطلانِ دِينِ النَّصارى.
وأخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ عِيسى عليه السَّلامُ يَقتُلُ الخِنزيرَ، أي: يَأمُرُ بإعدامِه؛ مُبالَغةً في تَحريمِ أكْلِه، ويَضَعُ الجِزيةَ، يعني: يَحمِلُ النَّاسَ كلَّهم على الدُّخولِ في الإسلامِ، فلا يَبْقَى أحدٌ يَدفَعُ الجِزيةَ، أو أنَّه لا يَأخُذُ جِزيةً؛ لِوفرةِ المال وانعدامِ الفُقراءِ.
وسيَفيضُ المالُ فلا يَقبَلُه أحدٌ؛ وذلك لكَثرتِه واستغناءِ كلِّ أحدٍ بما في يَدَيه بسَببِ نُزولِ البَرَكاتِ وتَوالي الخَيراتِ؛ بسَببِ العدْلِ وعدَمِ الظُّلمِ، وتُخرِجُ الأرضُ كُنوزَها، وتَقِلُّ الرَّغَباتُ في اقتناءِ المالِ؛ لعِلمِهم بقُرْبِ السَّاعةِ، «حتَّى تكون السَّجدةُ خَيرًا مِنَ الدُّنيا وما فيها»؛ لأنَّهم حينئذٍ لا يَتقرَّبون إلى اللهِ إلَّا بالعِباداتِ لا بِالتَّصدُّقِ بالمالِ.

ثُمَّ قال أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه: اقْرَؤوا إنْ شِئتُم: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [ النساء: 159 ]، فاستدلَّ بالآيةِ على نُزولِ عِيسى عليه السَّلامُ في آخِرِ الزَّمانِ مِصداقًا لِلحديثِ، والمعنى: لا يَبقى أحدٌ مِن أهْلِ الكِتابِ بعْدَ نُزولِ عِيسى عليه السَّلامُ في آخِرِ الزَّمانِ، عندَ اقترابِ السَّاعةِ، وظُهورِ عَلاماتِها الكِبارِ؛ إلَّا آمَن به قبْلَ مَوتِه عليه السَّلامُ، فتكونُ الملَّةُ واحدةً، وهي مِلَّةُ الإسلامِ.
وفي الحديثِ: بِشارةٌ ببَقاءِ الإسلامِ، وسِيادتِه في الأرضِ.
وفيه: أنَّ الدِّينَ عندَ اللهِ الإسلامُ، وهو دِينُ الأنبياءِ جَميعًا.
وفيه: تَغييرُ المنكَرِ باليدِ للمُستطيعِ، دُونَ أنْ يَجُرَّ ذلك مَفسدةً أعظَمَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
التلخيص الحبيرإن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم
الإصابة في تمييز الصحابةعن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إني أسمع منك أشياء
بذل الماعونعن عوف بن مالك الأشجعي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
الأذكار للنوويإذا قام أحدكم عن فراشه من الليل ثم عاد إليه فلينفضه بصنفة
موافقة الخبر الخبرعن قيس بن الحارث رضي الله عنه قال أسلمت وعندي ثمان نسوة
موافقة الخبر الخبرأسلمت وعندي أختان فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم طلق أيتهما
التمهيدسئل عن البتع فقال كل شراب أسكر فهو حرام
بيان الدليلليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف
العلو للذهبيأذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنه
الشفاعة للوادعيأعطيت خمسا بعثت إلى الأحمر والأسود وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا
الأذكار للنوويإن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه
الأذكار للنوويأكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب