حديث كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي

أحاديث نبوية | حلية الأولياء | حديث أنس بن مالك

«أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد عاد رجلًا من المسلمين قد صار مثلَ الفرخِ ، فقال : هلْ كنتَ تدعو اللهَ بشيءٍ - أو تسأله إيَّاه - ؟ قال : كنتُ أقولُ : اللَّهمَّ ما كنتَ مُعاقبي به في الآخرةِ فعجِّلْه لي في الدُّنيا . قال : سبحانَ اللهِ ! لا تستطيعُه – أو لا تُطيقُه - هلَّا قلتَ : اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ»

حلية الأولياء
أنس بن مالك
أبو نعيم
صحيح ثابت

حلية الأولياء - رقم الحديث أو الصفحة: 2/374 -

شرح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عاد رجلا من المسلمين قد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ قدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الفَرْخِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هلْ كُنْتَ تَدْعُو بشَيءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إيَّاهُ؟ قالَ: نَعَمْ؛ كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ ما كُنْتَ مُعَاقِبِي به في الآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لي في الدُّنْيَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سُبْحَانَ اللهِ! لا تُطِيقُهُ -أَوْ لا تَسْتَطِيعُهُ- أَفلَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، قالَ: فَدَعَا اللهَ له، فَشَفَاهُ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2688 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتفقَّدُ أصحابَه، ويَزورُ مَريضَهم ويَدْعو لهم، ويُعلِّمُهم أُمورَ الدِّينِ، ويُصوِّبُ أخْطاءَهم.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أَنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زار رجُلًا مَريضًا منَ المسْلِمينَ، كان قَد أَضعَفَه المرضُ حتَّى صارَ ضعيفًا مِثلَ الفَرخِ، وهو الطَّائرُ الصَّغيرُ؛ لضَعفِه وكَثرةِ نَحافتِه، ولمَقامِ النُّبوَّةِ عَلِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مِثلَ هذا الابتلاءِ مع هذا الرَّجلِ فيه أمرٌ، ولذلك سَألَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هَل كُنتَ تَدْعو بشَيءٍ أو تَسألُه إيَّاه؟ أي: هل كُنتَ تَدعو اللهَ بشَيءٍ منَ الأَدعيَةِ الَّتي يُسأَلُ فيها مَكروهٌ؟ أو: هل سَألتَ اللهَ البَلاءَ الَّذي أنتَ فيهِ؟ فأجاب الرَّجلُ: نَعمْ، كُنتُ أدْعُوه تعالَى أنَّه إذا كان سيُعاقِبُه في الآخِرَةِ، فلْيعَجِّلْ عُقوبتَه في الدُّنيا، خَوفًا وخَشيةً مِن عَذابِ الآخرةِ، فكأنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالَى استَجابَ دُعاءَه وابْتلاهُ بالمرَضِ حتَّى ضَعُفَ وصارَ مثلَ الطَّائرِ الضَّعيفِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «سُبحانَ اللهِ!» وهذا تَنزيهٌ للهِ عن كلِّ ما لا يَليقُ، وقاله النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَعجُّبًا مِن دُعاءِ الرَّجلِ تَعجيلَ عَذابِ الآخرةِ عليه، وقال له: «لا تُطيقُه أَوْ لا تَستطيعُه» أي: لا تَتحمَّلُه في الدُّنيا؛ لأنَّ نَشأةَ الدُّنيا ضَعيفةٌ لا تَحتمِلُ العذابَ الشَّديدَ والألمَ العظيمَ، وأمَّا نَشأةُ الآخرةِ فهي للبَقاءِ.
ثمَّ عَلَّمَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيفَ يَدْعو، وأرشَدَه إلى أحسَنِ ما يُقالُ، وأنْ يَدْعوَ ويقولَ: «اللُّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنَةً، وفي الآخرَةِ حسنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ» وحَسَنةُ الدُّنيا يَدخُلُ فيها كُلُّ ما يَحسُنُ وُقوعُه عِندَ العَبدِ؛ مِن رِزقٍ هَنيءٍ واسعٍ حَلالٍ، وزَوجةٍ صالحةٍ، ووَلدٍ تقَرُّ به العَينُ، وراحةٍ، وعِلمٍ نافعٍ، وعَملٍ صالحٍ، ونَحوِ ذلكَ مِنَ المطالبِ المَحبوبَةِ والمُباحةِ.

وحسنَةُ الآخرَةِ هي: السَّلامةُ منَ العُقوباتِ في القَبرِ والموقِفِ والنَّارِ، وحُصولُ رِضا اللهِ، والفوزُ بالنَّعيمِ المُقيمِ في الجَنَّة، والقُربُ مِنَ الله الرَّحمن الرَّحيم، والدُّعاءُ بالوقايةِ مِن عَذابِ النَّارِ، وما يُقرِّبُ إليها مِن شَهوةٍ وعَملٍ في الدُّنيا، فهذا الدُّعاءُ مِن الجوامعِ الَّتي تَتضمَّنُ خيْرَ الدُّنيا والآخرةِ.
وأخبَرَ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَعا لهذا الرَّجلِ بالشِّفاءِ، فاستجابَ اللهُ دُعاءَ حَبيبِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فشَفاه اللهُ وأبْرَأَه مِن ذلك المرضِ.
وفي الحديثِ: أنَّه لا يَنْبغي للعبدِ أنْ يَطلُبَ لنَفسِه البلاءَ، وإذا سَأل فإنَّما يَسأَلُ ما فيه خيرٌ.
وفيه: عِيادةُ المريضِ، ولوْ كان العائدُ أميرًا أو نحْوَه.
وفيه: سُؤالُ المريضِ سَببَ مَرضِه؛ ليُبحَثَ له عن الأدويةِ المناسِبةِ له.
وفيه: التَّسبيحُ عندَ التَّعجُّبِ.
وفيه: أنَّ مِن المرضِ ما يكونُ عُقوبةً لِصاحبِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حلية الأولياءعن أنس بن مالك قال صحبت جرير بن عبد الله وكان يخدمني
عمدة التفسيرقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تضربوا إماء الله فجاء
عمدة التفسيرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يوصي أمته في مرض الموت
عمدة التفسيرإن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها
الاقتراح في بيان الاصطلاحكسر عظم الميت ككسره حيا
الاقتراح في بيان الاصطلاحمن حلف على يمين مصبورة كاذبا فليتبوأ بوجهه مقعده من النار
الأحكام الشرعية الصغرىأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان
الأحكام الشرعية الصغرىكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه
الأحكام الشرعية الصغرىأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الرجل إلى الرجل
الأحكام الشرعية الصغرىالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم
الأحكام الشرعية الصغرىإذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم وإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى
الأحكام الشرعية الصغرىالإيمان بضع وسبعون بابا فأدناها إماطة الأذى عن الطريق وأرفعها قول لا إله


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب