حديث اللهم رب السماوات ورب الأرض ربنا ورب كل شيء فالق الحب

أحاديث نبوية | التوحيد لابن خزيمة | حديث أبو هريرة

«كان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – يأمرُنا إذا أخذ أحدُنا مضجعَه أن يقولَ : اللَّهمَّ ربَّ السَّماواتِ وربَّ الأرضِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ ، فالقَ الحبِّ والنَّوَى ، ومُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ ، والقرآنِ أعوذُ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ ، أنت آخِذٌ بناصيتِه ، أنت الأوَّلُ فليس قبلَك شيءٌ ، وأنت الآخِرُ فليس بعدك شيءٌ ، وأنت الظَّاهرُ فليس فوقك شيءٌ ، وأنت الباطنُ فليس دونك شيءٌ . . . اقْضِ عنِّي الدَّينَ وأغْنِني من الفقرِ»

التوحيد لابن خزيمة
أبو هريرة
ابن خزيمة
[أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]

التوحيد لابن خزيمة - رقم الحديث أو الصفحة: 267/1 - أخرجه مسلم (2713) باختلاف يسير

شرح حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذ


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، ثُمَّ يقولَ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شَيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ.
وَكانَ يَرْوِي ذلكَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2713 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 2713 )



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُ أصحابَه رَضيَ اللهُ عنهم، ويُرسِّخُ في نُفوسِهم قوَّةَ الإيمانِ باللهِ سُبحانه؛ وذلك مِن خِلالِ الأذكارِ والأدعيةِ الَّتي تَتكرَّرُ في الصَّباحِ والمساءِ وعندَ النَّومِ.
وفي هذا الحَديثُ يُخبِرُ التَّابعيُّ سُهيلُ بنُ أبي صالحٍ أنَّ والدَه أبا صالحٍ السِّمَّانَ يَأمُرُهم إذا أرادَ أحدُهم أنْ يَنامَ أنْ يَبدَأَ نَوْمَه في فِراشهِ على جانبهِ الأيمنِ، ثمَّ يقولَ مِن الدُّعاءِ والأذكارِ: «اللَّهُمَّ ربَّ السَّمواتِ وربَّ الأرضِ» والرَّبُّ هو الخالقُ المالِكُ المدبِّرُ لِأمرِ الخلقِ في السَّمواتِ السَّبعِ وفي الأرضِ، «وربَّ العرشِ العظيمِ»، وهو عَرشُ الرَّحمنِ سُبحانه، ووصَفَ العَرْشَ بالعِظَمِ؛ لأنَّه أعظَمُ المخلوقاتِ حَجْمًا وكَيفيَّةً وأعْلاها مَكانًا، فهو سَقفُ الكونِ، واسْتَوى عليه ذُو الجِلالِ والإكرامِ، ولا يُدانِيه في عَظَمتِه شَيءٌ مِن خَلقِ اللهِ، «ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ» وهذا ثناءٌ عامٌّ على اللهِ بأنَّه هو الخالِقُ لجميعِ المخلوقاتِ بعْدَما خصَّه بخَلقِ أعظمِ ما في الكونِ، وهذا مِن جَميلِ الثَّناءِ على اللهِ عزَّ وجلَّ، «فالِقَ الحَبِّ والنَّوى»، أي: خالقَ الزُّروعِ والأشجارِ ومُخرِجَها مِن الحبِّ؛ وهو بُذورُ الأشجارِ والنَّباتاتِ، والنَّوى: بَذرُ النَّخلِ، وهذا بَيانٌ لعَظيمِ قُدرةِ اللهِ تَعالَى، «ومُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ»، فالَّذي أنْزَلَ تلكَ الكتبَ والرِّسالاتِ هو المستحِقُّ للعُبودِيَّةِ والمتفرِّدُ بها، واللهُ عزَّ وجلَّ قدْ أنْزَلَ التَّوراةَ على مُوسى، وأنزَلَ الإنجيلَ على عِيسى ابنِ مَريمَ، وأنْزَلَ القرآنَ على محمَّدٍ عليهم جميعًا الصَّلاةُ والسَّلامُ، وسُمِّيَ القرآنُ فُرقانًا؛ لأنَّه يُفْرَقُ به بيْنَ الحقِّ والباطلِ.
«أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شَيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتهِ»، وفي رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ: «مِن شَرِّ كلِّ دابَّةٍ أنتَ آخذٌ بناصيتِها»، أي: ألْجأُ وأستجِيرُ بكَ مِن أنْ يُصيبَني شرٌّ مِن دَوابَّ أو مِن أحدٍ مِن خَلقِكَ، والنَّاصيةُ: مُقدَّمُ الرَّأسِ، وهي الجَبهةُ.
والأخذُ بالنَّاصيةِ كِنايةٌ عن تَمكُّنِه سُبحانه مِن المخلوقاتِ، وأنَّهم تحْتَ قُدرتِه وقَهرِه وسُلطتِه، «اللَّهمَّ أنتَ الأولُ فليسَ قبْلَكَ شَيءٌ»، فهو القَديمُ بلا ابتِداءٍ، الَّذي لا شَيءَ قبْلَه ولا معه، «وأنتَ الآخِرُ فليسَ بعْدَكَ شَيءٌ»، فهو الباقي بلا انتِهاءٍ وبلا فَناءٍ، ويدُلُّ على أنَّه هوَ الغايةُ الَّتي تَتَّجِهُ إليها جميعُ المخلوقاتِ رَغبةً ورَهبةً، «وأنتَ الظَّاهرُ فليسَ فوقَكَ شَيءٌ»، ومعنى الظُّهورِ: القهرُ والغَلَبةُ وكَمالُ القُدرةِ، وهذا يدُلُّ على عَظمتِه واضْمِحلالِ كلِّ شَيءٍ عندَ عَظَمتِه، «وأنتَ الباطنُ فليسَ دُونكَ شَيءٌ»، فهو المحتجِبُ عن خَلقِه، فلا يَقدِرُ أحدٌ على إدراكِ ذاتِه سُبحانه مع كَمالِ ظُهورِه، وقيل: العالِمُ بالخفيَّاتِ، وقولُه: «فليْس دُونَكَ شَيءٌ»، يعني مع كَونِه يَحتجِبُ عن أبصارِ الخلائقِ، فليْس هناك ما يَحجُبُه عن إدراكِه شيئًا مِن خَلقِه، فيدُلُّ على اطِّلاعِه على الخَفايا والسَّرائرِ ودَقائقِ الأشياءِ، ولا يَتنافى الظَّاهرُ والباطنُ؛ لأنَّ اللهَ ليس كمِثلهِ شَيءٌ في كلِّ النُّعوتِ.
«اقْضِ عنَّا الدَّينَ»، أي: ما كان مِن حُقوقٍ للهِ وما كانَ من حُقوقٍ للعبادِ، اجْعَلْنا ممَّن يقومُ بأدائِها؛ لئلَّا نُؤاخَذَ بها عندكَ يوْمَ القيامةِ، «وأغْنِنا مِن الفَقرِ» الَّذي يكونُ فيه ذلُّ السُّؤالِ وطَلبِ الحاجةِ من الغيرِ.
ويُخبِرُ سُهيلٌ أنَّ أبا صالحٍ كان يَروي هذا الحديثَ، عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي رِوايةٍ: أنَّ سَببَ هذا الحديثِ ما أخبَرَ به أبو هُرَيرَةَ رَضيَ اللهُ عنه: «أتتْ فاطمةُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَسألُه خادِمًا»، أي: ليُعِينَها على قَضاءِ حَوائجِها، فأمَرَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذا الدُّعاءِ، وبَيَّن لها أنَّ هذا الدُّعاءَ والتَّسبيحَ خَيرٌ مِن خادمٍ، فصَرَفَها مِن سُؤالِ الدُّنيا إلى طَلَبِ الآخرَةِ، وهي أنْفعُ وأبْقَى.
وفي الحَديثِ: إثباتُ بعضِ الصِّفاتِ الَّتي تليقُ بذاتِ اللهِ وجلالِه، والتَّوسُّلِ بصِفاتِ اللهِ تَعالَى في الدُّعاءِ.
وفيه: عَظيمُ خَطرِ الدَّينِ، والحثُّ على دُعاءِ اللهِ تَعالَى أنْ يَقضيَه.
وفيه: التَّنبيهُ على صَرْفِ النَّفسِ عَنِ الدُّنيا إلى الاهتِمامِ بالذِّكرِ والطَّاعاتِ، والأَمْرُ بالاستِعاذةِ مِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
التوحيد لابن خزيمةكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال
التوحيد لابن خزيمةتحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمستكبرين والمتجبرين وقالت الجنة
معجم الشيوخأن فاطمة بنت أبي حبيش جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
معجم الشيوخالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخال
معجم الشيوخإن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما
معجم الشيوخأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت صلاته من الليل ثلاث عشرة
معجم الشيوخلا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل يقول أنا الدهر لي الليل أجده
معجم الشيوخالإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين
معجم الشيوخأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا
معجم الشيوخيؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا وسخرت
معجم الشيوخأبرأ إلى كل خليل من خليله ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي
معجم الشيوخأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب