عن أمِّ المنذِرِ بنتِ قيسٍ ، قالَت : دخلَ عليَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، ومعَهُ عليٌّ وعليٌّ ناقِهٌ ولَنا دوالي معلَّقةٌ، فقامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يأكلُ منها وقامَ عليٌّ ليأكُلَ، فطفقَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقولُ لِعليٍّ: مَهْ إنَّكَ ناقِهٌ حتَّى كفَّ عليٌّ، قالَت: وصنعتُ شعيرًا وسلقًا، فَجِئْتُ بِهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : يا عليُّ أصِب من هذا فَهوَ أنفعُ لَكَ
الراوي : أم المنذر سلمى بنت قيس الأنصارية | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 3856 | خلاصة حكم المحدث : حسن
الابْتِعادُ عن أسبابِ المَرَضِ ومُؤَخِّراتِ الشِّفاءِ من المَفاهِيم المُهِمَّةِ المُتَعَلِّقَةِ بالأَخذِ بالأسبابِ في دَوامِ الصِّحَّةِ والعافِيَةِ.
وفي هذا الحديثِ: تقول أُمُّ المُنْذِرِ بنتُ قَيْسٍ، وهي إحدى خالاتِ النَّبيِّ صلَّى
الله عليه وسلَّم من بَنِي النَّجَّارِ: دَخَلَ عليَّ رسولُ
الله صلَّى
الله عليه وسلَّم، ومعه عَلِيُّ بن أبي طالِبٍ رَضِيَ
الله عنه وهو "نَاقِهٌ"،
أي: كان عَلِيٌّ بَرِأَ قَريبًا من مَرَضِهِ، ولمْ تَرجِع إليه كامِلُ قُوَّتِهِ وصِحَّتِه، ثُمَّ قالتْ أُمُّ المُنْذِرِ: "ولنا"،
أي: عندنا "دَوالِي مُعَلَّقَةٌ" والدَّوالي: هي عَراجِينُ وفُروعُ النَّخْلِ المُحَمَّلة بالبَلَحِ غير النَّاضِج يُعَلَّق حتَّى يَستوِيَ ويَنْضَجَ فيأكلوه، فقام رسولُ
الله صلَّى
الله عليه وسلَّم "يأكل منها"،
أي: مِن هذه الدَّوالي المُعَلَّقة، "وقام عَلِيٌّ أيضًا ليأكل" فلمَّا رَآهُ النَّبيُّ صلَّى
الله عليه وسلَّم يأكُل منها "فَطَفِقَ"،
أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى
الله عليه وسلَّم أَخَذَ يُرشِدُه ويَنصَحُه، ويقول له: "مَهْ"،
أي: اكْفُف وامْتَنِعْ؛ " إِنَّكَ نَاقِهٌ "،
أي: إنَّكَ لمْ تَتَماثَل للشِّفاءِ، فَكُفَّ عن تَناوُلِ هذا الطَّعام؛ فإنَّه قد يَضُرُّك "حتَّى كَفَّ عَلِيٌّ"،
أي: إنَّ عَلِيًّا رَضِيَ
الله عنه لمَّا سَمِعَ ما قاله النَّبيُّ صلَّى
الله عليه وسلَّم انْتَهى عن الأَكْلِ، ثُمَّ قالتْ أُمُّ المُنْذِرِ: "وصَنعتُ"،
أي: طَبختُ شَعِيرًا "وسِلْقًا"، والسِّلْقُ هو من النَّباتاتِ التي تُطْبَخُ وتُؤْكَلُ، "فجِئتُ به"،
أي: بهذا الطَّعامِ الَّذي طَبختُه، فقال رسولُ
الله صلَّى
الله عليه وسلَّم: "يا عَلِيُّ، أَصِبْ من هذا" يعني: كُلْ من هذا الطَّعام؛ "فهو أَنفعُ لكَ"،
أي: إنَّ الأكلَ مِن هذا الطَّعامِ لا يكون فيها ضَرَرٌ لكَ.
وفي الحديثِ: حُسْنُ التَّدبيرِ حين مَنَعَ النَّبيُّ صلَّى
الله عليه وسلَّم عَلِيًّا من الأَكْلِ من الدَّوالي، وهو نَاقِهٌ.
وفيه: مَشْروعِيَّةُ الدُّخول والأَكْلِ من بيتِ الخالاتِ والأَهْلِ من جِهَةِ الأُمِّ..
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم