حديث يا معشر يهود أسلموا تسلموا فقالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أبو هريرة

«بيْنَما نَحْنُ في المَسْجِدِ إذْ خَرَجَ عليْنا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: انْطَلِقُوا إلى يَهُودَ. فَخَرَجْنا معهُ حتَّى جِئْنا بَيْتَ المِدْراسِ، فَقامَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَناداهُمْ: يا مَعْشَرَ يَهُودَ، أسْلِمُوا تَسْلَمُوا. فقالوا: قدْ بَلَّغْتَ يا أبا القاسِمِ، فقالَ: ذلكَ أُرِيدُ. ثُمَّ قالَها الثَّانِيَةَ، فقالوا: قدْ بَلَّغْتَ يا أبا القاسِمِ، ثُمَّ قالَ الثَّالِثَةَ، فقالَ: اعْلَمُوا أنَّ الأرْضَ لِلَّهِ ورَسولِهِ، وإنِّي أُرِيدُ أنْ أُجْلِيَكُمْ، فمَن وجَدَ مِنكُم بمالِهِ شيئًا فَلْيَبِعْهُ، وإلَّا فاعْلَمُوا أنَّما الأرْضُ لِلَّهِ ورَسولِهِ.»

صحيح البخاري
أبو هريرة
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 6944 - أخرجه البخاري (6944)، ومسلم (1765)

شرح حديث بينما نحن في المسجد إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عاهَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَهودَ المدينةِ حِينما هاجَرَ إليها، وظلَّ اليهودُ يَغدِرونَ بِالمسلمينَ ويَنقُضونَ عهْدَهم مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُرْيرةَ رضِيَ اللهُ عنه: بينما هم في المسجدِ، إذ خَرَج عليهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال لهم: «انطلِقوا إلى يَهودَ» الظَّاهِرُ أنَّهم بقايا من اليهودِ تأخَّروا بالمدينةِ بعد إجلاءِ بني قَينُقاع، وقُرَيظةَ، والنَّضيرِ، والفراغِ من أمْرِهم، ويَحْتَمِلُ أن يكونَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعد أن فتح ما بَقِيَ من خيبَرَ، هَمَّ بإجلاءِ مَن بقي ممن صالح من اليهودِ، ثم سألوه أن يُبقِيَهم؛ لِيَعمَلوا في الأرضِ، فبَقَّاهم، أو كان قد بَقِيَ بالمدينةِ مِنَ اليَهودِ المذكورينَ طائِفةٌ استمَرُّوا فيها، معتَمِدين على الرِّضا بإبقائِهم للعَمَلِ في أرضِ خَيبَرَ.
فخرجوا معه حتى جاؤوا إلى بيْتِ المِدْراسِ، وهو البيتُ الَّذي يَتدارَسون فيه التَّوراةَ، فدعاهم إلى الإسلامِ وقالَ لهم: «يا مَعْشرَ يَهودَ، أسْلِموا تَسلَموا»، يعني: تأْمَنوا وتَكونوا لِلمسلمينَ إخوةً، فقالوا له: «قدْ بلَّغْتَ يا أبا القاسمِ»، أي: أدَّيتَ ما عليك من فَريضةِ البلاغِ والدَّعوةِ إلى اللهِ، فقال: «ذلك أريدُ»، يعني: ذلك ما أريدُه منكم أنْ تَعتَرِفوا وتُقِرُّوا أنِّي قدْ بلَّغْتُ إليكم، وخرَجْتُ عَنِ العُهدةِ بِأداءِ ما ألْزَمنِي اللهُ مِنَ الإبلاغِ، وتَقومَ عليكمُ الحجَّةُ، ثُمَّ قالها ثَانيةً، فرَدُّوا عليه بمِثْلِ رَدِّهم الأوَّلِ، ثُمَّ قالها ثَالثًا، كرَّرَ ذلك؛ لِلمُبالَغةِ في التَّبليغِ، ولم يستجيبوا له في كُلِّ مَرَّةٍ دعاهم فيها إلى الإسلامِ، فقالَ لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «اعْلَموا أنَّ الأرضَ للهِ ورَسولِه» أي: أنَّ مِن سُنَنِ اللهِ في كَونِه أنَّ الأرضَ يُورِثُها لعبادِه المُؤمِنين، وهذا تحذيرٌ وإنذارٌ لهم وتمهيدٌ لإخراجِهم من المدينةِ، كما في قَولِه صراحةً: «وإنِّي أريدُ أنْ أُجلِيَكم»، يعني: أُخرِجَكم مِنَ المدينةِ؛ ولذلك فمَن كان له شَيْءٌ ممَّا لا يُمكِنُ نقْلُه فَلْيَبِعْه، وإنْ لم تَسْمَعوا ما قلْتُ لكم مِن ذلك فاعْلَموا أنَّ الأرضَ للهِ ورَسولِه، وتعلَّقَتْ مَشيئةُ اللهِ تعالَى بأنْ يُورثُ أرضَكم هذه لِلمسلمينَ، فَفارِقوها، وأعاد قَولَه: «فاعْلَمُوا أنَّما الأرْضُ لِلَّهِ ورَسولِهِ»؛ لإظهارِ عَزْمِه لهم على إخراجِهم، وتأكيدِ ذلك لهم.
وفي الحَديثِ: بيانُ ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من شِدَّةِ عنايتِه بدَعوةِ اليَهودِ إلى الإسلامِ، وشِدَّةِ عُتُوِّهم وعنادِهم عن الحَقِّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريبينا نحن في المسجد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انطلقوا
صحيح أبي داودبينا نحن في المسجد إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح الجامعيا معشر يهود أسلموا تسلموا اعلموا أن الأرض لله ورسوله
سنن أبي داودأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش
صحيح مسلمأنه سمع عائشة تخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند
صحيح البخاريكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب بنت جحش
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب
صحيح البخاريتزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش
صحيح النسائيأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب ويشرب عندها
صحيح النسائيأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب
صحيح النسائيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش
صحيح أبي داودأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب