حديث فاجتنبوا الخمر فإنها لا تجتمع هي والإيمان أبدا إلا أوشك أحدهما أن

أحاديث نبوية | الضياء اللامع | حديث -

«عن عثمانَ بنِ عفانَ رضِيَ اللهُ عنه أنه قال اجتنِبوا الخمرَ فإنها أمُّ الخبائثِ، كان رجلٌ فيمَن خلا قبلَكم يتعبدُ ويعتزلُ الناسَ فأحبَّته امرأةٌ غويةٌ فأرسلت إليه جاريتَها أن تدعوَه لشهادةٍ فجاء البيتَ ودخل معَها فكانت كلما دخل بابًا أغلقته دونَه حتى وصل إلى امرأةٍ وضيئةٍ جالسةٍ عندَها غلامٌ وإناءُ خمرٍ فقالت له: إنها ما دعته لشهادةٍ وإنما دعَته ليقعَ عليها أو يقتلَ الغلامَ أو يشربَ الخمرَ فلما رأى أنه لابدَّ له من أحدِ هذه الأمورِ تهاونَ بالخمرِ فشرِبه فسكر ثم زنَى بالمرأةِ وقتل الغلامَ، قال أميرُ المؤمنين عثمانُ: فاجتنِبوا الخمرَ فإنها لا تجتمعُ هي والإيمانُ أبدًا إلا أوشكَ أحدُهما أن يُخرِجَ صاحبَه.»

الضياء اللامع
-
ابن عثيمين
إسناده صحيح

الضياء اللامع - رقم الحديث أو الصفحة: 592 -

شرح حديث عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال اجتنبوا الخمر فإنها


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عن عثمانَ بنِ عفانَ قال : اجتنِبوا الخمرَ فإنها أمُّ الخبائثَ ، إنه كان رجلٌ ممن خلا قبلَكم تعبَّدَ ، فعلِقَتهُ امرأةٌ غوِيَّةٌ ، فأرسلتْ إليه جاريتَها ، فقالتْ له : إنَّا ندعوكَ للشهادةِ ، فانطلق مع جاريتِها ، فطفِقَت كلما دخل بابًا أغلقتْهُ دونَهُ ، حتَّى أفضَى إلى امرأةٍ وضيئةٍ ، عندها غلامٌ وباطيةُ خمرٍ ، فقالت : إني والله ما دعوتُكَ للشَّهادةِ ، ولكنْ دعوتُك لتقَعَ عليَّ ، أو تشربَ من هذه الخمرةِ كأسًا ، أو تقتلَ هذا الغلامَ ، قال : فاسقيني من هذا الخمرِ كأسًا ، فسقَتْهُ كأسًا ، قال : زيدوني ، فلم يرِمْ حتَّى وقع عليها ، وقتلَ النفسَ ، فاجتنِبوا الخمرَ ، فإنها واللهِ لا يجتمعُ الإيمانُ وإدمانُ الخمرِ ، إلَّا لَيوشكُ أنْ يُخرجَ أحدُهما صاحبَهُ !
الراوي : عبدالرحمن بن الحارث | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 5682 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



الخَمرُ أصلُ الشُّرورِ ومنبَعُها، وأمُّ الخبائثِ، حرَّمها اللهُ سُبحانَه وتعالى على العبادِ؛ لأنَّها تُؤدِّي إلى مفاسدَ كثيرةٍ؛ فضرَرُها لا يَقتصِرُ على شاربِها فقط، بل يتعدَّى إلى غيرِه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عُثمانُ بنُ عفَّانَ رَضِي اللهُ عَنه: "اجتَنِبوا"، أي: لا تقرَبوا، "الخَمْرَ"، وهي الَّتي تُخامِرُ العَقْلَ وتذهَبُ به؛ "فإنَّها أمُّ الخبائثِ"، أي: أصلُ الشُّرورِ، ويتولَّدُ منها جميعُ المنكَراتِ، ثمَّ ذكَر عُثمانُ رَضِي اللهُ عَنه مثَلًا يُبيِّنُ ما فيها مِن خَبَثٍ يُوقِعُ شاربَها فيما هو أشَدُّ تحريمًا: "إنَّه كان رجُلٌ ممَّن خَلَا قبْلَكم"، أي: في الأُمَمِ السَّابقةِ، "تعَبَّدَ"، أي: كان مِن أهلِ العبادةِ وأوقَفَ نفسَه عليها معتزِلًا بذلك للنَّاسِ، "فعَلِقَتْه"، أي: أحبَّتْه وتعلَّقَتْ به، "امرأةٌ غَوِيَّةٌ"، أي: غاويةٌ، ومنهمِكةٌ في الذُّنوبِ والمعاصي والضَّلالِ والكبائرِ مِن الزِّنا وغيرِه، "فأرسلَتْ إليه"، أي: إلى هذا الرَّجلِ العابدِ النَّاسكِ، "جاريتَها"، أي: لتدعوَه إليها، فقالَتِ الجاريةُ للرَّجلِ: "إنَّا نَدْعوك للشَّهادةِ"، أي: تعلَّلَتْ له بما يُخرِجُه عن مَقامِه كذِبًا وزُورًا، "فانطلَق مع جاريَتِها"، أي: تبِعَها ليقضيَ لها حاجتَها، حتَّى دخَل بيتَ المرأةِ الغاويةِ، "فطفِقَتْ كلَّما دخَل بابًا أغلقَتْه دونَه"، أي: شرَعَتِ الجاريةُ في غَلْقِ الأبوابِ خَلْفَه؛ لِتَمنَعَه إن أراد الخروجَ، "حتَّى أفضى إلى امرأةٍ وضِيئةٍ"، أي: بلَغ ووصَل إلى حُجرةٍ بها امرأةٌ جميلةٌ وحسناءُ، "عندَها غلامٌ"، أي: وبحجرتِها صبيٌّ صغيرٌ خادمٌ لها، "وباطِيَةٌ"، أي: إناءٌ عظيمٌ مِن خَمرٍ، فقالت له المرأةُ: "إي واللهِ، ما دعَوْتُك للشَّهادةِ"، أي: لم نَطلُبْكَ لكي تشهَدَ على شيءٍ، "ولكن دعَوْتُك لِتقَعَ علَيَّ"، أي: تَزنيَ بي، وتفعَلَ الفاحشةَ معي، أو "تشرَبَ مِن هذه الخَمرةِ كأسًا"، إذا لم تقبَلْ وتوافِقْ على الزِّنا، "أو تقتُلَ هذا الغلامَ"، إذا لم توافِقْ على الزِّنا أو شُرْبِ الخَمرِ.
قال الرَّجلُ: "فاسقِيني مِن هذا الخمرِ كأسًا"؛ لأنَّه يظُنُّ أنَّ شُربَها أخفُّ الأضرارِ والذُّنوبِ، "فسَقَتْه كأسًا"، أي: وافقَتْ له على طلَبِه، قال الرَّجلُ: "زِيدُوني"، أي: أعطوني مَزيدًا مِن الخَمرِ أشرَبُه، "فلم يَرِمْ"، أي: لم يَبرَحْ، ولم يَزَلْ هذا الرَّجلُ يشرَبُ مِن الخمرِ، "حتَّى وقَع عليها"، أي: زنَى بالمرأةِ، "وقتَل النَّفْسَ"، أي: قتَل الغلامَ الَّذي كان عند المرأةِ، قال عُثمانُ رَضِي اللهُ عَنه: "فاجتَنِبوا الخمرَ"، أي: مِن أجلِ ذلك اجتَنبوها ولا تقرَبوها؛ لأنَّها تُفضِي بشاربِها إلى ما هو أعظمُ وأشَرُّ منها بتغييبِها للعقلِ؛ "فإنَّها"، أي: فإنَّ الحالَ والشَّأنَ "واللهِ، لا يجتمِعُ الإيمانُ"، أي: في قلبِ عبدٍ، "وإدمانُ الخمرِ"، أي: وهو مدمِنٌ للخمرِ لا يستطيعُ أن يُقلِعَ عن شُربِها، "إلَّا لَيُوشِكُ"، أي: يقرُبُ، "أن يُخرِجَ أحدُهما صاحبَه"، أي: إمَّا أن يُخرِجَ الخُمرُ الإيمانَ إن لم يتُبْ مِن شُربِه، أو يُخرِجَ الإيمانُ إدمانَ الخمرِ إن تاب وأقلَع عنه، ولكن لا يَبقى أحدُهما مع الآخَرِ، ولا يجتمعانِ في قلبِ عبدٍ.
وفي الحديثِ: أنَّ الخمرَ منبَعُ الشُّرورِ.
وفيه: التَّنبيهُ على سدِّ الذَّرائعِ.
وفيه: أنَّ الإيمانَ وإدمانَ الخمرِ لا يجتَمِعانِ في قلبِ العبدِ.
وفيه: أنَّ الإيمانَ يضعُفُ بشُربِ الخَمرِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حاشية بلوغ المرام لابن بازملعون من أتى امرأة في دبرها
جامع المسانيد والسننأخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخذ على النساء ستا
فتاوى نور على الدرب لابن بازمن حلف بشيء دون الله فقد أشرك
فتاوى نور على الدرب لابن بازمن حلف بالأمانة فليس منا
فتاوى نور على الدرب لابن بازمن حلف بشيء دون الله فقد أشرك
فتاوى نور على الدرب لابن بازمن حلف بشيء دون الله فقد أشرك
أضواء البيانمن أعتق شركا له في عبد
تخريج المحلىمن أسبل إزاره في صلاته خيلاء
فتاوى نور على الدرب لابن بازمن حلف بشيء دون الله فقد أشرك
شرح ابن ماجه لمغلطايالإمام ضامن فما صنع فاصنعوا
شرح ابن ماجه لمغلطايكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا
شرح ابن ماجه لمغلطايكان بلال لا يؤخر الأذان عن الوقت وربما أخر الإقامة شيئا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, June 2, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب