حديث كذبت يهود لو أراد الله أن يخلقه ما استطعت أن تصرفه

أحاديث نبوية | شرح فتح القدير | حديث أبو سعيد الخدري

«أنَّ رَجُلًا قال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي جاريةً، وأنا أعزِلُ عنها، وأنا أكرَهُ أن تَحمِلَ، وأنا أريدُ ما يُريدُ الرِّجالُ، وإنَّ اليَهودَ تَحَدَّثُ أنَّ العَزلَ هو المَوءودةُ الصُّغْرى، قال: كَذَبَت يَهودُ، لو أراد اللهُ أن يَخلُقَه ما استَطَعْتَ أن تَصرِفَه.»

شرح فتح القدير
أبو سعيد الخدري
الكمال بن الهمام
صحيح

شرح فتح القدير - رقم الحديث أو الصفحة: 3/378 -

شرح حديث أن رجلا قال يا رسول الله إن لي جارية وأنا أعزل عنها


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ إِنَّ لِي جَارِيَةً وأنا أعزلُ عنها وأنا أكرهُ أن تحمَلَ وأنا أريدُ ما يريدُ الرِّجالُ وإنَّ اليهودَ تُحدِّثُ أنَّ العزلَ موءودةُ الصُّغرى قال كذَبت يهودُ لَو أرادَ اللَّهُ أن يخلُقَه ما استَطعتَ أن تصرِفَه
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2171 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



مَقادِيرُ جَميعِ الخَلائقِ بيَدِ اللهِ وحْدَه؛ فهو علَّامُ الغُيوبِ، وعلى المسلِمِ أنْ يتوَكَّلَ على اللهِ ويَأخُذَ بالأسبابِ، ثمَّ يُفَوِّضَ أمْرَه إلى اللهِ تعالَى.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ رجُلًا جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأخبَرَه أنَّ له جاريةً -وهي الفتاةُ المملوكةُ مِن العَبيدِ، ويَحِقُّ لِمالكِها أنْ يَطَأَها ويُعاشِرَها لأنَّها مِلكُ يَمينِه- وأنَّه يَعزِلُ عنها، والعزْلُ: أنْ يَنزِعَ الرَّجُلُ ذكَرَهُ إذا قارَبَ الإنْزالَ أثناءَ مُجامعتِه المرأةَ، ويُنْزِلَ خارِجَ الفَرْجِ؛ لئلَّا يَحدُثَ الحمْلُ.
والمعنى: أنَّه كان يَتعمَّدُ أنْ يَقذِفَ مَنِيَّه خارجَها؛ خَشيةَ حمْلِها، وأخبَرَ أنَّه يُريدُ ما يُريدُ الرِّجالُ، أي: يُريدُ أنْ يَستمتِعَ بها فقطْ كما يَستمتِعُ الرَّجلُ بمَن تَحِلُّ له مِن النِّساءِ، ولا حاجةَ له للولدِ منها، وكان مِن عادةِ أهْلِ المدينةِ قبْلَ هِجرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّهم يَأخُذون مِن عُلومِ اليهودِ الَّذين يَسكُنون معهم المدينةَ؛ لأنَّهم أهْلُ كِتابٍ، فسَمِعَ الرَّجلُ مِن يَهودِ المدينةِ أنَّ العزْلَ هو «الموْءُودةُ الصُّغرى»، فكانوا يَرَون كأنَّه قتْلٌ للنَّفْسِ التي كانتْ ستُولَدُ لو قدَّرَها اللهَ؛ لأنَّ فيها إضاعةَ النُّطفةِ الَّتي أعدَّها اللهُ تعالى ليكونَ منها الولدُ، وسَعيًا في إبطالِ ذلك الاستِعدادِ بعَزْلِها عن مَحلِّها، وسَمَّوْها الموءودةَ الصُّغرى؛ تَمييزًا لها عن معْنى الوأْدِ عندَ الإطلاقِ وما كان يَفعَلُه العربُ قَديمًا، وهو: دفْنُ البِنتِ حيَّةً؛ خَشيةَ الفقرِ والعارِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «كذَبَتِ يهودُ» أي: في زعْمِهم هذا؛ فليس العزْلُ قتْلًا للنَّفْسِ؛ لأنَّ اللهَ سُبحانَه إذا أراد أنْ يَخلُقَ الولدَ والنَّفْسَ ويُسبِّبَ الحمْلَ مع وُجودِ العزْلِ، فَلا بدَّ مِن خَلْقِها؛ فإنَّه قدْ يَسبِقُكم الماءُ ولو بقَليلٍ منه مِن غيْرِ شُعورِ العازلِ، فَلا تَقدِرون عَلى دَفعِه، وَلا يَنفعُكمُ الحِرصُ عَلى ذلكَ، وأيضًا قدْ يُوجَدُ الإفضاءُ -وهو الإنزالُ داخلَ الرَّحمِ- ولا يكونُ ولَدٌ؛ فالعزْلُ والإفضاءُ مُتساويانِ في ألَّا يَكونَ مِنه ولدٌ إلَّا بتَقديرِ اللهِ تعالَى؛ ففي رِوايةِ الصَّحيحَينِ: «لا عليكمْ ألَّا تَفعَلوا ذلكم؛ فإنَّها ليْستْ نَسَمةٌ كتَبَ اللهُ أنْ تَخرُجَ إلَّا هي خارجةٌ»، وعندَ مُسلمٍ مِن حَديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما، قال: «فجاء الرَّجلُ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ الجاريةَ التي كُنتُ ذكَرْتُها لكَ حمَلَتْ» -أي: مع قصْدِ وتَحقُّقِ العزْلِ عنها- فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أنا عبْدُ اللهِ ورَسولُه»، وهذا تَنبيهٌ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على صِدقِه وصِحَّةِ رِسالتِه، وأنَّه لا يَنطِقُ عن الهَوى، وأنَّ ما يَقولُه وَحْيٌ وحقٌّ مِن اللهِ سُبحانه، ومِن ذلك أنَّ حمْلَ المرأةِ وعدَمَه، والإنجابَ والعُقْمَ؛ كلُّه بتَقديرِ اللهِ سُبحانه سَواءٌ أُخِذ بأسبابِ ذلك أمْ لا.
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ العزْلِ.
وفيه: إثباتُ قُدرةِ اللهِ سُبحانه المُطلَّقةِ في تَكوينِ الأجِنَّةِ وخلْقِها أو عدَمِ تَكوُّنِها.
وفيه: أنَّ اللهَ هو مُسبِّبُ الأسبابِ، وأنَّه القادرُ على خلْقِ نَتائجِها أو عدَمِها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
شرح مسند الشافعيعن ابن أبي عمار قال سألت جابر بن عبد الله عن الضبع أصيد
إتحاف الخيرة المهرةأن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت إن
نخب الافكارننهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر كان لنا نافعا وأمر
نخب الافكارمن كانت له أرض فليزرعها أو ليزرعها أخاه ولا يكريها بالثلث ولا بالربع
نخب الافكارعن عبد الله بن السائب قال سألت عبد الله بن معقل عن المزارعة
نخب الافكاركان لرجل منا فضول أرضين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
نخب الافكارقيل لعطاء هل حدثك جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله
نخب الافكاركنا بني حارثة أكثر أهل المدينة حقلا وكنا نكري الأرض على أن ما
نخب الافكارتسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي فإني أنا أبو القاسم
نخب الافكارتسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي أنا أبو القاسم الله يعطي وأنا أقسم
عمدة القاريسمعت رجلا من الأنصار يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه يغبن
عمدة القاريكان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يتبايعون الثمار فإذا جد


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب