حديث اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه

أحاديث نبوية | حديث المساء | حديث -

«اقرَؤوا القرآنَ ؛ فإنَّهُ يأتي يومَ القيامةِ شَفيعًا لأصحابِهِ»

حديث المساء
-
ابن باز
[صحيح]

حديث المساء - رقم الحديث أو الصفحة: 130 -

شرح حديث اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ.
قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ.
[ وفي رواية ]: غيرَ أنَّه قالَ: وكَأنَّهُما في كِلَيْهِما، ولَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ مُعاوِيَةَ بَلَغَنِي.
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 804 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



القُرآنُ فيه الخَيرُ والبَرَكةُ لمَنْ يَقرَؤه ويَلتزِمُه؛ فهو حبْلُ اللهِ المَوصولُ، وفيهِ طُمَأنينَةُ النَّفسِ، وعَظيمُ الأَجْرِ، وفيه النَّجاةُ يومَ القِيامةِ، والحَصانةُ مِن كَيْدِ السَّحرةِ في الدُّنيا، وخاصَّةً سُورَةَ البقَرةِ وآلِ عِمرانَ.
وفي هذا الحَديثِ يحُثُّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على قِراءةِ القرآنِ، ويَأمُرُ بالمُداومةِ عليها، ويُخبِرُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ القرآنَ يَتمثَّلُ يومَ القِيامةِ بصُورةٍ يَراها النَّاسُ، كما يَجعَلُ اللهُ لأعمالِ العِبادِ صُورةً ووَزْنًا؛ لِتُوضَعَ في المِيزَانِ، ويَشفَعُ لِقارِئيهِ العامِلينَ به، ويُحاجُّ عنهم عِندَ اللهِ سُبحانَه وتعالَى طالبًا المَغفِرةَ لهم، وأنْ يُخلَّصوا مِن النارِ ويُدْخَلوا الجَنةَ، أو في رَفْعِ دَرجاتِهم في الجَنَّةِ.
وكرَّرَ «اقْرَؤوا»؛ حثًّا على قِراءةِ سُوَرٍ مُعَيَّنَةٍ، وتَأكيدًا لِخُصُوصِيَّتِهَا في الشَّفاعةِ، وقولُه: «الزَّهْرَاوَيْنِ»، أي: المُنِيرَتَيْنِ، وسُمِّيَت البقرةُ وآلُ عِمرانَ الزَّهراوينِ؛ لأنَّهما نُورانِ، أو لِكَثْرةِ أنوارِ أحكامِ الشَّرْعِ والأسماءِ الحُسنَى فيهما، ولا شكَّ أنَّ نُورَ كَلامِ اللهِ أشَدُّ وأكثرُ ضِياءً، وكُلُّ سُورةٍ مِن سُوَرِ القرآنِ زَهْراءُ؛ لِمَا فيها مِن أحكامٍ ومَواعِظَ، ولِمَا فيها مِن شِفاءِ الصُّدورِ، وتَنويرِ القلوبِ، وتَكثيرِ الأَجْرِ لِقَارِئِها.
وخصَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالذِّكرِ قِراءةَ سُورَتَيِ البقرةِ وآلِ عِمرانَ؛ بيانًا لعِظَمِ مَنزلتِهما، وتأكيدًا لِخُصوصِيَّتِهما في الشَّفاعةِ لمَن داوَمَ على قِراءتِهما والعمَلِ بما فيهما، وبيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّهما تَتشكَّلانِ وتَتجسَّدانِ وتَحْضُرانِ، أو تَتصوَّرانِ كأنَّهما «غَمامتانِ»، أي: سَحابتانِ، تُظِلَّانِ صاحبَهما عن حَرِّ الموقِفِ، وإنَّما سُمِّيَ الغَمامِ غَمامًا لأنَّه يَغُمُّ السَّماءَ، فيَستُرُها، «أو كأنَّهما غَيايتانِ»، والغَيايَةُ: كُلُّ ما أَظَلَّ الإنسانَ فَوْقَ رأسِهِ؛ مِن سَحابةٍ، وغيرِها، «أو كأنَّهما فِرْقانِ»، أي: طائفتانِ وجَماعتانِ، «مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ»، وهي جَماعةُ الطَّيرِ الباسِطةُ أجنحَتَهَا متَّصلًا بعضُها ببعضٍ، والمرادُ أنَّهما يَقِيانِ قارِئَهما مِن حَرِّ الموقِفِ، وكَرْبِ يومِ القِيامةِ، وتُدافِعانِ الجحيمَ والزَّبانيَةَ، أو تُجادلانِ عنه بالشَّفاعةِ، أو عِندَ السُّؤالِ إذا لم يَنْطِقِ اللِّسانُ، وأطْبَقَتِ الشَّفَتَانِ، وضاعتِ الحُجَجُ.
وقولُهُ: «اقْرَؤُوا سُورةَ البقرةِ» تَخصيصٌ بَعْدَ تَخصيصٍ؛ فإنَّه عمَّم أوَّلًا بالقُرآنِ كلِّه، ثمَّ خصَّصَ الزَّهراوينِ، ثمَّ خَصَّ البقرةَ منهما؛ دَلالةً على عِظَمِ شأْنِها، وكَبيرِ فضْلِها؛ فقال: «فإنَّ أَخْذَها» وذلك بالمواظَبةِ على تِلاوتِها، والتَّدبُّرِ في مَعانيها، والعَمَلِ بما فيها، «بَرَكَةٌ»، أي: زِيادةٌ، ونَماءٌ، ومَنْفَعةٌ عَظيمةٌ لِقارئِها، «وَتَرْكَهَا حَسْرةٌ»، أي: تَلهُّفٌ وتأسُّفٌ على ما فاتَ مِنَ الثَّوابِ، ثمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّه لا يَقْدِرُ عليها «البَطَلَةُ» وهم السَّحرةُ، والمقصودُ أنَّهم لا يَستطيعون قِراءتَها؛ لِزَيْغِهم عَنِ الحقِّ، وانْهِماكِهم في الباطلِ، أو أنَّهم لا يَستطيعون دَفْعَها، واختراقَ تَحْصِينِهَا لِمَنْ قَرَأَها أو حَفِظَهَا؛ فهي حِصْنٌ لِقارئِها وحافِظِهَا مِنَ السِّحْرِ، وَقِيلَ: البَطَلَةُ: أصحابُ البِطالةِ والكُسَالَى؛ فإنَّهم لا يَستطيعون حِفْظَهَا، ولا قِراءتَها؛ لِطُولِها، ولِتَعَوُّدِهم الكَسَلَ.
وفي روايةٍ بواوِ العطفِ وليْست ( أوْ ): «وكَأنَّهُما غَيايَتانِ، وكَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ»، ويُجمَعُ بيْنهما أنَّ ( أو ) في الرِّوايةِ الأُولى ليْست للشَّكِّ، ولا للتَّخييرِ في تَشبيهِ السُّورتينِ، ولا للتَّرديدِ، بلْ هي للتَّنويعِ وتَقسيمِ القارئينَ؛ ففريقٌ منهم تكونُ السُّورتانِ لهما كالغَمامةِ، وفريقٌ كالغَيايَةِ، وفريقٌ كأنَّهما جَماعتانِ مِن الطَّيرِ الباسطةِ أجنِحتَها.

وفي الحَديثِ: الحثُّ على قِراءَةِ القُرآنِ، وفَضيلةُ سُورَةِ البقَرةِ وآلِ عِمرانَ، وعِظَمُ سُورةِ البقَرةِ خُصوصًا.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حديث المساءلعن الله الخمر ولعن شاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه
حديث المساءلا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان
حديث المساءلا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان
حديث المساءالعهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر
حديث المساءعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لعمران بن حصين في حال مرضه صل
نخب الافكارلا تستقبلوا القبلة لغائط ولا لبول ولكن شرقوا أو غربوا فقدمنا الشام
نخب الافكارإنما أنا لكم مثل الوالد أعلمكم فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة
نخب الافكارإن ناسا يقولون إذا قعدت لحاجتك فلا تستقبل القبلة ولا بيت المقدس فقال
نخب الافكاركلوا لحوم الأضاحي وادخروا
نخب الافكارمن أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا فيقعد في
نخب الافكارلا يحلبن أحدكم ماشية أخيه بغير إذنه أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر
نخب الافكارليلة الضيف حق واجب على كل مسلم ممن أصبح بفنائه فإنه دين إن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب