حديث ما عملت فيها قال قاتلت في سبيلك حتى استشهدت

أحاديث نبوية | سير أعلام النبلاء | حديث أبو هريرة

«أوَّلُ النَّاسِ يُقْضَ فيهِ يومَ القيامةِ ثلاثةٌ : رجلٌ استُشهِدَ ، فأُتِيَ بهِ فعرَّفَه نعِمَهُ ، فعرَفَها فقال : ما عمِلتَ فيها ؟ قال : قاتلتُ في سبيلِكَ حتَّى استُشهِدتُ . فقال : كذبتَ إنَّما أردتَ أن يُقالَ : فلانٌ جريءٌ ، فقد قيلَ فأُمِرَ بهِ فسُحِبَ على وجهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ ، ورجلٌ تعلَّمَ العلمَ ، وقرأ القرآنَ ، فأُتِيَ بهِ ، فعرَّفَهُ نعِمَهُ ، فعرَفَها فقال : ما عمِلتَ فيها ؟ قال : تعلَّمتُ العِلمَ وقرأتُ القرآنَ وعلَّمتُهُ فيكَ ، قال كذبتَ وإنَّما أردتَ أن يُقالَ فلانٌ عالمٌ ، وفلانٌ قارئٌ ، فقد قيلَ فأُمِرَ بهِ فسُحِبَ على وجهِهِ إلى النَّارِ ، ورجلٌ آتاهُ اللهُ مِن أنواعِ المالِ ، فأُتِيَ بهِ فعرَّفَهُ نعِمَهُ فعرَفَها . قال : ما عمِلتَ فيها ؟ قال : ما تركتُ مِن شيءٍ تحبُّ أن يُنفَقَ فيهِ إلَّا أنفقتُ فيهِ لكَ . فقال : كذبتَ . إنَّما أردتَ أن يُقالَ : فلانٌ جَوادٌ فقد قيلَ ، فأُمِرَ بهِ فسُحِبَ على وجهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ»

سير أعلام النبلاء
أبو هريرة
الذهبي
صحيح

سير أعلام النبلاء - رقم الحديث أو الصفحة: 4/447 -

شرح حديث أول الناس يقض فيه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فأتي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: قاتَلْتُ فِيكَ حتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ قاتَلْتَ لأَنْ يُقالَ: جَرِيءٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ: هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1905 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



الشِّركُ الأصغَرُ هو كلُّ ما نَهى عنه الشَّرعُ ممَّا هو ذَريعةٌ إلى الشِّركِ الأكبَرِ، ووَسيلةٌ لِلوُقوعِ فيه، وهو غيرُ مُخرِجٍ مِن مِلَّةِ الإسلامِ، ومِن أنواعِ هذا الشِّركِ: الرِّياءُ.
وهو مِن صَنيعِ المنافِقين.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ أوَّلَ النَّاسِ حِسابًا وسؤالًا عَن أفعالِه يومَ القيامةِ ثلاثةٌ، الأوَّلُ: رجُلٌ قُتِل في سَبيلِ اللهِ، فيُؤتى بهذا الرَّجلِ لِلحسابِ بيْن يَدَي اللهِ سُبحانه، فيُذَكِّرُه تعالَى نِعمَه الَّتي أنعَمَ بها عليه، قيل: الظَّاهرُ أنَّ المرادَ بالنِّعمِ في هذا الموقفِ هي النِّعمُ الَّتي تَتعلَّقُ بالجهادِ؛ مِن تَيسيرِ أسبابِه، وصِحَّةِ جَسدِه، ونحوِ ذلكَ، يدُلُّ على ذلكَ جَوابُه لمَّا سَأَلَه «ما عَمِلتَ فيها؟ قال: قاتَلْتُ فيكَ»، فيَعترِفُ بها العبدُ ويَتذكَّرُها، ولكنْ كأنَّه مِنَ الهولِ والشِّدَّةِ نَسيِها وذَهَلَ عنها، فَسُئِلَ ما عمِلْتَ في مُقابَلتِها شكرًا للهِ عليها؟ فيُجيبُ الرَّجلُ ويقولُ لِرَبِّه: «قاتَلْتُ فيك»، أي: جاهدْتُ لِأجلِك وفي طلَبِ مَرضاتِكَ، ورَجاءَ مَثوبتِكَ حتَّى قُتِلتُ شهيدًا، فيقولُ اللهُ تعالَى له -وهو الَّذي يَعلَمُ السِّرَّ وأخْفى-: «كذبْتَ»، أي: في دَعوى الإخلاصِ؛ بلْ قاتَلْتَ لِأجلِ أنْ يقولَ النَّاسُ في حقِّكَ: إنَّك جَرِيءٌ، شُجاعٌ، وقد قِيلَ ذلك القولُ في شأنِكَ في الدُّنيا، فحصَلَ مَقصودُك وغَرضُك، وهذا مَبنيٌّ على أنَّ العادةَ حُصولُ هذا القولِ، «ثُمَّ أُمِرَ به»، أي: قِيلَ لِخزنةِ جهنَّمَ: أَلْقُوه في النَّارِ، فيُسحَبُ ويُجَرُّ عَلى وَجْهِه حتَّى يُلْقى به في النَّارِ جَزاءً على سُوءِ فِعلِه.
والثَّاني: رجلٌ تَعلَّمَ العلمَ الشَّرعِيَّ وعلَّمَه النَّاسَ وقرأَ القرآنَ، فأُتِيَ به إلى مَحضرِ الحسابِ عندَ اللهِ، فَسُئلَ: ما عمِلْتَ فيها؟ أي: هل صَرفْتَها في مَرضاتي أم في غيرِها؟ فَأجابَ: تَعلَّمتُ العلمَ وعلَّمْتُه، وقَرأتُ فيكَ القرآنَ، أي: صرَفْتُ النِّعمةَ الَّتي أنعمْتَ بها علَيَّ في الاشتغالِ بِالعلمِ والعملِ والقراءةِ؛ ابتغاءً لِوجهِك وشكرًا لِنعمَتِك، فيُكذِّبُه المَولى عزَّ وجلَّ، وأنه تَعلَّمَ العلمَ ليَقولَ النَّاسُ: إنَّه عالِمٌ، وعَلَّمَ العلمَ؛ لِيُقالَ: إنَّه مُعلِّمٌ، وقد قيلَ له: عالِمٌ وقارئٌ في الدُّنيا، فحصَلَ مَقصودُه وغَرضُه، فَليْس له عندَ الله سُبحانه أجْرٌ، «ثُمَّ أُمِرَ به»، أي: قِيلَ لِخزنِة جهنَّمَ: أَلْقُوه في النَّارِ، فيُجَرُّ على وجْهِه حتَّى يُقذَفَ ويُلْقى به في النَّارِ.
والثَّالثُ: «رَجلٌ وسَّعَ اللهُ عليه»، أي: كثَّرَ مالَه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّهِ كَالنُّقودِ، والمتاعِ، والعقارِ، والمَواشي، فسُئِلَ ما عَمِلْتَ فيها؟ أي: في مُقابلةِ النِّعمِ، أو في الأموال؟ فَأجابَ: ما تركْتُ مِن سَبيلٍ -أي: طريقٍ- تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنْفقْتُ فيها لك، فيُكذِّبُه المَولى عزَّ وجلَّ، وأنَّه كان يُنفِقُ ليَقولَ النَّاسُ: هو جوادٌ، أي: سَخِيٌّ كريمٌ، وقد قيلَ، ثُمَّ أُمرَ به إلى النَّارِ، فَيُسحَبُ ويُجَرُّ على وَجهِه حتَّى يُلْقى في النَّارِ.
ولا يَتعارَضُ هذا مع حَديثِ النَّسائيِّ -وأصلُه في الصَّحيحينِ- عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أوَّلُ ما يُحاسَبُ به العبدُ الصَّلاةُ، وأوَّلُ ما يُقْضى بيْن النَّاسِ في الدِّماءِ»؛ وذلك أنَّه سيَكونُ أوَّلُ ما يُحاسَبُ عليه العِبادُ يومَ القيامةِ في العِباداتِ وحُقوقِ اللهِ تعالَى؛ الصَّلاةَ، وفي حُقوقِ العبادِ الدِّماءُ، وهكذا كلٌّ في بابِه.
وفي الحديثِ: ضَرورةُ الإخلاصِ في الأعمالِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامعإن الموت فزع فإذا رأيتم الجنازة فقوموا
تفسير القرآن العظيمكل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه يجرى عليه
صحيح الترغيبإن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام
صحيح الترغيبقالتا والله لا تحركنا دابة بعد قول رسول الله هذه ثم
صحيح الترغيبولجوفه أزيز كأزيز المرجل
صحيح الترغيبكان رسول الله يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن
صحيح الترغيبالواحد شيطان والاثنان شيطانان والثلاثة ركب
صحيح الترغيبالكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت
صحيح الترغيببشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة
صحيح الترغيبخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره
صحيح الترغيبأشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله
صحيح الترغيبقسمته لك قال ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب