حديث من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان فإني قد

أحاديث نبوية | السلسلة الصحيحة | حديث جندب بن عبدالله

«إنَّ رجلًا قال : و اللهِ لا يغفرُ اللهُ لفلانٍ ، و إنَّ اللهَ قال : من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفرَ لفلانٍ ؟ فإني قد غفرتُ لفلانٍ ، و أحبطتُ عملَك أو كما قال»

السلسلة الصحيحة
جندب بن عبدالله
الألباني
صحيح بمجموع طرقه

السلسلة الصحيحة - رقم الحديث أو الصفحة: 1685 -

شرح حديث إن رجلا قال و الله لا يغفر الله لفلان و


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رَجُلًا قالَ: واللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، وإنَّ اللَّهَ تَعالَى قالَ: مَن ذا الذي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أنْ لا أغْفِرَ لِفُلانٍ، فإنِّي قدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ، وأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ، أوْ كما قالَ.
الراوي : جندب بن عبدالله | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2621 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



نَهى الإسلامُ وحذَّر مِن احتقارِ النَّاسِ وتَنقيصِهم، أو تَقنيطِهم مِن رَحمةِ اللهِ وغُفرانِه، أو التَّرفُّعِ عليهم بالأعمالِ الصَّالحةِ؛ لأنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالَى بيَدِه مَقاليدُ الأمورِ، والقلوبُ بيْن يَدَيه يُقلِّبُها كيْف يَشاءُ، ويَحكُمُ في خَلقِه بما شاءَ.
وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ رَجلًا مِن بَني إسرائيلَ -كما في رِوايةِ أبي داودَ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه- قال: «واللهِ لا يَغفِرُ اللهُ لِفلانٍ» مِن النَّاسِ، فعيَّنَه بشَخصِه، وقالَ ذلك بسَببِ كَثرةِ ذُنوبِه أو أنَّها مِن الكبائرِ، أو تَعظيمًا لنَفْسِه لمَّا رَأى نفْسَه على الطَّاعةِ وغيْرَه على المعصيةِ، وظاهرُ قَسمِه أنَّه قَطَع بأنَّ اللهَ تعالَى لا يَغفِرُ لذلكَ الرَّجلِ، وكأنَّه حَكَم على اللهِ تعالَى، وحَجَر عليه، وهذه نَتيجةُ الجهلِ بالأحكامِ الإلهيَّةِ، والإدلالِ على اللهِ تعالَى بما اعتَقَد أنَّ له عندَه مِن الكرامةِ، والحظِّ، والمكانةِ، أو اعتقادِه في المُذنِبِ أنَّ مِثلَه لا يُغفَرُ له ذَنْبُه، أو أنَّ مِثلَ هذا الذَّنْبِ لا يُغفَرُ لمِثلِه.
فَقال ربُّ العزَّةِ مُعقِّبًا على قَولِ هذا الرَّجلِ: «مَن ذا الَّذي يَتأَلَّى عَليَّ؟!» أي: يَتحَكَّمُ عليَّ ويَحلِفُ باسمِي أنَّي لَا أَغفِرُ لفُلانٍ؟! وهذا الاستفهامُ يُرادُ به الإنكارُ والوعيدُ وبَيانٌ لعَظيمِ وقُدرتِه ورَحمتِه بالعِبادِ؛ فهو أعلَمُ بهم، وهو وحْدَه القادرُ عليهم، ولذلك قال تعالَى: «فإِنِّي قدْ غَفرتُ لفُلانٍ» المحلوفِ عليه بأنَّ اللهَ لا يَغفِرُ له، «وأَحبَطْتُ عَملَك» أيُّها الحالِفُ، فأَذهبتُه سُدًى وأَبطلْتُه، فحَصَل بذلك أنْ أوبَقَتْ هذه الكلمةُ دُنياهُ وآخِرتَه؛ وذلكَ لأنَّه قالَ ما قالَ إِعجابًا بعَملِه، وإِعجابًا بنَفسِه، واستِكبارًا عَلى عِبادِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وقولُه: «أوْ كما قالَ» هو شكٌّ مِن الرَّاوي، وتَنبيهٌ على النَّقلِ بالمعنى؛ لئلَّا يُتوهَّمَ نقْلُ اللَّفظِ أيضًا.
قِيل: ويَنْبغي للرَّاوي وقارئِ الحديثِ إذا اشتَبَه عليه لَفظةٌ، فقَرَأها على الشَّكِّ أنْ يقولَ بعْدَه: «أوْ كما قالَ»، ومِثلُه الَّذي يَرْوي الحديثَ بالمعْنى.
وقدْ جاء في حَديثِ أبي داودَ مَزيدُ تَفصيلٍ وبَيانٌ للقصَّةِ، وأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «كان رجُلانِ في بَني إسرائيلَ مُتواخِيَين، فكان أحدُهما يُذنِبُ، والآخَرُ مُجتهِدٌ في العبادةِ، فكان المجتهِدُ لا يَزالُ يَرى الآخَرَ على الذَّنْبِ، فيقولُ: أقْصِرْ، فوَجَده يومًا على ذنْبٍ، فقال له: أقْصِرْ، فقال: خَلِّني ورَبِّي، أبُعثْتَ علَيَّ رَقيبًا؟! فقال: واللهِ لا يَغفِرُ اللهُ لكَ، أو لا يُدخِلُك اللهُ الجنَّةَ، فقَبَض أرواحَهما، فاجتَمَعا عندَ ربِّ العالَمِين، فقال لهذا المجتهدِ: أكُنتَ بي عالمًا، أو كُنتَ على ما في يَدي قادرًا؟! وقال للمُذنِبِ: اذهَبْ فادخُلِ الجنَّةَ برَحْمتي، وقال للآخَرِ: اذْهَبوا به إلى النَّارِ».
وفي الحديثِ: النَّهيُ عنِ الكِبْرِ والعُجْبِ.
وفيهِ: النَّهيُ عنِ احتِقارِ أحدٍ منَ المُسلمينَ والحثُّ على التَّواضعِ معهم.
وفيه: التَّواضعُ والتَّأدُّبُ مع اللهِ سُبحانه في الأقوالِ والأحوالِ.
وفيه: أنَّ حقَّ العبدِ أنْ يُعامِلَ نفْسَه بأحكامِ العُبوديَّةِ، وأنْ يُعامِلَ اللهَ مَولاه بما يَجِبُ له مِن أحكامِ الإلهيَّةِ والرُّبوبيَّةِ.
وفيه: النَّهيُ عن القولِ بأنَّ فُلانًا مِن أهلِ النَّارِ، وكذا مِن أهلِ الجنَّةِ، إلَّا لمَن أخبَرَ عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلكَ، كالعشَرةِ المبشَّرين بالجنَّةِ.
وفيه: خَوفُ المؤمنِ مِن إحباطِ عَملِه بسُوءِ الأدبِ مع اللهِ، ومع عِبادِ اللهِ تعالَى.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
السلسلة الصحيحةإن طعام الواحد يكفي الاثنين و إن طعام الاثنين يكفي الثلاثة و
مختصر الشمائللم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا
السلسلة الصحيحةإن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي فيها سبعين عاما ما
السلسلة الصحيحةاقرؤوا المعوذات في دبر كل صلاة
السلسلة الصحيحةأقلوا الخروج بعد هدأة الرجل فإن لله دواب يبثهن في الأرض في
السلسلة الصحيحةمن خاف أدلج و من أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة
السلسلة الصحيحةشيبتني هود و الواقعة و المرسلات و
السلسلة الصحيحةيدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام و
المهذب في اختصار السننقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة النجم فسجد وسجد من عنده
المهذب في اختصار السننحدثني بشير مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اسمه في الجاهلية
موافقة الخبر الخبريا رسول الله يغزو الرجال ولا نغزو وإنما لنا نصف الميراث فأنزل
موافقة الخبر الخبرعن أم عمارة الأنصارية رضي الله عنها أنها أتت النبي صلى الله عليه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب