حديث فنزلت ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم

أحاديث نبوية | سنن الترمذي | حديث عبدالله بن عمر

«قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، يوم أُحُدٍ : ( اللهم العَنْ أبا سفيانَ ، اللهم العَنِ الحارثَ بنَ هشامٍ ، اللهم العَنْ صفوانَ بنَ أُميَّةَ ، قال : فنزلت ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ، أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) فتاب عليهم فأسلَموا فحسُنَ إسلامُهم»

سنن الترمذي
عبدالله بن عمر
الترمذي
حسن غريب

سنن الترمذي - رقم الحديث أو الصفحة: 3004 - أخرجه أحمد (5812)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2409) بنحوه، والسراج في ((المسند)) (1355) باختلاف يسير

شرح حديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ مِنَ الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنَ الفَجْرِ، يقولُ: اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وفُلَانًا وفُلَانًا، بَعْدَ ما يقولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ.
فأنْزَلَ اللَّهُ: { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } إلى قَوْلِهِ: { فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } [ آل عمران: 128 ].
وَعَنْ حَنْظَلَةَ بنِ أبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ سَالِمَ بنَ عبدِ اللَّهِ يقولُ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُو علَى صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ، وسُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو، والحَارِثِ بنِ هِشَامٍ، فَنَزَلَتْ { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } إلى قَوْلِهِ: { فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } [ آل عمران: 128 ].
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4069 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : من أفراد البخاري على مسلم



النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَأمورٌ بتَبْليغِ ما أمَرَه اللهُ تعالَى مِن الدَّعوةِ، وإنْذارِ النَّاسِ مِن عاقِبةِ كُفرِهم، وعَدمِ إسْلامِهم، أمَّا الهِدايةُ وتَوبةُ اللهِ تعالَى، أو عَذابُه وسَخَطُه؛ فإنَّه تعالَى يَهْدي مَن يَشاءُ، ويَتوبُ على مَن يَشاءُ، ويَرحَمُ مَن يَشاءُ، ويُعذِّبُ مَن يَشاءُ، بيَدِه تعالَى الأمرُ كلُّه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَدْعو على بَعضِ المُشرِكين بعْدَ أنْ يَقومَ مِنَ الرُّكوعِ في الصَّلاةِ وقبْلَ السُّجودِ، مِنَ الرَّكْعةِ الآخِرةِ منَ الفَجْرِ، وهو ما يُسمَّى بدُعاءِ القُنوتِ، وكان يقولُ في دُعائِه: «اللَّهمَّ الْعَنْ فُلانًا وفُلانًا وفُلانًا»، والمَقْصودُ الدُّعاءُ على صَفْوانَ بنِ أُمَيَّةَ، وسُهَيلِ بنِ عَمرٍو، والحارِثِ بنِ هِشامٍ، كما في الرِّوايةِ الأُخرى، فنزَلَ قولُه تعالَى: { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } [ آل عمران: 128 أي: ليس لكَ من أمرِ النَّاسِ شيءٌ، وإنَّما أمْرُهم إلى اللهِ وَحْدَه، وهو تعالَى يَرحَمُ مَن يَشاءُ، ويُعذِّبُ مَن يَشاءُ، وهذا كلُّه بيَدِه سُبحانَه وَحْدَه.
فلمَّا نزَلَتْ هذه الآيةُ عَلِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ قدْ يَهْدي هؤلاء إلى الإسْلامِ، وهو ما حدَثَ بعْدَ ذلك؛ فهؤلاء الثَّلاثةُ المَذْكورونَ قد أسْلَموا، فأمَّا صَفْوانُ بنُ أُميَّةَ فإنَّه هرَبَ يومَ الفَتحِ، ثمَّ رجَعَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فشهِدَ معَه حُنَيْنًا، وَالطَّائفَ وهو كافرٌ، واسْتَعارَ منه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِلاحًا يومَ حُنَينٍ، ثمَّ أسلَمَ بعْدَ ذلك، وشهِدَ اليَرْموكَ، وكان أميرًا على بعضِ الكَراديسِ يومَئذٍ، وماتَ بمكَّةَ أيَّامَ قَتلِ عُثمانَ، وقيلَ: مات سَنةَ ( 41 ) أو ( 42 هـ ) ، في أوائلِ خِلافةِ مُعاويةَ.
وأمَّا سُهَيلُ بنُ عَمْرٍو فإنَّه كان أحَدَ الأشْرافِ مِن قُرَيشٍ وساداتِهم في الجاهليَّةِ، وأُسِرَ يومَ بَدرٍ كافرًا، ثمَّ أسلَمَ، وحَسُنَ إسْلامُه، وكان كَثيرَ الصَّلاةِ، والصَّومِ، والصَّدَقةِ، وخرَجَ إلى الشَّامِ مُجاهدًا، وماتَ هناك سَنةَ ( 15 هـ ).
وأمَّا الحارثُ بنُ هِشامٍ فإنَّه أسلَمَ يومَ الفَتحِ، وحَسُنَ إسْلامُه، وهو الَّذي أجارَتْه أُمُّ هَانئٍ بِنتُ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنها، وأجازَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جِوارَها، وكان مِن فُضَلاءِ الصَّحابةِ وخِيارِهم، ثمَّ خرَجَ إلى الشَّامِ مُجاهدًا، ولم يزَلْ في الجِهادِ حتَّى ماتَ سَنةَ ثَمانيَ عَشْرةَ مِن الهِجْرةِ.
ولم يكُنْ دَأبُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الدُّعاءَ على المُشرِكينَ في كلِّ حالٍ؛ بل كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غايةِ الرَّحمةِ بهم، والإشْفاقِ عليهم، ولكنْ كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تارةً يَدْعو عليهم حينَ تَشتَدُّ شَوْكَتُهم، ويَكثُرُ أذاهم، ويَدْعو لهم بالهِدايةِ حيث تُؤمَنُ غائلَتُهم، ويُرْجى تألُّفُهم ودُخولُهم في الإسْلامِ.
وفي الحَديثِ: عدَمُ اليأْسِ من هِدايةِ الكافِرِ والعاصي، وطلَبُ الهِدايةِ له منَ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفيه: بَيانُ أنَّ قلوبَ العِبادِ في يَدِ اللهِ يُقلِّبُها ويُصرِّفُها كيف يَشاءُ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
سنن الترمذيأن أبا طلحة قال غشينا ونحن في مصافنا يوم أحد حدث أنه كان
البحر الزخارلما أخرج المشركون النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو
الفتح الربانيكل أمر ليس عليه أمرنا فهو رد
تفسير القرآن العظيمعن أنس في قوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع
صحيح الترغيبعن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى تتجافى جنوبهم عن
حجة النبيخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا
فتح الباري لابن حجرعن أسماء بنت أبي بكر أن في زكاة الفطر نصف صاع من قمح
زاد المعادأن من جاهد يبتغي عرض الدنيا فلا أجر له
الإحكام في أصول الأحكاممن حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى حين أقبل من حجته قافلا
مسند أحمد تحقيق شاكركنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة فمر على
مسند أحمد تحقيق شاكركنا إذا جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب