حديث من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل المسلم فأردت أن أقول

أحاديث نبوية | تفسير الطبري | حديث عبدالله بن عمر

«صحِبتُ ابنَ عمرَ إلى المدينةِ ، فلم أسمَعْه يُحدِّثُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا حديثًا واحدًا ، قال : كنَّا عند النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأُتِي بجُمَّارٍ ، فقال : من الشَّجرِ شجرةٌ مثلُها مثلُ الرَّجلِ المسلمِ ، فأردتُ أن أقولَ : هي النَّخلةُ ، فإذا أنا أصغرُ القومِ ، فسكتُّ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هي النَّخلةُ»

تفسير الطبري
عبدالله بن عمر
ابن جرير الطبري
صحيح

تفسير الطبري - رقم الحديث أو الصفحة: 8/1/258 - أخرجه البخاري (72)، ومسلم (2811) باختلاف يسير

شرح حديث صحبت ابن عمر إلى المدينة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: أخْبِرُونِي بشَجَرَةٍ تُشْبِهُ أوْ: كَالرَّجُلِ المُسْلِمِ لا يَتَحَاتُّ ورَقُهَا، ولَا، ولَا، ولَا، تُؤْتي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ، قالَ ابنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ في نَفْسِي أنَّهَا النَّخْلَةُ، ورَأَيْتُ أبَا بَكْرٍ وعُمَرَ لا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أنْ أتَكَلَّمَ، فَلَمَّا لَمْ يَقولوا شَيئًا، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هي النَّخْلَةُ، فَلَمَّا قُمْنَا قُلتُ لِعُمَرَ: يا أبَتَاهُ، واللَّهِ لقَدْ كانَ وقَعَ في نَفْسِي أنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقالَ: ما مَنَعَكَ أنْ تَكَلَّمَ؟ قالَ: لَمْ أرَكُمْ تَكَلَّمُونَ، فَكَرِهْتُ أنْ أتَكَلَّمَ أوْ أقُولَ شيئًا، قالَ عُمَرُ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا، أحَبُّ إلَيَّ مِن كَذَا وكَذَا.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4698 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 2811 ) باختلاف يسير



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُعلِّمًا حَكيمًا ومُربِّيًا عَظيمًا، وكان يُقرِّبُ المَفاهيمَ للنَّاسِ بضَربِ الأمثالِ الموضِّحةِ.
وفي هذا الحديثِ يَروِي عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّهم كانوا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسَأَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه عَن شَجرةٍ تُشبِهُ المسلمَ، وعدَّدَ أوصافَها، فذكر أنَّها لا يَتساقطُ ورَقُها، «ولا، ولا، ولا» يعني أنَّه ذَكرَ أوصافًا أخرى، ولكنَّ راويَ الحديثِ لم يَتذكَّرْها، «تُؤتي أُكُلَها كلَّ حينٍ»، يعني: تُثمِرُ كُلَّما حانَ وقتُها.
وقدْ ظنَّ ابنُ عمرَ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّها النَّخلةُ، ولكنَّه لَمَّا لم يَجِدْ أحدًا مِن كِبارِ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أجابَ، اسْتَحيَا مِنَ الإجابةِ ولم يَتكلَّمْ؛ تَوقيرًا لأكابرِ الصَّحابةِ الحاضرينَ الذين لم يَعرِفوها، وكان في القوم أبو بكرٍ وعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهما، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إنَّها الَّنخلةُ».
فلما قاموا من مجلِسِهم قال ابنُ عُمرَ لأبيِه عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: «يا أبتاهُ، واللهِ لقدْ وقَعَ في نفْسي أنَّها النَّخلةُ»، فسَأَله عُمرُ رضِيَ اللهُ عنه عن الذي منعه عن الإجابةِ، فذكر له حياءَه من الكلامِ في حَضرةِ كِبارِ الصَّحابةِ وتوقيرَه لهم، فقالَ عُمرُ رضِيَ اللهُ عنه: «لَأنْ تكونَ قُلْتَها أحبُّ إليَّ مِن كذا وكذا»، أي: مِن حُمرِ النَّعَمِ، كما جاء في رِوايةٍ أُخرى في صحيحِ ابنِ حِبَّانَ، ولعلَّ تمنِّيَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه سببُه ما طُبِع الإنسانُ عليه من محبَّةِ الخيرِ لنَسْلِه، ولتظهَرَ فَضيلةُ الوَلَدِ في الفَهمِ مِن صِغَرِه؛ ليزدادَ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حظوةً، ولربما تنالُه دعوةٌ من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كما نالتْ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما.
وأشبَهَت النَّخلةُ المسلمَ في كَثرةِ خَيرِها، ودَوامِ ظِلِّها، وطِيبِ ثَمرِها، ويُتَّخَذُ منها مَنافعُ كثيرةٌ، وهي كلُّها مَنافعُ وخيرٌ وجَمالٌ، والمؤمنُ خيْرٌ كلُّه؛ مِن كَثرةِ طاعاتِه، ومَكارمِ أخلاقِه، ومُواظبتِه على عِبادتِه، وصَدَقتِه، وسائرِ الطَّاعات، فكأنَّ الخيرَ لا يَنقطِعُ منه، فهو دائمٌ كما تَدومُ أوراقُ النَّخلةِ فيها، ثمَّ الثَّمَرُ الكائنُ منها في أوقاتِه.
وفي الحَديثِ: إلْقاءُ العالِمِ المسائلَ الخفيَّةَ على الطَّلبةِ؛ لِيَمتحِنَ أذهانَهم ويَختبِرَ أفْهامَهم.
وفيه: إشارةٌ إلى أنَّ الإيمانَ لا يَتِمُّ إلَّا بثَلاثةِ أشياءَ: تَصديقٍ بالقلْبِ، وقَولٍ باللِّسانِ، وعَملٍ بالأبدانِ، كما أنَّ الشَّجرةَ لا تكونُ شَجرةً إلَّا بثَلاثةِ أشياءَ: عِرقٍ راسخٍ، وأصلٍ قائمٍ، وفَرْعٍ عالٍ.
وفيه: الأدَبُ مع الأكابرِ والإخوانِ والأصحابِ، وحَياءُ الإنسانِ بحَضرتِهم، ما لم يُؤَدِّ إلى تَفويتِ مَصلحةٍ.
وفيه: ما يدُلُّ على فِطنةِ عبدِ اللهِ بنِ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما.
وفيه: فضْلُ النَّخلةِ، وشَبَهُها بالمُسلمِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تفسير الطبريأنه قال يوم فتح مكة ألا ومن قتل له قتيل فهو بخير
تفسير الطبريالركعة التي لا يقرأ فيها كالخداج قلت لأبي هريرة فإن لم
الناسخ والمنسوخأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن في صلاة الفجر بعد الركوع فقال
الناسخ والمنسوخعن صفوان بن عسال حديثه في المسح على الخفين والهوى قال زر
تاريخ الطبريبعثت أنا والساعة كهاتين وجمع بين السبابة والوسطى
الكامل في الضعفاءعن علي كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
الفتوحات الربانيةصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين فسمعته
الفتوحات الربانيةعن عثمان أنه كان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته فقيل
الفتوحات الربانيةذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء فقال لا تذكروا هلكاكم
الإلمام بأحاديث الأحكامكنت من سبي بني قريظة فكانوا ينظرون فمن أنبت الشعر قتل ومن لم
الإلمام بأحاديث الأحكامعن عبد الله هو ابن مسعود أنه سئل في رجل تزوج امرأة فمات
الإلمام بأحاديث الأحكامأنه اشتكى رجل منهم أي من الأنصار حتى أضنى فعاد جلدة على عظم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, December 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب