حديث ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان فقضى لنا به

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث [جد عمرو بن شعيب]

«فلما رجعَ عُمرُ وجاءَ بنو مَعْمَرَ بنِ حَبِيبٍ يُخاصمونَهُ فِي وَلاءٍ أختِهِم إلى عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه فقالَ: أقْضِي بينَكُمْ بِما سمعْتُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ما أَحْرَزَ الولدُ والوالِدُ فَهُوَ لعَصَبتِه مَن كانَ فقَضَى لنَا بِهِ»

مسند أحمد تحقيق شاكر
[جد عمرو بن شعيب]
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 1/101 -

شرح حديث فلما رجع عمر وجاء بنو معمر بن حبيب يخاصمونه في ولاء أختهم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

تزوَّجَ رباب بنُ حُذَيْفةَ بنِ سعيدِ بنِ سَهْمٍ أمَّ وائلٍ بنتَ معمرٍ الجمحيَّةَ ، فولَدت لَهُ ثلاثةً ، فتوُفِّيَت أمُّهم ، فورثَها بَنوها ، رباعًا وولاءَ مواليها ، فَخرجَ بِهِم عَمرُو بنُ العاصِ إلى الشَّامِ ، فَماتوا في طاعونِ عَمواسٍ ، فورثَهُم عَمرُو ، وَكانَ عصبتَهُم ، فلمَّا رجعَ عَمرو بنُ العاصِ جاءَ بنو معمرٍ ، يخاصمونَهُ في ولاءِ أختِهِم إلى عمرَ ، فقالَ عمرُ : أقضي بينَكُم بما سَمِعْتُ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، سَمِعْتُهُ يقولُ : ما أحرزَ الولَدُ والوالِدُ فَهوَ لعَصبتِهِ ، من كانَ قالَ : فقَضى لَنا بِهِ ، وَكَتبَ لَنا بِهِ ، كتابًا فيهِ شَهادةُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ وزيدِ بنِ ثابتٍ وآخرَ ، حتَّى إذا استُخْلِفَ عبدُ الملِكِ بنُ مَروانَ ، توُفِّيَ مولًى لَها ، وترَكَ ألفَي دينارٍ ، فبلغَني أنَّ ذلِكَ القضاءَ قد غُيِّرَ ، فخاصَموا إلى هِشامِ بنِ إسماعيلَ ، فرفعَنا إلى عبدِ الملِكِ فأتيناهُ بِكِتابِ عمرَ ، فقالَ : إن كنتُ لأرى أنَّ هذا مِنَ القضاءِ الَّذي لا يُشَكُّ فيهِ ، وما كنتُ أرى أنَّ أمرَ أَهْلِ المدينةِ بلغَ هذا ، أن يشُكُّوا في هذا القَضاءِ ، فقضى لَنا فيهِ فلم نزَلْ فيهِ بعدُ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 2225 | خلاصة حكم المحدث : حسن



الإسلامُ دِينُ العدْلِ، ومِن مَظاهِرِ ذلك أنَّه فصَّلَ نصيبَ كلِّ وارِثٍ، وحدَّد مِقْدارَ وصيَّةِ كلِّ مُورِّثٍ؛ حتَّى لا يَطمَعَ أحَدٌ في حقِّ غيرِه فيَظلِمَه، ولا يُوصِي مُورِّثٌ بكلِّ مالِه فيَجْنِيَ على وارِثِيه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رَضِي اللهُ عنهما: "تزَوَّجَ رِئَابُ بنُ حُذيفةَ بنِ سُعيدِ بنِ سهمٍ أمَّ وائلٍ بنتَ مَعْمَرٍ الجُمَحيَّةَ، فوَلَدَتْ له ثَلاثَةَ غِلْمةٍ"، أي: ثلاثةً مِن البَنينَ، والغِلْمةُ: جمعُ غُلامٍ، "فتُوُفِّيَت أمُّهم، فوَرِثها بَنوها؛ رِبَاعًا"، أي: وَرِث أبناؤُها البيوتَ الَّتي ترَكَتْها، ووَرِثوا "وَلاءَ مَوالِيها"، والوَلاءُ شَرعًا: عُصوبَةٌ أو قَرابةٌ حُكميَّةٌ ناشِئةٌ عن حُرِّيَّةٍ حَدَثَت بعدَ زَوالِ مِلْكٍ وبَعدِ إعتاقٍ، وهي مُؤخَّرةٌ عن عُصوبةِ النَّسَبِ، وتَقْتَضي للمُعتِقِ وعصَبتِه الإرْثَ ووِلايةَ النِّكاحِ والصَّلاةَ عليه والعَقْلَ عن المعتِقِ، "فخرَج بهم عَمرُو بنُ العاصِ إلى الشَّامِ"، أي: خرَج بأولادِ أمِّ وائلٍ، كما في روايةِ أبي داودَ: "وكان عَمرُو بنُ العاصِ عصَبَةَ بَنِيها، فأخرَجَهم إلى الشَّامِ"، قال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رَضِي اللهُ عنهما: "فماتوا في طاعونِ عَمَواسَ"، وعَمَواسُ: قريةٌ بالشَّامِ حدَثَ بها طاعونٌ في زمَنِ عُمرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِي اللهُ عنه، "فوَرِثَهم عمرٌو، وكان عصَبَتَهم"، أي: كان مِن أقرِبائِهم مِن ذَوي العُصوبةِ، والعصَبةُ: كلُّ مَن لم يَكُنْ له فَريضةٌ مُسمَّاةٌ, فإنْ بَقِي شيءٌ بعدَ الفرضِ كان له نَصيبٌ فيه، والعصَبةُ ثلاثةُ أقسامٍ: عصَبةٌ بنَفْسِه، وعصَبةٌ بغَيرِه، وعصَبةٌ مع غَيرِه، وحيثُ أُطلِقَت فالمرادُ به العصَبةُ بنَفسِه، وهو كلُّ ذَكَرٍ يُدْلِي بنَفْسِه بالقَرابةِ ليس بينَه وبينَ الميِّتِ أُنْثى، وإذا انفَرَد أخَذَ جميعَ المالِ، وإذا كان معَ أصحابِ فُروضٍ استَغرَقوا التَّرِكةَ كلَّها فلا شيءَ له، وإن لم يَستغرِقوا التَّرِكةَ كان له الباقي بعدَ فُروضِهم.
"فلَمَّا رجَع عمرُو بنُ العاصِ"، أي: إلى المدينةِ "جاء بَنو مَعمَرٍ، يُخاصِمونه في وَلاءِ أُختِهم إلى عُمرَ"، وفي روايةِ أبي داودَ: "فقَدِم عمرُو بنُ العاصِ، ومات مولًى لها وترَك مالًا له؛ فخاصَمه إخوتُها إلى عُمرَ بنِ الخطَّابِ"، أي: قاضى إخوةَ أمِّ وائلٍ بنتِ مَعمَرٍ، ونازَعوا عمرَو بنَ العاصِ في ميراثِ هذا المولى عندَ عُمرَ بنِ الخَطَّابِ، "فقال عُمرُ: أَقْضي بينَكم"، أي: أحكُمُ بينَكم "بما سَمِعتُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ سَمِعتُه يقولُ: ما أحرَزَ الولَدُ أو الوالِدُ"، أي: ما اكتَسَب الولَدُ أو الوالِدُ مِن ميراثِ الأبِ أو الأُمِّ، "فهو لِعَصبَتِه مَن كان"، أي: فهو لِذَوي العُصوبةِ أيًّا كان، إنْ ماتوا دونَ وارِثٍ مِن أصحابِ الفُروضِ.
قال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رَضِي اللهُ عنهما: "فقَضى لنا به"، أي: حكَم لنا بميراثِ هذا الْمَولى، "وكتَب لنا به كِتابًا فيه شَهادةُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ وزيدِ بنِ ثابتٍ وآخَرَ"، أي: أثبَتوا هذا الحقَّ بعَقدٍ وشُهودٍ، "حتَّى إذا استُخلِف"، أي: تولَّى الخلافةَ "عبدُ الملِكِ بنُ مَرْوانَ، تُوفِّي مولًى لها، وترَك ألْفَيْ دينارٍ، فبَلَغني أنَّ ذلك القَضاءَ قد غُيِّر، فخاصَموا إلى هِشامِ بنِ إسماعيلَ"، وكان والِيَ المدينةِ آنَذاك لِعَبدِ الملِكِ بنِ مَرْوانَ، "فرُفِعْنا"، أي: فرُفِع أمرُنا "إلى عبدِ الملِكِ، فأَتَيْناه بكتابِ عُمرَ، فقال: إن كنتُ لأَرى أنَّ هذا مِن القضاءِ الَّذي لا يُشَكُّ فيه"، أي: هو القضاءُ والحُكْمُ الْمُبرَمُ الَّذي لا يَشُكُّ فيه أحَدٌ، "وما كنتُ أرى أنَّ أمْرَ أهلِ المدينةِ بَلَغ هذا؛ أن يَشُكُّوا في هذا القضاءِ" الَّذي قَضى به عُمرُ بنُ الخطَّابِ بما سَمِعه مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، قال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رَضِي اللهُ عنهما: "فقَضى لنا فيه، فلَم نزَلْ فيه بَعدُ"، أي: بَقِي لهم هذا الوَلاءُ وهذا الحُكمُ أبدًا.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
المجموع للنوويأن النبي صلى الله عليه وسلم فرض صدقة الفطر طهرة للصائم من الرفث
المجموع للنوويأخبرني رجلان أنهما أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع
المجموع للنوويأن العباس رضي الله عنهما سأل رسول الله صلى الله عليه
المجموع للنوويأهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة فركبها فقلت لو حملنا
شرح مسلم للنوويإذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه
المجموع للنوويعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني
سنن الدارقطنياختلف الناس في آخر يوم من رمضان فقدم أعرابيان فشهدا عند النبي صلى
سنن الدارقطنيقامت البينة عند النبي صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال فأمر الناس
المجموع للنوويسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح إذا زلزلت الأرض
المجموع للنوويإن دم الحيض أسود يعرف فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة
المجموع للنوويكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الغائط قال
سنن الدارقطنيكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ يقطع قراءته آية آية


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب