حديث كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير

أحاديث نبوية | تخريج كتاب السنة | حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي

«لمَّا قدِمَ جعفرُ بنُ أبي طالبٍ من أرضِ الحبَشةِ لقيَهُ رسولُ اللَّهِ فقالَ: حدِّثني بأعجبِ شيءٍ رأيتَهُ بأرضِ الحبشة قالَ مرَّتِ امرأةٌ على رأسِها مِكتلٌ فيهِ طعامٌ فمرَّ بِها رجلٌ على فرسٍ فأصابها -فر كذا- بِها فجعلت تنظرُ إليْهِ وَهيَ تعيدُهُ في مِكتلِها وَهيَ تقولُ ويلٌ لَكَ من يومٍ يَضعُ الملِكُ كرسيَّهُ فيأخذَ للمَظلومِ منَ الظَّالمِ فضحِكَ رسولُ اللَّهِ حتَّى بَدَت نواجذُهُ فقالَ: كيفَ يقدِّسُ اللَّهُ أمَّةً لا يؤخَذُ لضعيفِها مِن شديدِها حقَّهُ وهو غيرُ مُتَعتَعٍ.»

تخريج كتاب السنة
بريدة بن الحصيب الأسلمي
الألباني
صحيح

تخريج كتاب السنة - رقم الحديث أو الصفحة: 582 - أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) (582) واللفظ له، والبزار (4464)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (5234)

شرح حديث لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة لقيه رسول الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لمَّا رجَعتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مُهاجرةُ البحرِ قالَ ألا تحدِّثوني بأعاجيبِ ما رأيتُمْ بأرضِ الحبشَةِ قالَ فِتيةٌ منهم بلَى يا رسولَ اللَّهِ بينا نحنُ جلوسٌ مرَّت بنا عجوزٌ من عجائزِ رَهابينِهِم تحملُ علَى رأسِها قُلَّةً من ماءٍ فمرَّت بفتًى منهم فجعلَ إحدى يدَيهِ بينَ كتفيها ثمَّ دفعَها فخرَّت علَى رُكْبتَيها فانكسَرت قُلَّتُها فلمَّا ارتفَعتِ التفتَتَ إليهِ فقالَت سوفَ تعلَمُ يا غُدَرُ إذا وضعَ اللَّهُ الكرسيَّ وجمعَ الأوَّلينَ والآخِرينَ وتَكَلَّمتِ الأيدي والأرجلُ بما كانوا يَكْسِبونَ فسوفَ تعلَمُ كيفَ أمري وأمرُكَ عندَهُ غدًا قالَ يقولُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صدَقَتْ صدَقَتْ كيفَ يقدِّسُ اللَّهُ أمَّةً لا يؤخَذُ لضَعيفِهِم من شديدِهِم
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3255 | خلاصة حكم المحدث : حسن

التخريج : أخرجه ابن ماجه ( 4010 ) واللفظ له، وأبو يعلى ( 2003 )، وابن أبي حاتم في ( (التفسير )) ( 18954 )



كانتِ الهجرةُ إلى أرضِ الحبَشةِ أوَّلَ هجرةٍ أمَر بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أصحابَه؛ فِرارًا مِن تَنكيل الكفَّارِ بهِم، وحِفظًا لحياتِهم في ظلِّ مَلِكٍ لا يُظلَم عِندَه أحدٌ، وهو النَّجاشيُّ مَلِكُ الحبَشةِ.
وفي هذا الحديثِ يَحكي جابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ رَضِي اللهُ عَنهما، أنَّه: "لَمَّا رجَعَتْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مُهاجِرةُ البحرِ"، وهم المهاجِرون إلى الحَبشةِ، وهم أهلُ السَّفينةِ الَّذين رَكِبوا البَحرَ؛ للوُصولِ إلى الحبَشةِ، ثمَّ رجَعوا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بعدَ هِجرتِه إلى المدينةِ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ألَا تُحدِّثوني بأعاجيبِ ما رأيتُم بأرضِ الحبَشةِ!"، والمرادُ بالأعاجيبِ: ما يَعجَبُ له المرءُ ويَوَدُّ سَماعَه؛ لِيتَّعِظَ منه ويَعتبِرَ، "قال فِتْيةٌ مِنهم"، أي: مِن هؤلاءِ المهاجِرين: "بَلى يا رسولَ اللهِ، بَيْنا نَحنُ جُلوسٌ مرَّتْ بنا عَجوزٌ مِن عَجائِزِ رَهابِينِهم"، أي: جمعُ راهبٍ، والرَّاهبُ: المنقطِعُ للعِبادةِ، والمرادُ به زاهدةٌ مِن زُهَّادِ النَّصارى، "تَحمِلُ على رأسِها قُلَّةً مِن ماءٍ"، والقُلَّةُ وِعاءٌ مِن الفَخَّارِ "فمَرَّتْ بفَتًى مِنهم فجعَل إحدى يدَيْه بينَ كتِفَيها ثمَّ دفَعَها فخَرَّت"، أي: فوَقَعَت "على رُكبتَيْها، فانكسَرَت قُلَّتُها، "فلمَّا ارتفَعَت"، أي: قامَت، "الْتفتَتْ إليه"، أي: إلى الَّذي أوقَعَها، "فقالت: سوف تَعلَمُ يا غُدَرُ"، أي: يا غادِرُ، يا كثيرَ الغدرِ، وهي لَفظةٌ أكثرَ ما تُستعمَلُ في الشَّتمِ، "إذا وضَعَ اللهُ الكُرسيَّ"، أي: نصَبَه ليُحاسِبَ العِبادَ، "وجمَع الأوَّلين والآخِرين"، أي: الأُممَ السَّابقةَ واللَّاحقةَ مِن الخَلقِ، "وتَكلَّمَتِ الأيدي والأرجُلُ بما كانوا يَكسِبون"، أي: نَطَقَت الجوارحُ بقُدرةِ اللهِ وأمرِه، فأخبَرَت بأعمالِها، "فسَوف تَعلَمُ كيف أمري وأمرُك عِندَه غدًا"، أي: قَدْري وقَدرُك عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ.
قال جابرٌ رَضِي اللهُ عَنه: "يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: صَدَقَتْ صدَقَت"، مُقرًّا لقولِها ومثبِتًا إيَّاه، ثُمَّ قال: "كيف يُقدِّسُ اللهُ أُمَّةً"، أي: بأيِّ حقٍّ يُعظِّمُ اللهُ أمَّةً ويَرفَعُ شأنَها إذا كانت "لا يُؤخَذُ لضَعيفِهم مِن شَديدِهم؟!" أي: لا يُؤخَذُ حقُّ الضَّعيفِ مِن القويِّ، ومِن ذي رِئاسَتِهم وكبيرِ عَشيرتِهم لِحَقيرِهم؟! والاستِفهامُ منه إنكارٌ وتعجُّبٌ، معناه: أخبِروني كيف يُظْهِرُ اللهُ قومًا لا يَنصُرون الضَّعيفَ العاجِزَ على القويِّ الظَّالمِ، مع تَمكُّنِهم مِن ذلك؟! وهذا تصديقٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لقولِ المرأةِ، وبيانٌ أنَّ مِن أحبارِ النَّصارى حينَئذٍ مَن كان يُؤمِنُ باللهِ وباليومِ الآخِرِ، وما يَحدُثُ فيه على وجهِ الحقِّ.
وفي الحديثِ: بيانُ ما تَحمَّلَه الصَّحابةُ الأوائلُ مِن مَشقَّةٍ في سبيلِ الدِّينِ والدَّعوةِ.
وفيه: دليلٌ أنَّ الأُمَّةَ تُعاقَبُ كلُّها إنِ اهتُضِم فيها الضَّعيفُ وتُرِك الإنكارُ عليه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
آداب الزفافكان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من
صحيح الجامعليس على المسلم في عبده ولا في فرسه صدقة
صحيح الجامعكان يعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع يا راشد يا نجيح
صحيح الجامعإن الله تعالى ليؤيد الدين بالرجل الفاجر
صحيح الجامعلا توصل صلاة بصلاة حتى تتكلم أو تخرج
التعليقات الرضيةكنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية
خلاصة الأحكام للنوويإذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه
بلوغ المرامتصدقوا فقال رجل يا رسول الله عندي دينار قال
الأمالي المطلقةخير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره
صحيح الجامعألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صبير دينا أداه الله
صحيح الجامعأفضل الدنانير دينار ينفقه الرجل على عياله و دينار ينفقه الرجل
صحيح الجامعشيبتني هود و أخواتها من المفصل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب