حديث إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عقبة بن عامر

«أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى علَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ علَى المَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى المِنْبَرِ فَقالَ: إنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأَنَا شَهِيدٌ علَيْكُم، وإنِّي وَاللَّهِ لأَنْظُرُ إلى حَوْضِي الآنَ، وإنِّي قدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأرْضِ، أَوْ مَفَاتِيحَ الأرْضِ، وإنِّي، وَاللَّهِ ما أَخَافُ علَيْكُم أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنْ أَخَافُ علَيْكُم أَنْ تَتَنَافَسُوا فِيهَا.»

صحيح مسلم
عقبة بن عامر
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2296 -

شرح حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا، فَصَلَّى علَى أهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ علَى المَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى المِنْبَرِ، فَقالَ: إنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وأَنَا شَهِيدٌ علَيْكُم، وإنِّي واللَّهِ لَأَنْظُرُ إلى حَوْضِي الآنَ، وإنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأرْضِ - أوْ مَفَاتِيحَ الأرْضِ - وإنِّي واللَّهِ ما أخَافُ علَيْكُم أنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، ولَكِنْ أخَافُ علَيْكُم أنْ تَنَافَسُوا فِيهَا.
الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1344 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



جاء رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للنَّاسِ بالهُدى ودِينِ الحقِّ بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى اللهِ بإذْنِه وسِراجًا مُنيرًا، فأمَدَّه ربُّه بالمعجزاتِ الباهرةِ، والآياتِ البيِّنةِ الَّتي تؤيِّدُ صِدقَه، وكان بالمُؤمنِينَ رَؤوفًا رحيمًا.
وفي هذا الحديثِ يَحكي عُقبةُ بنُ عامرٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَج يومًا فصلَّى على أهلِ أُحُدٍ صلاةَ الجِنازةِ كما يُصلِّي على غيرِهم مِن الموتَى، والمرادُ بهم شُهداءُ غزوةِ أُحُدٍ، وكانتْ في شوَّالٍ في السَّنةِ الثَّالثةِ مِن الهِجرةِ، وأُحُدٌ جَبَلٌ مَشهورٌ مِن جِبالِ المدينةِ، وعندَ أبي داودَ أنَّ ذلك كان بعْدَ «ثَمانِ سِنينَ، كالمُوَدِّعِ للأحياءِ والأمواتِ»، ثمَّ انصرَف إلى المِنبرِ فصَعِد عليه، وخطَبَ النَّاسَ، فقال: إنِّي فَرَطٌ لكم، أي: سابِقُكم وأوَّلُ واردٍ منكم على الحَوضِ يَومَ القِيامةِ، «وأنا شَهيدٌ علَيْكُم» والمرادُ بها الشَّهادةُ على الأعمالِ، ولا تختصُّ بالشَّهادةِ في المعركةِ، وشَهادتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَشملُ المسلمينَ جميعًا، المتقدَّمَ منهم والمتأخِّرَ، فكأنَّه باقٍ معهم لم يَتقَدَّمْهم، بل يَبقى بعْدَهم حتَّى يَشهَدَ بأعمالِ آخِرِهم، فهو عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ قائمٌ بأمْرِهم في الدَّارَينِ في حياتِه ومَوتِه.
ثمَّ قال: وإنِّي أُعطِيتُ مفاتيحَ خزائنِ الأرضِ، أو مفاتيحَ الأرضِ، أشار بذلك صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى اتِّساعِ الدَّولةِ الإسلاميَّةِ، وكثرةِ فُتوحاتِها، وتدَفُّقِ الأموالِ عليها؛ لأنَّ مَن فتَح بلدًا فكأنَّما تسَلَّم مفاتيحَ خزائنِه، وامتلَك ثرَواتِه وأموالَه، ثمَّ أخبَر الناسَ أنَّه لا يَخافُ عليهم أنْ يُشْرِكُوا باللهِ بَعْدَه، ولكنَّه يَخافُ أن يَحمِلَهم التَّنافُسُ على المالِ والجاهِ على التَّنازُعِ فيما بيْنَهم، فيؤدِّي ذلك بهم إلى العَداوةِ والبَغْضاءِ، والتَّقاتُلِ على الدُّنيا وخَيراتِها؛ فيكون سببًا في هلاكِهم وضَعفِهم، وهذا إنذارٌ بما سيَقَعُ، وقدْ وقَعَ كما أخْبَر صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ إذ فُتِحت لدُّنيا بعْدَه وبُسِطتْ، وحَصَل التحاسُدُ والتقاتُلُ وغيرُ ذلك ممَّا هو مَعروفٌ يَشهدُ بصِدقِ خبرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وقد وُجِّهَتْ صَلاتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على المَيتِ في هذا الحديثِ بأنَّها لِبَيانِ أنَّ الصَّلاةَ عليهم جائزةٌ.
وقيل: إنَّ تلك واقِعةُ عَينٍ تختصُّ بشُهداءِ أُحُدٍ وليستْ على العُمومِ، والمثبَتُ أنَّه لا يُصلَّى على الشَّهيدِ الذي قُتِلَ في المعركةِ؛ لِما في صحيحِ البخاريِّ عن جابرِ بنِ عبدِ الله رَضيَ اللهُ عنهما: «وأمَر بدفْنِهم في دمائِهم، ولم يُغَسَّلوا، ولم يُصَلَّ عليهم»، وأيضًا فالصَّلاةُ على المَيتِ شفاعةٌ له، ولا يُشفَعُ إلَّا للمُذنِبينَ؛ والشُّهداءُ قد غُفرِتْ ذُنوبُهم، وصاروا إلى كرامةِ الله ورحمتِه وجَنَّته أجمعينَ؛ فارتفعتْ حالُهم عن أنْ يُصلَّى عليهم كما يُصلَّى على سائرِ موتَى المسلِمينَ.

وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن إقبالِ الدُّنيا، وفِتنَتِها، ومَخاطرِها.

وفيه: عَلامةٌ ظاهرةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: ثُبوتُ الحَوضِ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلم يومَ القِيامةِ.
وفيه: أنَّ أُمَّتَه لا يُخافُ عليهم مِن الشِّركِ، وإنَّما يُخافُ عليهم مِن التَّنافُسِ، وما يقعُ منه مِن التَّحاسُدِ والتَّباخُلِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد
صحيح البخاريسمعت ابن عباس قال كنت أنا وأمي من المستضعفين من الرجال والنساء
صحيح البخاريأن ابن عباس تلا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان قال كنت أنا
صحيح البخاريسمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول كنت أنا وأمي من المستضعفين أنا
صحيح البخاريعن ابن عباس رضي الله عنهما إلا المستضعفين قال كانت أمي ممن عذر
صحيح البخاريكان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى
صحيح ابن حبانأن غلاما يهوديا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فقال رسول
صحيح ابن حبانأن غلاما يهوديا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي
صحيح أبي داودأن غلاما من اليهود كان مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده
صحيح مسلممن أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه وفي


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, December 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب