حديث فعصاه وأسلم قال وقعد له بطريق الهجرة فقال

أحاديث نبوية | عمدة التفسير | حديث سبرة بن الفاكه المخزومي الأسدي

«إنَّ الشَّيطانَ قعد لابنِ آدمَ بطرقِه , قعد له بطريقِ الإسلامِ , فقال : أتسلِمُ وتذرُ دينَك ودينَ آبائِك ؟ . قال : فعصاه وأسلم . قال : وقعد له بطريقِ الهجرةِ , فقال : أتهاجرُ وتدعُ أرضَك وسماءَك , وإنَّما مثلُ المهاجرِ كالفرسِ في الطِّوَلِ ؟ فعصاه وهاجر , ثمَّ قعد له بطريقِ الجهادِ , وهو جهادُ النَّفسِ والمالِ , فقال : تقاتلُ فتُقتلُ , فتُنكحُ المرأةُ ويُقسَّمُ المالُ ؟ . قال : فعصاه , فجاهد . قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فمن فعل ذلك منهم فمات , كان حقًّا على اللهِ أن يدخلَه الجنَّةَ , أو قُتِل كان حقًّا على اللهِ أن يُدخلَه الجنَّةَ , وإن غرِق كان حقًّا على اللهِ أن يُدخلَه الجنَّةَ , أو وقصتْه دابَّةٌ كان حقًّا على اللهِ أن يُدخلَه الجنَّةَ»

عمدة التفسير
سبرة بن الفاكه المخزومي الأسدي
أحمد شاكر
[أشار في المقدمة إلى صحته]

عمدة التفسير - رقم الحديث أو الصفحة: 2/10 -

شرح حديث إن الشيطان قعد لابن آدم بطرقه قعد له بطريق الإسلام


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ الشَّيطانَ قعدَ لابنِ آدمَ بأطرُقِهِ ، فقعدَ لَهُ بطريقِ الإسلامِ ، فقالَ : تُسلمُ وتذرُ دينَكَ ودينَ آبائِكَ وآباءِ أبيكَ ، فعَصاهُ فأسلمَ ، ثمَّ قعدَ لَهُ بطريقِ الهجرةِ ، فقالَ : تُهاجرُ وتدَعُ أرضَكَ وسماءَكَ ، وإنَّما مثلُ المُهاجرِ كمَثلِ الفرسِ في الطِّولِ ، فعَصاهُ فَهاجرَ ، ثمَّ قعدَ لَهُ بطريقِ الجِهادِ ، فقالَ : تُجاهدُ فَهوَ جَهْدُ النَّفسِ والمالِ ، فتُقاتلُ فتُقتَلُ ، فتُنكَحُ المرأةُ ، ويُقسَمُ المالُ ، فعصاهُ فجاهدَ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ : فمَن فعلَ ذلِكَ كانَ حقًّا على اللَّهِ عزَّ وجلَّ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ ، ومن قُتِلَ كانَ حقًّا على اللَّهِ عزَّ وجلَّ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ ، وإن غرِقَ كانَ حقًّا على اللَّهِ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ ، أو وقصتهُ دابَّتُهُ كانَ حقًّا على اللَّهِ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ
الراوي : سبرة بن الفاكه المخزومي الأسدي | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 3134 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



الشَّيطانُ عدوٌّ مبينٌ للإنسانِ وقد عُرِفَ بعَدواتِه له منذُ الأزَلِ، وهو يُوسوسُ له بما يَمنعُه مِن الإقبالِ على اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ الشَّيطانَ قعَد لابنِ آدَمَ بأَطْرُقِه"، أي: طُرُقِ هَدْيِه وصَلاحِه يُوسوِسُ له ليَمنَعَه مِن السَّيرِ فيها؛ "فقَعَد له بطَريقِ الإسلامِ"، أي: ليَمنَعَه مِن الإسلامِ، "فقال"، أي: الشَّيطانُ: "تُسلِمُ وتَذَرُ دِينَك ودِينَ آبائِك وآباءِ أبيك؟!"، أي: يُنكِرُ عليه إسلامَه مُخالِفًا لدينِ آبائِه، "فعَصاه"، أي: لَم يَسمَعْ له ابنُ آدَمَ وخالَفَه، فأسلَمَ ابنُ آدَمَ للهِ عزَّ وجلَّ.
ثمَّ قعَد الشَّيطانُ لابنِ آدَمَ "بطَريقِ الهِجرةِ"؛ ليَمنَعَه مِن الهِجرةِ، فقال الشَّيطانُ: "تُهاجِرُ وتدَعُ أَرضَك وسماءَك؟!"، أي: ينكِرُ عليه الشَّيطانُ أنْ يُهاجِرَ، ويُعظِّمُ له مِن أمرِ مَوطِنِه، ويقولُ له: "وإنَّما مثَلُ المهاجِرِ كمَثلِ الفرَسِ في الطِّوَلِ"، أي: يَزيدُ الشَّيطانُ مِن التَّغريرِ بابنِ آدَمَ، فيُصوِّرُ له أنَّ المهاجِرَ في الغُربةِ كمثْلِ الفرَسِ المقيَّدِ، لا يَعرِفُ أحدًا ولا يُخالِطُه أحَدٌ إلَّا بقَدْرِ مَعارِفِه؛ فَهُوَ كالفَرسِ فِي القيدِ لا يَدُور ولا يرْعَى إلَّا بِقَدْرِهِ، بِخِلَاف أهلِ الْبِلاد في بِلادهمْ فإنَّهُم مَبسوطونَ لَا ضِيقَ عَلَيْهِم فأحدُهم كالفرس الْمُرْسل، وهذا من وسوسةِ الشيطانِ وتَخويفِه للمُؤمِن؛ فيُذكِّرُه بالمتاعبِ والمشاقِّ، ويُوزِانُ له بين قُيودِ الإيمانِ، وبينَ حالِ الكافرِ وما أمامَه مِن الفُسحةِ وعدمِ التقيُّدِ بأوامرَ أو نَواهٍ؛ ليصرفَه عن طريقِ الإيمانِ، ولكنَّ المؤمنَ الموفَّقَ مِن اللهِ رَفَضَ كيدَ الشَّيطانِ "فعَصاه فهاجَرَ"، أي: لَم يَسمَعْ ابنُ آدَمَ للشَّيطانِ وخالَفَه.
ثمَّ قعَد الشَّيطانُ لابنِ آدَمَ "بطَريقِ الجِهادِ"؛ ليَمنَعَه مِن الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فقال الشَّيطانُ: "تُجاهِدُ؛ فهو جَهْدُ النَّفسِ والمالِ"، أي: يُقلِّلُ له مِن شَأنِ الجِهادِ، وإنَّما هو إرهاقٌ وتعَبٌ للنَّفسِ والمالِ، "فتُقاتِلُ فتُقتَلُ"، أي: فيكونُ جزاؤُك في القِتالِ القَتلَ، "فتُنكَحُ المرأةُ"، أي: يتزوَّجُ زَوجتَك رجُلٌ غيرُك، "ويُقسَمُ المالُ؟!"، أي: يَذهبُ للورَثَةِ، "فعَصاه فجاهَد"، أي: لَم يسمَعْ له ابنُ آدَمَ وخالَفَه وخرَج للجِهادِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فمَن فعَل ذلك"، أي: خالَف الشَّيطانَ وأسلَم وهاجَر وجاهَد، "كان حقًّا على اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ يُدخِلَه الجنَّةَ"، أي: جزاءً وأجرًا له، "ومَن قُتِل كان حقًّا على اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ يُدخِلَه الجنَّةَ، وإنْ غَرِق كان حقًّا على اللهِ أنْ يُدخِلَه الجنَّةَ، أو وقَصَتْه دابَّتُه"، أي: كانت سبَبًا في مَوتِه؛ كأنْ وقَعَ مِن عليها فمات، أو وطِئَتْه، "كان حقًّا على اللهِ أنْ يُدخِلَه الجنَّةَ"، والمرادُ تَعميمُ أحوالِ الموتِ في سَبيلِ اللهِ تَعالَى، أي: سواءٌ كان مَوتُه بالقَتلِ، أو الغَرقِ، أو بوَقصِ دابَّتِه، أو غيرِ ذلك مِن أسبابِ الموتِ؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُدخِلُه الجنَّةَ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن الشَّيطانِ، وبيانُ أنَّه يترصَّدُ لابنِ آدَمَ في كلِّ طُرُقِ الخَيرِ؛ فعَلى المسلِمِ الاحتياطُ لنَفْسِه والاستعانَةُ باللهِ تعالى .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الفاروقعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لولا آخر المسلمين ما
التوحيد لابن خزيمةمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
التوحيد لابن خزيمةما من نفس تموت تشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أني رسول
التوحيد لابن خزيمةجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما
التوحيد لابن خزيمةكنت مستترا بأستار الكعبة قال فجاء ثلاثة نفر كثير شحم بطونهم وقليل فقه
التوحيد لابن خزيمةجاء يهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
التوحيد لابن خزيمةفإن الله قد حرم على النار أن تأكل من قال لا إله إلا
التوحيد لابن خزيمةلن يوافي عبد يوم القيامة وهو يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك
صحيح البخاريخمس من الدواب من قتلهن وهو محرم فلا جناح عليه العقرب والفأرة والكلب
هداية الرواةسئل أبو موسى كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في
هداية الرواةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ماذا يتقى من الضحايا فأشار
هداية الرواةإن الجذع يوفي مما يوفي منه الثني


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب