شرح حديث كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان بَيني وبين رجلٍ منَ اليهودِ أرضٌ ، فجَحَدَني ، فقدَّمْتُهُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ، فقال لي النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : ألكَ بَينةٌ .
قلْتُ : لا ، قال لليهوديِّ : احلِفْ .
قلْتُ : يا رسولَ اللهِ ، إذًا يحلِفَ ويَذهبَ بمالي ، فأنزلَ اللهُ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ إلى آخرِ الآيةِ
الراوي : الأشعث بن قيس | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 3621 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه البخاري ( 2417 )، ومسلم ( 138 )، وأبو داود ( 3621 ) واللفظ له، والترمذي ( 1269 )، وابن ماجه ( 2322 )، وأحمد ( 21837 )
أكْلُ أمْوالِ النَّاسِ بالباطِلِ مِن أعظَمِ الحُورَّماتِ، حيثُ عظَّمَ
اللهُ عُقوبتَه في كِتابِهِ الكَريمِ، وحذَّرَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم من ذلك الذَّنبِ تحْذيرًا شَديدًا.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ الصَّحابيُّ الجليلُ الأشْعَثُ بنُ قيْسٍ: "كان بيْني وبين رجلٍ من اليَهودِ أرْضٌ"،
أي: كانت بَيننا أرضٌ مُشترَكَةٌ، "فجَحَدني"،
أي: أنْكَرَ عليَّ حقِّي في الأرْضِ، "فقدَّمْتُه إلى النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ"،
أي: أحْضَرَ خصْمَه اليهوديَّ إلى النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم ليَحكُمُ بَينهما، فقال لي النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم: "ألَكَ بيِّنةٌ"،
أي: هل عِندك دليلٌ على ما تَدَّعي؟ "قلتُ"،
أي: الأشْعَثُ: لا، "قال لليَهوديِّ: "احلِفْ"،
أي: أمَرَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم اليَهوديَّ أنْ يَحلِفَ على ما ادَّعاه، "قلتُ"،
أي: الأشْعَثُ: "يا رسولَ
اللهِ، إذًا يحْلِفُ ويذْهَبُ بمَالي"،
أي: يا رسولَ
اللهِ إنَّه يَهوديٌّ ولا يُبالي بالحَلِفِ، وسيحْلِفُ كاذِبًا ويَذْهبُ بأرْضي، "فأنزَلَ
اللهُ"،
أي: فنزَلَت الآياتُ الَّتي في سورَةِ آلِ عِمرانَ:
{ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [
آل عمران: 77 ].
أي: الَّذين يَسْتبدِلون بما عاهَدوا عليهِ
اللهَ؛ من الإيمانِ بالرَّسولِ، والوَفاءِ بالأَماناتِ؛ ومنها الصِّدقُ في الأَيْمانِ فيَشترونَ بأيْمانِهم الكاذِبةِ
{ ثَمَنًا قَلِيلًا } مِن حُطامِ الدُّنيا ومَتاعها، ليس لهم حَظٌّ ونَصيبٌ في الآخِرَةِ، ولا يتعَرَّضُ
اللهُ لهم برحْمَتِه؛ فهو غضْبانٌ عليهم..
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم