حديث ما يبكيك يا أبا عبد الله أجزعا من الموت اذكر صحبة رسول

أحاديث نبوية | إتحاف الخيرة المهرة | حديث سلمان الفارسي

«لمَّا مرِضَ سلمانُ رضِيَ اللهُ عنه مرَضَه الَّذي مات فيه، أتاه سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ يعودُه وهو يومئذٍ أميرُ الكوفةِ، قال: فجعَلَ سلمانُ يَبْكي، فقال سعدٌ: ما يُبْكيك يا أبا عبدِ اللهِ، أجَزَعًا مِن الموتِ؟ اذكُرْ صُحبةَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واذكُرِ المشاهدَ الصَّالحةَ، واذكُرِ القِدَمَ في الإسلامِ، واذكُرْ، واذكُرْ، فقال سلمانُ: أمَا واللهِ ما أبْكي واحدةً مِن ثِنْتينِ: ما أبْكي على شَيءٍ تركْتُه مِن الدُّنيا، ولا كراهةً مِن لقاءِ ربِّي. فقال سعدٌ: فما يُبْكيك إذ لم تُبْكيك واحدةٌ مِن ثِنْتينِ: إذْ لم تَبْكِ جزعًا على شَيءٍ تَركْتَه مِن الدُّنيا، ولا كراهيةً مِن لقاءِ ربِّك؟! قال: يُبْكيني ذكْرٌ عهِدَه إلينا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخافُ أنْ نكونَ ضيَّعْنا. قال: وما قال؟ قال: كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عهِدَ إلينا، فقال: ألَا ليكُنْ بلاغُ أحدِكم مِن الدُّنيا كزادِ الرَّاكبِ، وأمَّا أنت أيُّها الرَّجلُ فاتَّقِ اللهَ عند هَمِّك إذا هممْتَ، وعند يَدِك إذا قسَمْتَ، وعند لِسانِك إذا حكمْتَ. ارتفِعْ عنِّي، فارتفَعَ عنه، ومات سلمانُ.»

إتحاف الخيرة المهرة
سلمان الفارسي
البوصيري
سنده رجاله ثقات

إتحاف الخيرة المهرة - رقم الحديث أو الصفحة: 2/416 -

شرح حديث لما مرض سلمان رضي الله عنه مرضه الذي مات فيه أتاه سعد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

اشتَكَى سَلمانُ فعادَهُ سعدٌ ، فرآهُ يبكي ، فقالَ لَهُ سعدٌ : ما يُبكيكَ يا أخي ؟ أليسَ قد صحِبتَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، أليسَ ؟ أليسَ ؟ قالَ سَلمانُ : ما أبكي واحدةً منَ اثنتَينِ ، ما أبكي ضنًا للدُّنيا ، ولا كراهيةً للآخرةِ ، ولَكِن رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عَهِدَ إليَّ عَهْدًا ، فما أراني إلَّا قد تعدَّيتُ ، قالَ : وما عَهِدَ إليكَ ؟ قالَ : عَهِدَ إليَّ : أنَّهُ يَكْفي أحدَكُم مثلُ زادِ الرَّاكِبِ ، ولا أراني إلَّا قد تعدَّيتُ ، وأمَّا أنتَ يا سعدُ فاتَّقِ اللَّهَ عندَ حُكْمِكَ إذا حَكَمتَ ، وعندَ قَسمِكَ إذا قَسمتَ ، وعندَ هَمِّكَ إذا هَممتَ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3328 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه ابن ماجه ( 4104 )



المسلِم الحَقُّ يَسعى في حياتِه إلى تَحصيلِ تَقوى اللهِ ورِضاه، ويأخُذَ مِن الدُّنيا اليَسيرَ بقدْرِ ما يوصِلُه إلى ربِّه، دونَ أن يَنشَغِلَ عنه بأمورِ الدُّنيا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضي اللهُ عنه: "اشتَكى سَلْمانُ" الفارِسيُّ، أي: مرِضَ، "فعادَه سَعدٌ"، أي: زاره سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ في مرَضِه هذا، "فرآه يَبكي، فقال له سَعدٌ: ما يُبكيك يا أَخي؟"، أي: ما سبَبُ بكائِك؟ "أليس قد صَحِبْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، أَليس؟ أَليس؟"، وهذا مِن باب التَّفريجِ عنه، فقال سَلْمانُ رَضي اللهُ عنه: "ما أبكي واحِدةً مِن اثنتَين"، أي: ليس ما يُبْكيني واحدةً مِن تلك الاثنتَينِ، وخصَّهما بالذِّكرِ؛ لأنَّهما يَكونانِ في العادةِ ممَّا يَشغَلُ المريضَ، "ما أبكي ضَنًّا للدُّنيا"، أي: بُخلًا وخَوْفًا لذَهابِها، "ولا كَراهيةً للآخرَةِ، ولكنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عَهِد إلَيَّ عهْدًا"، أي: أوْصاني وصيَّةً، "ما أُراني إلَّا قد تعَدَّيتُ"، أي: تَجاوزْتُ القدْرَ الَّذي أَوصاني به النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقال سَعدٌ رَضي اللهُ عنه: "وما عَهِد إليك؟"، قال سَلْمانُ رَضي اللهُ عنه: "عَهِد إليَّ: أنَّه يَكْفي أحدَكم"، أي: في الدُّنيا، "مِثلُ زادِ الرَّاكبِ"، أي: إنَّ الإنسانَ ليس له مِن الدُّنيا إلَّا بمِثلِ ما يَحمِلُ المسافِرُ مِن مَلْبسٍ ومَأْكلٍ يتَقوَّى بهما على سفَرِه، "ولا أُراني إلَّا قد تعدَّيتُ"، أي: تعدَّى ما أوصاه به النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.

ثمَّ قال سَلْمانُ لسَعدٍ رَضي اللهُ عنهما: "وأمَّا أنت يا سَعدُ، فاتَّقِ اللهَ"، أي: بالخوْفِ منه ومُراعاةِ جَنابِه وعِلْمِه بك وقُدْرتِه عليك، "عند حُكمِك إذا حَكَمتَ"، أي: بالقَضاءِ بين النَّاسِ، "وعند قَسْمِك إذا قَسَمتَ"، أي: عندَ قِسمَةِ الأموالِ، "وعند هَمِّك إذا هَمَمتَ"، أي: وإذا أرَدْتَ أن تفعَلَ شيئًا ونويْتَه، وقد أَوصى سعدٌ بتلك الوصيَّةِ؛ لأنَّ سعْدًا رَضي اللهُ عنه كان له حظٌّ مِن الوِلايةِ والقضاءِ.
وقد ورَد في القرآنِ الإشارةُ إلى مدْحِ الزُّهدِ في الدُّنيا، وإلى ذمِّ الرَّغبةِ فيها، كما في قولِه تعالى: { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [ الأعلى: 16، 17 ].

وفي الحديثِ: بيانُ بعضِ فَضائِلِ سَلمانَ الفارسيِّ رضِيَ اللهُ عنه.
وفيه: مواساةُ المريضِ بصالِحِ أعمالِه؛ حتَّى يتفاءلَ ويُحسِنَ الظَّنَّ باللهِ.
وفيه: الدَّعوةُ إلى مُراعاةِ اللهِ وتَقواه في كلِّ الأمورِ في السِّرِّ والعلَنِ.
وفيه: التَّرغيبُ في الزُّهدِ في الدُّنيا، والتقلُّلِ مِن متاعِها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
شرح مسند الشافعيلا تصوموا قبل رمضان صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته وإن حالت دونه غياية فأكملوا
شرح مسند الشافعيعجبت لمن تقدم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتموه
نخب الافكارأنه كان جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث حتى قال
نخب الافكاركنت أجد مذيا فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن
نخب الافكارسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المذي قال فيه الوضوء وفي المني
نخب الافكارأنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المذي فقال فيه الوضوء
حديث شريف
نخب الافكاركنا لا ندري ما نقول بين كل ركعتين غير أن نسبح ونكبر ونحمد
نخب الافكارصليت خلف ابن عباس الصبح فلم يقنت
نخب الافكارأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر فيقنت قبل الركوع
حديث شريف
مصباح الزجاجةقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة إياك ومحقرات الأعمال


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب