شرح حديث لا شيء في الهام والعين حق
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
حَرَصَ الإسلامُ على أنْ تكونَ عَقيدةُ المُسلِمِ بَعيدَةً كل البُعدِ عن الشِّركِ؛ فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنقُضُ العقائِدَ الباطِلَةَ التي كان يَعتَقِدُها العَرَبُ قَبلَ الإسلامِ؛ حتى يُوقِنَ المُسلِمُ أنَّه لا يَنفَعُ ولا يَضُرُّ إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ.
كما في هذا الحَديثِ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا شَيءَ في الهامِ"، أي: لا شَيءَ ممَّا يَعتَقِدون في الهامِ، وهو طائِرٌ من طَيرِ اللَّيلِ، وقد كانتِ العَرَبُ تَتَشاءَمُ به، وقيل: هي البُومَةُ، قالوا: كانتْ إذا سَقَطتْ على دارِ أحَدِهم، فكان يَرى أنَّها جاءتْ ناعِيَةً له نَفْسَه أو بعضَ أهلِه.
وقيل: إنَّ العَرَبَ كانتْ تَعتقِدُ أنَّ القَتيلَ الذي لم يُؤخَذْ بثَأرِه، تَنقلِبُ عِظامُه أو رُوحُه هامَةً تَطيرُ في السَّماءِ حتى يُؤخَذَ له بالثَّأرِ، فنَفى الإسلامُ ذلك.
ثم قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "والعَينُ حَقٌّ"، أي: إنَّ الإصابةَ بالعَيْنِ شيءٌ ثابِتٌ مَوجودٌ، وأثَرُ العَينِ في الحَسَدِ حَقٌّ، لكنَّ هذا التَّأثيرَ لا يكونُ إلَّا بقُدرَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فالعَينُ سَبَبٌ عادِيٌّ كسائِرِ الأسبابِ العادِيَّةِ، وإنْ كان تأثيرُها شديدًا؛ فالعَيْنُ حقٌّ لكنَّها لا تَسبِقُ القَدَرَ، بل هي مِن القَدَرِ، لا أنَّه يُمكِن أنْ يَرُدَّ القَدَرَ شيءٌ.
وفي رِوايَةِ مُسلِمٍ: "ولو كان شَيءٌ سابِقَ القَدَرِ سَبَقتْه العَينُ، وإذا استُغسِلْتُم فاغْسِلوا".
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن التَّشاؤُمِ.
وفيه: أنَّه لا يَملِكُ لأحَدٍ نَفعًا ولا ضَرًّا إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ( ).
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم