شرح حديث كان لا يدع صوم أيام البيض في سفر ولا حضر
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَديدَ الحِرصِ على إرشادِ أُمَّتِه إلى أبوابِ الخَيرِ والفَضلِ وفَضائلِ الأعمالِ، ومِن هذا: الوصيةُ بصِيامِ بَعضِ الأيَّامِ كُلَّ شَهرٍ، وكان يَحرِصُ على سُنَّةِ الصِّيامِ مِن كُلِّ الأيَّامِ؛ ترغيبًا وتعليمًا لأُمَّتِه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بن عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان لا يدَعُ"، أي: لا يترُكُ "صَومَ أيَّامِ البيضِ"، وهي الأيَّامُ التي يكتمِلُ القَمرُ في لَياليها؛ وهُنَّ ثلاثُ لَيالٍ: ثلاثَ عَشْرةَ وأربعَ عَشْرةَ وخَمسَ عَشْرةَ مِن كلِّ شَهرٍ هِجريٍّ، "في سَفَرٍ ولا حَضَرٍ"، حيث أدرَكَتْه هذه الأيَّامُ، سَواءٌ وهو مُقيمٌ بينَ أهلِه في المَدينةِ، أو كان مُسافرًا؛ وذلك لِمَا فيها مِن عظيمِ فَضلٍ، وفي سُننِ أبي داوُدَ مِن حديثِ قَتادةَ بنِ مِلحانَ القَيسيِّ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "هُنَّ كهَيئةِ الدَّهرِ"، أي: إنَّ صيامَ ثلاثةِ أيَّامِ البيضِ يكونُ صيامَ الشَّهرِ؛ لأنَّ الحَسنةَ بعَشْرِ أمثالِها، وصيامَ ثلاثةِ أيَّامٍ مِن كلِّ شهرٍ كصيامِ الدَّهرِ؛ وهذا لما في صيامِها مِن الخيرِ والبَركةِ.
ولا يُعارِضُ هذا ما ورَدَ مِن النَّهيِ عن الصِّيامِ في السَّفَرِ؛ لأنَّه رُخصةٌ لمَن لم يستطِعِ الصَّومَ، أمَّا مَن استطاعَ ولم يتضَرَّرْ مِن الصِّيامِ في السَّفَرِ؛ فله أجرُه، وفِعلُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُبيِّنٌ لذلك.
وهذا مِن إرشادِ الأُمَّةِ إلى طُرقِ الخيرِ، وكَسبِ الأجرِ والثَّوابِ لمن أرادَ وامتلَكَ القُدرةَ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم