شرح حديث كن إماء عمر رضي الله عنه يخدمننا كاشفات عن شعورهن تضرب ثديهن
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
أمَرَ الإسلامُ المُسلِمَ بأنْ يَستُرَ عَورَتَه عن أعيُنِ النَّاسِ، وجعَلَ للعَورَةِ حَدًّا مَعلومًا، لكنَّ حَدَّ عَورَةِ المَرأةِ الحُرَّةِ يَختلِفُ عن حَدِّ عَورَةِ الإماءِ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ عن حَدِّ عَورَةِ الإماءِ، فيقولُ رضِيَ اللهُ عنه: "كُنَّ إماءُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنه"، الإماءُ جَمعُ الأَمَةِ، وهي المَرأةُ المَملوكةُ، فهؤلاءِ النِّساءُ المَملوكاتُ لعُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه كُنَّ "يَخدُمنَنا كاشفاتٍ عن شُعورِهِنَّ، تَضرِبُ ثُديَّهُنَّ"، أي: كانتِ الإماءُ يَخرُجْنَ عليهم، وهُنَّ يَخدُمونَهم دونَ حِجابٍ، يَظهَرُ شَعرُ رأسِهِنَّ، "تَضرِبُ ثُديَّهُنَّ"، قيل: معناه أنَّ شُعورَهنَّ تَضرِبُ صُدورَهنَّ مِن سُرعَةِ الحركةِ والدَّأَبِ في الخِدمةِ ولسْنَ مُحجَّباتٍ؛ فدَلَّ ذلك على أنَّ رأسَ الأَمَةِ ورَقبَتَها مع يَديها وما يَظهَرُ منها في حالِ المِهنَةِ ليس بعَورَةٍ.
وقد قيل: إنَّ ظُهورَ هذه الأجزاءِ مِن جَسَدِ الأَمَةِ لكثرةِ الحاجةِ في استخدامهنَّ، وكان فرْضُ الحِجابِ عليهنَّ ممَّا يَشُقُّ مشقَّةً بالغةً، مع عدمِ تشوُّفِ النُّفوسِ إليهنَّ، وهذا تَمييزٌ بينَ الأَمَةِ والحُرَّةِ؛ فعلى الحُرَّةِ أنْ تَلتزِمَ بالحِجابِ والسِّترِ الكامِلِ لجَسَدِها، ولكن لا بُدَّ مع ذلك كُلِّه مِن أمْنِ الفِتنةِ بالأَمَةِ، وسَلامةِ القُلوبِ، أمَّا إذا خِيفَتِ الفِتنةُ، أو كثُرَ أهلُ الرَّيبِ، وخُشِيَ مِن تَعرُّضِهم للإماءِ بالأذَى والسُّوءِ فإنَّه يجبُ على الأَمَةِ الاحتجابُ كذلك، ويجبُ غضُّ البَصرِ عنها( ).
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم