شرح حديث إن الله تعالى يبغض السائل الملحف
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
إنَّ اللهَ تعالى إذا أنعَم على عبدٍ نعمةً ، يحبُّ أن يرى أثرَ النِّعمةِ عليه ، ويكره البُؤسَ والتَّباؤسَ ، ويُبغِضُ السائلَ الملْحِفَ ، ويحبُّ الحييَّ العفيفَ المتعفِّفَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1711 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
أرشَدَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم أُمَّتَه إلى معالي الأُمورِ مِن الأقوالِ والأفعالِ، وحَذَّرَها مِن رَذائِلِها، وشريعةُ الإسلامِ السَّمحةُ شَريعةُ الجَمالِ والتَّوازُنِ في كُلِّ شَيءٍ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ
اللهَ تَعالى إذا أنعَمَ على عبدٍ نِعمةً"، بأنْ رَزَقَه مالًا أو جاهًا أو غيرَ ذلك، "يُحِبُّ أنْ يَرى أثَرَ النِّعمَةِ عليه"،
أي: يُحِبُّ أنْ يُظهِرَ العبْدُ فضْلَ
اللهِ عليه بما رَزَقَه من مالٍ أو جاهٍ، بأنْ يلبَسَ ثِيابًا تليقُ بحالِه؛ من النَّفاسةِ والنَّظافةِ، وكذلك في المأكَلِ والمشرَبِ وجميعِ أحوالِه، مع مُراعاةِ القَصْدِ وترْكِ الإسرافِ، "ويَكرَهُ البُؤسَ"،
أي: إظهارَ الذِّلَّةِ ورَثاثةِ الحالِ للنَّاسِ، "والتَّباؤُسَ"، وهو إظهارُ الحاجةِ والتَّفاقُرِ على غَيرِ الحقيقةِ بإظهارِ التَّمسكُنِ والشِّكايةِ؛ لأنَّ ذلك يُؤدِّي إلى احتِقارِ النَّاسِ له، وازدرائِهم إيَّاهُ، وشَماتةِ أعدائِه، مع ما في ذلِكَ مِن كُفرانِ نِعمةِ
اللهِ، وعدَمِ شُكرِها وأداءِ حَقِّها بإظهارِها على نَفْسِه، "ويُبغِضُ السائِلَ المُلحِفَ"،
أي: المُلِحَّ المُلازِمَ لسُؤالِ الناسِ، "ويُحِبُّ الحَييَّ"،
أي: كثيرَ الحياءِ، "العفيفَ"،
أي: الذي يكُفُّ نفسَه عن الحَرامِ وسُؤالِ الناسِ، "المُتعفِّفَ"، يعني: المُتكَلِّفَ العِفَّةَ.
وفي الحديثِ: اتِّخاذُ نِعمةِ
اللهِ طريقًا إلى شُكْرِه بإظهارِها.
وفيه: بَيانُ سَعةِ الإسلامِ وتَيسيرِه على النَّاسِ في المُباحاتِ، دونَ إفراطٍ مُخِلٍّ بالمالِ، أو النَّفسِ، أو الدُّنيا والآخرةِ.
وفيه: إثباتُ صِفَتيِ الحُبِّ والبُغضِ للهِ سُبحانَه، وأنَّه يُحِبُّ الفضائِلَ، ويَكرَهُ الرَّذائِلَ
( ).
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم