حديث أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا

أحاديث نبوية | تاريخ بغداد | حديث جابر بن عبدالله

«قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لعليٍّ : أما ترضى أن تكونَ مِنِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى إلا أنَّهُ لا نبيَّ بعدي»

تاريخ بغداد
جابر بن عبدالله
الخطيب البغدادي
هو الصواب

تاريخ بغداد - رقم الحديث أو الصفحة: 4/56 - أخرجه الترمذي (3730)، وأحمد (14638) باختلاف يسير

شرح حديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي أما ترضى أن


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقالَ: ما مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ؟ فَقالَ: أَمَّا ما ذَكَرْتُ ثَلَاثًا قالَهُنَّ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَلَنْ أَسُبَّهُ، لأَنْ تَكُونَ لي وَاحِدَةٌ منهنَّ أَحَبُّ إلَيَّ مِن حُمْرِ النَّعَمِ؛ سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ له، خَلَّفَهُ في بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَقالَ له عَلِيٌّ: يا رَسولَ اللهِ، خَلَّفْتَنِي مع النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟! فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى؟ إلَّا أنَّهُ لا نُبُوَّةَ بَعْدِي.
وَسَمِعْتُهُ يقولُ يَومَ خَيْبَرَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسولُهُ، قالَ: فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقالَ: ادْعُوا لي عَلِيًّا، فَأُتِيَ به أَرْمَدَ، فَبَصَقَ في عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عليه.
وَلَمَّا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: { فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ } [ آل عمران: 61 ] دَعَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا، فَقالَ: اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي.
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2404 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



لِعلِيِّ بنِ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه مَنزلةٌ عَظيمةٌ ومَكانةٌ رَفيعةٌ في الإسلامِ، وفي الجهادِ في سَبيلِ اللهِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبرِزُ مَنزلتَه بيْنَ أصحابِه.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي عامرُ بنُ سَعْدِ بنِ أبي وقَّاصٍ أنَّ مُعاويةَ بنَ أبي سُفيانَ رَضيَ اللهُ عنه في زمَنِ خِلافتِه، سأَلَ سَعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه: أيُّ شَيءٍ منَعَكَ وصدَّكَ عن أنْ تَسُبَّ أبا تُرابٍ؟ يُريدُ علِيَّ بنَ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو الَّذي كنَّاه بتلك الكُنْيةِ؛ لأنَّه نامَ في المسجدِ، فامتَلَأ ظَهرُه تُرابًا، فقال له «قُمْ أبا تُرابٍ» رواهُ البُخاريُّ ومُسلمٌ، وقد قِيل: إنَّ كَلامَ مُعاوِيةَ رَضيَ اللهُ عنه ليْس فيه تَصريحٌ بأنَّه أَمَر سَعدًا بالسَّبِّ، وإنَّما سَألَه: ما المانعُ أنَّه لم يَسُبَّه، مِثْلَ ما سَبَّه بعضُ القومِ، وقيل: إنَّما يَسألُه عن عَدمِ إنكارهِ على علِيٍّ رَضيَ اللهُ عنه اجْتِهادَه في تَركِ قَتَلةِ عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه.
وأصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشَرٌ غيْرُ مَعصومينَ، وما يَصدُرُ عنهم مع بَعضِهم يَجِبُ أنْ نُمسِكَ عنه ولا نَتكلَّمَ فيه دُونَ انتقاصٍ لأحدٍ فيهم؛ فهُم خيْرُ هذه الأُمَّةِ الَّذين اختارَهُم اللهُ لصُحبةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
فأَجاب سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه بأنَّ الَّذي يَمْنعُه مِن سَبِّه هي مَناقبُه الَّتي سَمِعها مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، الواحدةُ مِنها أعظمُ وأحبُّ عنده مِن حُمْرِ النَّعَمِ، وحُمْرُ النَّعَمِ نَوعٌ مِن الإبلِ، وكانتْ مِن أَفضلِ الأموالِ عِنْد العربِ.
المنقبةُ الأُولى: أنَّه لَمَّا كان علِيٌّ رَضيَ اللهُ عنه مَريضًا عندَ الخروجِ لِغَزوةِ تَبوكَ وتَرَكَه في المدينةِ، فقالَ له عَلِيٌّ: يا رَسولَ اللهِ، خَلَّفْتَنِي مع النِّساءِ والصِّبْيانِ! كأنَّه استَنقَصَ تَرْكَه وَراءَه، فقال له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أمَا تَرْضى أنْ تكونَ مِنِّي بمَنزلةِ هارونَ مِن مُوسى» أي: في قُرْبِه منه في الدِّينِ والنَّسَبِ؛ وذلك أنَّ موسى عليه السَّلامُ قال لأخيهِ هارونَ حين أرادَ الخروجَ إلى مِيقاتِ ربِّه: { اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي } [ الأعراف: 142 أي: بَني إسرائيلَ، ولَمَّا شبَّهه في تَخليفِه إيَّاه بهارونَ حِين خَلَّفه مُوسى عليهما السَّلامُ، خاف أنْ يتأوَّلَ مُتأوِّلٌ فيدَّعِيَ النُّبوَّةَ لِعَليٍّ، فقال: «إلَّا أنَّه لا نُبوَّةَ بَعْدي».
قال سَعدٌ مُخبِرًا عن المَنْقبةِ الثَّانيةِ: إنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في غَزوةِ خَيْبَرَ -وكانت في السَّنةِ السَّابعةِ مِن الهِجرةِ، وهي مَدينةٌ كبيرةٌ ذاتُ حُصُونٍ ومزارعَ على مَسافةِ 173 كيلومترًا مِن المدينةِ إلى جِهَةِ الشَّامِ، كان يَسكُنُها اليهودُ-: «لأُعطِينَّ الرَّايةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ ورسولَه، ويُحِبُّه اللهُ ورسولُه، قال: فتَطاوَلْنا لها»، أي: جَعَل كُلُّ واحدٍ منهم يَتطاولُ بجَسدِه لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليَختارَه؛ حِرْصًا وطَمعًا في أَخْذِ تلك الرَّايةِ؛ لِما لِصَفاتِ حاملِها مِن المَناقبِ، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ادْعُوا لي علِيًّا، فأُتِيَ به أَرْمدَ» أي: يَشْتكي عينَيه، والرَّمدُ: داءٌ يُهيِّجُ العَينَ، «فبَصَق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في عيْنِه»، أي: مُداويًا لها، وذُكِرَ في الصَّحيحينِ مِن حَديثِ سَهلِ بنِ سَعدٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ عليًّا رَضيَ اللهُ عنه شُفي كأنْ لم يَكُنْ به وَجَعٌ، ودَفَع الرَّايةَ إليه، والرَّايةُ: العَلَمُ الَّذي يَتَّخذُه الجَيشُ شِعارًا له، ولا يُمسِكُها إلَّا قائدُ الجَيشِ، ففتَح اللهُ على يَدَيه خَيْبرَ وحُصونَها.
ثمَّ قال سَعدٌ مُخبِرًا بالثَّالثةِ: لَمَّا نَزَلتْ هذه الآيةُ: { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [ آل عمران: 61 ]، وهي المُسمَّاةُ بآيةِ المُباهَلةِ، وكان نَصارى نَجْرانَ أَصَرُّوا على قَولِهم في عِيسى عليه السَّلامُ: إنَّه ابنُ اللهِ، فنَزلتْ تلك الآيةُ يَدْعوهم فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المُباهَلَةِ بأنْ يَدْعُوَ كلُّ فَريقٍ بالعذابِ على الكاذبِ منهما، فدَعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليًّا فنزَّلَه منزلةَ نَفْسِه؛ لِما بيْنهما مِن القَرابةِ والأُخوَّةِ «وفاطمةَ»، أي: لأنَّها أخصُّ النِّساءِ مِن أقاربِه، «وحَسنًا وحُسَينًا» فنَزَّلهما مَنزلةَ ابْنَيه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: «اللَّهمَّ هؤلاء أَهْلُ بَيْتي»، أي: لِيَبتَهِلَ بهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمامَ النَّصارى.
وفي الحديثِ: بيانُ بعضِ فَضائلِ عليٍّ رَضيَ اللهُ عنه ومَناقِبِه.
وفيه: تَقديرُ الصَّحابةِ لعَليٍّ ومَعْرفتُهم لفَضْلِه.

وفيه: مُعجزةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهي مِن دَلائلِ نُبوَّتِه الشَّريفةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع قبل أن
حديث شريف
شرح علل الترمذيأهدي للنبي صلى الله عليه وسلم وشيقة لحم وهو محرم فلم يأكله
مسند أحمد تحقيق شاكرإذا وضع الطعام فلا تأكلوا من وسطه فإن البركة تنزل وسطه وكلوا من
مسند أحمد تحقيق شاكرالبسوا من ثيابكم البيض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم وإن من
السنن الكبرى للبيهقينهى أن يستام الرجل على سوم أخيه
مسند أحمد تحقيق شاكرأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمسا فقيل له زيد
مسند أحمد تحقيق شاكريا رسول الله أي الأعمال أفضل قال الصلاة لميقاتها قال قلت
السنن الكبرى للبيهقينهى أن يمنع نقع البئر
مسند أحمد تحقيق شاكرما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن اللهم إني عبدك وابن عبدك
تحفة المحتاجوضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه
مسند أحمد تحقيق شاكرسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل فقال الصلاة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب