حديث ذروني ما تركتكم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن

أحاديث نبوية | المحلى | حديث -

«ذروني ما ترَكتُكم فإذا أمرتُكم بشيءٍ فأتوا منْهُ ما استطعتُم، وإذا نَهيتُكم عن شيءٍ فاترُكوهُ»

المحلى
-
ابن حزم
ثابت

المحلى - رقم الحديث أو الصفحة: 7/521 -

شرح حديث ذروني ما تركتكم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

خطبَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ النَّاسَ فقالَ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ ، قد فرَضَ عليكمُ الحَجَّ فقالَ رجلٌ : في كلِّ عامٍ ؟ فسَكَتَ عنهُ حتَّى أعادَهُ ثلاثًا فقالَ : لَو قُلتُ نعَم لوَجَبَتْ ، ولَو وَجَبَتْ ما قمتُمْ بِها ذَروني ما ترَكْتُكُم ، فإنَّما هلَكَ من كانَ قبلَكُم بِكَثرةِ سؤالِهِم واختلافِهِم علَى أنبيائِهِم ، فإذا أمرتُكُم بالشَّيءِ فخُذوا بهِ ما استَطعتُمْ ، وإذا نَهَيتُكُم عن شيءٍ فاجتَنبوهُ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 2618 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه النسائي ( 2619 ) واللفظ له، وأخرجه البخاري ( 7288 ) مختصراً، ومسلم ( 1337 ) باختلاف يسير



لقدْ أمَر الشَّرعُ بفِعلِ ما في الاستطاعةِ، والاجتنابِ التَّامِّ للنواهي الشرعيَّةِ، وأمَرَ بالوقوفِ عندَ توجيهاتِ اللهِ ورَسولِه، وعدَمِ تَخطِّيها.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه: "خطَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم النَّاسَ"، أي: قامَ فيهم خَطيبًا، فقال: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد فرَض عليكم الحَجَّ"، أي: أوجَب عليكم الحجَّ والتَّوجُّهَ إلى بَيتِه الحرامِ، والطَّوافَ حولَه، مع الإتيانِ بكلِّ الأركانِ بحسَبِ ما أوضَحه الشَّرعُ، "فقال رجُلٌ: في كلِّ عامٍ؟"، أي: هل فرَض اللهُ الحجَّ علينا في كلِّ عامٍ؟ "فسَكَت عنه"، أي: لم يَرُدَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وسكَتَ إعراضًا عن هذا السُّؤالِ الَّذي فيه تَشديدٌ، "حتَّى أعادَه ثلاثًا"، أي: حتَّى أعاد الرَّجلُ سُؤالَه ثلاثَ مرَّاتٍ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "لو قلتُ: نعَمْ؛ لوَجَبَت، ولو وجبَت ما قُمتُم بها"، أي: لو أجَبْتُك بقولِ: "نعَمْ" لأصبَح الأمرُ فَرضًا واجبًا لازمًا أن يَحُجَّ المسلِمُ كلَّ عامٍ، وهذا فيه مِن المشقَّةِ والتَّعسيرِ ما يُخالِفُ نهْجَ الإسلامِ في التَّيسيرِ.

وظاهرُ هذا الحديثِ يَقتَضي أنَّ أمْرَ افتِراضِ الحجِّ كلَّ عامٍ كان مُفوَّضًا إليه حتَّى لو قال: نعَمْ لحصَل، وليس بمُستبعَدٍ أن يَأمُرَ اللهُ تعالى بالإطلاقِ ويُفوِّضَ أمْرَ التَّقييدِ إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ ولذلك قال النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ للرَّجُلِ: "ذَروني ما تَرَكتُكم"، أي: اترُكوني واترُكوا سُؤالي إذا تُرِكتُم وتَرَكتُ الرَّدَّ علَيكم، وهذا كان إشارةً إلى كَراهةِ السُّؤالِ في النُّصوصِ المطلَقةِ والتَّفتيشِ عن قُيودِها، بل يَنبَغي العمَلُ بإطلاقِها قدْرَ الاستطاعةِ حتَّى يَظهَرَ فيها قَيدٌ؛ "فإنَّما هلَك مَن كان قَبْلَكم بكثرةِ سُؤالِهم واختلافِهم على أنبيائِهم"، أي: هلَكوا بكثرةِ الأسئلةِ فيما لا يُفيدُ ممَّا تتَرتَّب عليه فرْضُ أمورٍ شاقَّةٍ وصعبةٍ عليهم، ولم يَستَطيعوا أداءَها فهلَكوا بالعِصيانِ، "فإذا أمَرتُكم بالشَّيءِ فخُذوا به ما استَطَعتُم"، أي: افعَلوا مِن الأوامرِ ما تَستَطيعونه دونَ مشَقَّةٍ ولا تَفريطٍ، فلا يُكلِّفُ اللهُ نفسًا إلَّا وُسْعَها، "وإذا نَهيتُكم عن شيءٍ فاجتَنِبوه"، أي: إنَّ النَّواهيَ الَّتي أنهاكم عنها وأُبلِّغُكم عن اللهِ بها فابتَعِدوا عنها تمامًا ولا تَقْرَبوها.
وهذا بمعنى ما في قولِه تعالى: { لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } [ المائدة: 101 ]، وهذا تَوجيهٌ وتَربيةٌ نبويَّةٌ للمُسلمين على طاعةِ اللهِ ورسولِه قدْرَ الاستطاعةِ والانتهاءِ عمَّا نَهى اللهُ عنه، مع عدَمِ التَّنطُّعِ في الدِّينِ وكثرةِ التَّشدُّقِ مع تَشقيقِ الكلامِ فيما لا يُفيدُ، والنَّهيَ عن كَثرةِ السُّؤالِ عمَّا لم يقَعْ، وقد ورَد في الصَّحيحَيْن عن عامِرِ بنِ سَعْدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، عن أبيه، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم: "إنَّ أعظَمَ المسْلِمينَ في المسْلِمين جُرْمًا، مَن سَأل عَن شَيءٍ لم يُحرَّمْ على المسْلِمين، فحُرِّم عَليهِم مِن أَجْلِ مَسْأَلتِه"، وكذلك مَن سأَل عن أمرٍ فنزَل التَّشديدُ فيه مِن أجْلِ مَسألتِه، وليس في هذا مَنعٌ للسُّؤالِ، وإنَّما هو تَوجيهٌ للتَّوقُّفِ عندَ أوامرِ اللهِ ونَواهيه .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
المحلىأنت ومالك لأبيك
الإعلام بفوائد عمدة الأحكامإن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله
الإحكام في أصول الأحكامأمر صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر بقراءة القرآن في أيام
بدائع الفوائدإن الله كتب كتابا فهو موضوع عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي
زاد المعادحرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر وحرم متعة النساء
هداية الرواةهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم
بدائع الفوائدأسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو
شرح العمدة (الطهارة)إذا أراد أحدكم الطهور فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها
السيل الجرارأنت ومالك لأبيك
الإعلام بفوائد عمدة الأحكامكان يصلي على الخمرة
بدائع الفوائداحتجت الجنة والنار فذكر الحديث وفيه فقال للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك
السيل الجرارأن عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب