حديث ما هي قلت أصبت كذا وكذا قال ليس من الكبائر قلت وأصبت

أحاديث نبوية | عمدة التفسير | حديث طيسلة بن مياس

«كُنتُ مع النَّجِداتِ، فأصَبتُ ذُنوبًا لا أُراها إلَّا مِنَ الكَبائِرِ، فلَقيتُ ابنَ عُمَرَ فقُلتُ له: إنِّي أصَبتُ ذُنوبًا لا أُراها إلَّا مِنَ الكَبائِرِ. قال: ما هي؟ قُلتُ: أصَبتُ كذا وكذا؟ قال: ليس مِنَ الكَبائِرِ. قُلتُ: وأصَبتُ كذا وكذا؟ قال: ليس مِنَ الكَبائِرِ. قال لِشَيءٍ لم يُسَمِّه طَيسَلةُ، قال: هي تِسعٌ، وسأعُدُّهُنَّ عليكَ: الإشراكُ باللهِ، وقَتلُ النَّفسِ بغَيرِ حِلِّها، والفِرارُ مِنَ الزَّحفِ، وقَذفُ المُحصَنةِ، وأكْلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليَتيمِ ظُلمًا، وإلحادٌ في المَسجِدِ الحَرامِ، والذي يَستَسحِرُ، وبُكاءُ الوالِدَيْنِ مِنَ العُقوقِ. قال طَيسَلةُ: لَمَّا رأى ابنُ عُمَرَ فَرَقي قال: أتَخافُ النارَ أنْ تَدخُلَها؟ قُلتُ: نَعَمْ. قال: وتُحِبُّ أنْ تَدخُلَ الجَنَّةَ؟ قُلتُ: نَعَمْ. قال: أحَيٌّ والِداكَ؟ قُلتُ: عِندي أُمِّي. قال: فواللهِ لَئِن أنتَ ألَنتَ لها الكَلامَ، وأطعَمتَها الطَّعامَ، لَتَدخُلَنَّ الجَنَّةَ ما اجتَنَبتَ المُوجِباتِ.»

عمدة التفسير
طيسلة بن مياس
أحمد شاكر
إسناده صحيح

عمدة التفسير - رقم الحديث أو الصفحة: 1/491 -

شرح حديث كنت مع النجدات فأصبت ذنوبا لا أراها إلا من الكبائر فلقيت ابن


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كنتُ مع النَّجَداتِ، فأصبْتُ ذُنوبًا لا أراها إلَّا مِنَ الكبائرِ، فذكَرْتُ ذلكَ لابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ما هي؟ قلتُ: كذا وكذا، قال: ليستْ هذهِ مِنَ الكبائرِ؛ هُنَّ تِسْعٌ، الكبائرُ تِسْعٌ: الإشراكُ باللهِ، وقَتْلُ نَسَمَةٍ، والفِرارُ مِنَ الزَّحفِ، وقَذْفُ المُحْصَنةِ، وأكْلُ الرِّبا، وأكْلُ مالِ اليتيمِ، وإلحادٌ في المسجدِ، والذي يَستَسخِرُ، وبُكاءُ الوالدَيْنِ مِنَ العُقوقِ، قلتُ: إيْ واللهِ، قال: أَحَيٌّ والِدُكَ؟ قلتُ: عِندي أُمِّي، قال: فواللهِ، لو أَلَنْتَ لها الكلامَ، وأطعمْتَها الطَّعامَ، لَتَدْخُلَنَّ الجنَّةَ ما اجتَنَبْتَ الكبائرَ.
الراوي : طيسلة بن مياس | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الأدب المفرد
الصفحة أو الرقم: 6 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



حَثَّ الشَّرعُ المُطهَّرُ على اجتِنابِ كبائرِ الذُّنوبِ والابتِعادِ عنها؛ لأنَّها مُوبِقةٌ تُهلِكُ صاحِبَها، وتُعرِّضُه لغضَبِ اللهِ تعالى.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ رجلًا يُقال له: طَيْسَلةُ، واسمُه عليُّ بنُ مَيَّاسٍ قال: "كنتُ مع النَّجداتِ"، أي: كنتُ أُقاتِلُ معهم، وهم فِرقةٌ مِن الخوارجِ أصحابُ نَجْدَةَ بنِ عامرٍ الحنفيِّ الخارجيِّ، "فأصَبْتُ"، أي: ارتكَبْتُ، "ذُنوبًا لا أراها إلَّا مِن الكبائرِ"، أي: فيما أظنُّ أنَّها مِن الكبائرِ المُحرَّمةِ، "فذكرْتُ ذلك لابنِ عمَرَ"، أي: أخبَرَه بذُنوبِه ليَعرِفَ حكْمَها، فقال ابنُ عمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "ما هي؟ قلْتُ: كذا وكذا" فعدَّدها وأعْلَمها لابنِ عمَرَ، "قال: ليست هذه مِن الكبائرِ"، أي: إنَّ تلك الذُّنوبَ ليست على ما ظنَنْتَ أنَّها مِن الكبائرِ، "هنَّ تسْعٌ، أي: الكبائرُ تِسعٌ، والمَقصودُ بها الذُّنوبُ العَظيمةُ، وهي كلُّ ذَنبٍ أُطْلِقَ عليه -في القُرآنِ، أو السُّنَّةِ الصَّحيحةِ، أو الإجماعِ- أنَّه كَبيرةٌ، أو أنَّه ذنْبٌ عَظيمٌ، أو أُخْبِرَ فيه بشِدَّةِ العِقابِ، أو كانَ فيه حَدٌّ، أو شُدِّدَ النَّكيرُ على فاعلِه، أو ورَدَ فيه لَعْنُ فاعلِه، وقيل: الكبائِرُ هي كلُّ فِعلٍ قَبيحٍ شَدَّدَ الشَّرْعُ في النَّهيِ عنه، وأعْظَمَ أمْرَه.
ثمَّ بيَّنَ ابنُ عمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما هؤلاء التِّسعَ: "الإشراكُ باللهِ،"، أي: أنْ يَجعَلَ الإنسانُ مع اللهِ إلهًا آخَرَ، "وقتْلُ نَسمةٍ"، أي: قتْلُ النَّفسِ الَّتي حرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ قَتلَها وهي غيرُ مُستحِقَّةٍ للقَتلِ، "والفرارُ مِن الزَّحفِ"، أي: الهُروبُ عندَ لِقاءِ العَدوِّ، "وقذْفُ المُحصَنةِ"، أي: رمْيُ العَفيفاتِ البريئاتِ مِن الفاحشةِ بالزِّنا والفاحشةِ دونَ بيِّنةٍ، "وأكْلُ الرِّبا" وهو التَّعامُلُ بينَ النَّاسِ بالزِّيادَةِ على أصلِ الدُّيونِ والإقراضِ، "وأكْلُ مالِ اليتيمِ"، وهو الاعتِداءُ الظَّالمُ والآثمُ على أموالِ الْيتامى بإضاعتِها وتبْذيرِها، "وإلحادٌ في المسجِدِ"، يعني: أنْ يُفعَلَ في البيتِ الحرامِ ما لا يَكونُ حلالًا؛ مِنَ الاصطِيَادِ وقَطعِ الأشجارِ، أو استِحْلالِه بالتَّخريبِ والتَّرويعِ والقتلِ وسائرِ المحرَّماتِ، "والذي يَستسخِرُ" والاستسخارُ مِن السُّخريةِ مِن النَّاسِ، وفي نُسخةٍ: "الذي يَستسحِرُ"، أي: يَطلُبُ السِّحرَ، أي: تَعلُّمَ السِّحرِ والعَملَ به، والسِّحرُ قِسمانِ؛ الأوَّلُ: عُقَدٌ ورُقًى، أي: قِراءاتٌ وطلاسِمُ يَتَوصَّلُ بها السَّاحرُ إلى اسْتِخدامِ الشَّياطينِ فيما يُرِيدُ به ضَرَرَ المَسحورِ.
والثَّاني: أَدوِيةٌ وعَقاقيرُ تُؤثِّرُ في بَدَنِ المَسحورِ وعَقْلِه، وإرادتِه ومَيْلِه، فيَنصرِفُ أو يَمِيلُ، وهو ما يُسمَّى عِنْدَهم بالصَّرْفِ والعَطْفِ، "وبكاءُ الوالدينِ مِن العُقوقِ"، يَعني: التَّسبُّبُ في بُكائِهما، ومعصيةُ الأبِ والأمِّ المُسلِمَين ومُخالَفةُ أمْرِهما في الطَّاعةِ مِن الكبائرِ.
قال طَيْسَلةُ: "قال لي ابنُ عمَرَ: أتَفْرَقُ مِن النَّارِ"، أي: أتخافُ مِن دُخولِ النَّارِ يومَ القيامةِ، "وتُحِبُّ أنْ تَدْخُلَ الجنَّةَ؟ قلْتُ: إيْ واللهِ" وهذا قسَمٌ باللهِ أنَّه يخافُ مِن النَّارِ ويُحِبُّ أنْ يَدخُلَ الجنَّةَ، "قال: أحيٌّ والِدَك؟ قلْتُ: عندي أُمِّي، قال: فواللهِ لو ألَنْتَ لها الكلامَ"، وذلك بالتَّرقُّقِ لها في الكلامِ وعدَمِ الغِلظةِ، "وأطْعَمْتَها الطَّعامَ" بأنْ تُعْطِيَها ممَّا تأكُلُه وتَتكفَّلَ بطعامِها، "لَتدخُلَنَّ الجنَّةَ ما اجتنَبْتَ الكبائرَ"، أي: سيكونُ ذلك سببًا في دُخولِك الجنَّةَ ما لم تقَعْ في كبيرةٍ مِن الكبائرِ المذكورةِ.
والكبائرُ لا بُدَّ لها مِن التَّوبةِ وعَدمِ العَودةِ، وغيرِ ذلك مِن الشُّروطِ.
وفي الحديثِ: بيانُ ما ذُكِرَ مِن الكَبائرِ الَّتي يجِبُ أنْ يَتجنَّبَها المسلِمُ.

وفيه: أنَّ مَن جاء يومَ القيامَةِ مُوحِّدًا، وملْتزِمًا بأحكامِ الإسلامِ، ومُجتنِبًا لكبائرِ الذُّنوبِ دخَلَ الجنَّةَ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تدريب الراويإذا أمرتكم بشيء فأتوه وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ما استطعتم
عمدة التفسيرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب وهو
عمدة التفسيرإذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها
عمدة التفسيروأي داء أدوأ من البخل
معجم الشيوخقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله وأثنى عليه
عمدة التفسيركان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثم يقبل ثم يصلي
عمدة التفسيرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج
معجم الشيوخألا أخبركم بمن يحرم على النار أو تحرم عليه النار كل هين
عمدة التفسيرلما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت قريش ألا ترى هذا الصنبور
عمدة التفسيرأد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك
عمدة التفسيروالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت
عمدة التفسيرلزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب