حديث إن الله تعالى يحب العبد التقي الغني الخفي

أحاديث نبوية | صحيح الجامع | حديث سعد بن أبي وقاص

«إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ العبدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيَّ»

صحيح الجامع
سعد بن أبي وقاص
الألباني
صحيح

صحيح الجامع - رقم الحديث أو الصفحة: 1882 -

شرح حديث إن الله تعالى يحب العبد التقي الغني الخفي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ في إبِلِهِ، فَجَاءَهُ ابنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قالَ: أَعُوذُ باللَّهِ مِن شَرِّ هذا الرَّاكِبِ، فَنَزَلَ فَقالَ له: أَنَزَلْتَ في إبِلِكَ وَغَنَمِكَ، وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ المُلْكَ بيْنَهُمْ؟ فَضَرَبَ سَعْدٌ في صَدْرِهِ، فَقالَ: اسْكُتْ، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ، الغَنِيَّ، الخَفِيَّ.
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2965 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُربِّي أصحابَه رَضيَ اللهُ عنهم على ما هو خَيرٌ لهم في الدِّينِ والدُّنيا والآخرةِ، وبَيَّن لهم أنَّ الأفضَلَ للعبدِ أنْ يكونَ مُستغنِيًا عن النَّاسِ مُقبِلًا على اللهِ دونَ رِياءٍ.
وفي هَذا الحديثِ يَرْوي عامرُ بنُ سَعدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ أنَّ أباهُ سَعدَ بنَ أَبي وَقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه كانَ في إِبِلِه يَرعاها في الباديةِ في مَوضعٍ يُسمَّى العَقيقَ على بُعدِ عشَرةِ أميالٍ مِن المدينةِ، فَجاءَه ابنُه عُمرُ، فَلمَّا رَآه سَعدٌ آتيًا، قال سَعدٌ: أَعوذُ باللهِ وأتحَصَّنُ به مِن شَرِّ هَذا الرَّاكبِ، يَقصِدُ ولَدَه عُمرَ؛ حَذرًا إنْ كانَ قدْ أتى بأَمرٍ فيه شرٌّ لَه، وإنَّما قال ذلك؛ لأنَّه كان زمَنَ الفتنةِ والتَّنازُعِ على أمرِ الخلافةِ، وكان رَضيَ اللهُ عنه ممَّن قَعَد عن الفتنةِ بعْدَ مَقتَلِ الخليفةِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه، ولَزِمَ بَيْتَه، وأمَرَ أهْلَه ألَّا يُخبِروه مِن أخبارِ النَّاسِ بشَيءٍ حتَّى تَجتمِعَ الأُمَّةُ على إمامٍ، وكان ابنُه عُمرُ ممَّن اشتَغَل بأمرِ الفتنةِ وقاتَلَ فيها.
فنَزَل عُمرُ مِن على دابَّتِه ودَنا مِن أبيه، فَقال له: «أَنَزَلْتَ في إِبِلكَ وغَنَمِك وتَركْتَ النَّاسَ يَتنازَعون المُلكَ بيْنَهم» أي: يَتخاصَمون ويَتقاتَلون أيُّهم يَأخُذُه؟ يَحُضُّه عُمرُ بذلك على أنْ يُشارِكَ في أمرِ المُلكِ والخلافةِ.
فلمَّا سَمِعَه سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه ضَرَبَه في صَدرِه، تأديبًا له على قَولِه هذا؛ لأنَّ مِثلَه لا يَنْبغي له أنْ يُخاطِبَ سَعدًا بمِثلِ هذا الخطابِ؛ لأنَّه أعلَمُ منه بأُمورِ الشَّريعةِ، وقال له: «اسْكُتْ»؛ لأنَّ في كلامِه حثًّا على المشارَكةِ في إراقةِ دِماءِ المسْلِمين، وذَكَرَ لَه قَولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ اللهَ يُحبُّ العَبدَ التَّقيَّ الغنيَّ الخَفيَّ»، والتَّقيُّ هُو الآتي بِما يَجبُ عَليه ويَمتثِلُ المأموراتِ، والغَنيُّ هو غَنيُّ النَّفْسِ؛ فصاحِبُ القَناعةِ ورَضِي بما قَسَم اللهُ تَعالَى له ولا يَطلُبُ المُلكَ والإمارةَ، هُو الغَنيُّ ولَيس كَثيرَ المالِ، وهذا هو الغنيُّ المحبوبُ.
والخَفيُّ هو الخامِلُ المُنقطِعُ إِلى العِبادةِ والاشتِغالِ بأُمورِ نَفسِه، ولا يُريدُ العُلوَّ ولا الظُّهورَ في مَناصبِ الدُّنيا، فيَبْقى خاملًا، والإشارَةُ بالخَفيِّ إِلى خُمولِ الذِّكْرِ والشُّهرةِ عندَ النَّاسِ، فالغالِبُ عَلى الخاملِ السَّلامَةُ.
وفي الحديثِ: الاعتزالُ مِن النَّاسِ في الفتنةِ الَّتي لا يَتَّضِحُ فيها الحقُّ.
وفيه: بَيانُ أنَّ التَّقوى سَببُ مَحبَّةِ اللهِ تَعالَى.
وفيه: أنَّ اللهَ تَعالَى يُحِبُّ العبدَ الغنيَّ المُسْتغنيَ به عن غيرِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامعيقول الله تعالى من عمل حسنة فله عشر أمثالها وأزيد
صحيح ابن ماجهيقول الله تبارك وتعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد ومن جاء
صحيح مسلموشكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع فقال عسى الله
صحيح الترمذيمن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من يتبعه
سنن أبي داودمن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا
صحيح أبي داودمن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا
صحيح الجامعمن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه
صحيح الجامعأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع فإن عليه مثل أوزار من اتبعه
صحيح ابن ماجهأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع فإن له مثل أوزار من اتبعه
صحيح ابن ماجهمن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه
صحيح ابن حبانمن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا
صحيح الجامعالدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, May 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب