حديث دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فوضع ثوبه بين

أحاديث نبوية | مجمع الزوائد | حديث حفصة أم المؤمنين

«دخَل عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ فوضَع ثوبَه بين فخذَيْه فجاء أبو بكرٍ فاستأذَن فأذِن له رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم على هيئتِه ثُمَّ جاء عمرُ يستأذِنُ فأذِن له رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم على هيئتِه وجاء ناسٌ من أصحابِه فأذِن لهم وجاء عليٌّ فأذِن له رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم على هيئتِه ثُمَّ جاء عثمانُ بنُ عفَّانَ فاستأذَن فتجلَّل ثوبَه فأذِن له فتحدَّثوا ساعةً ثُمَّ خرَجوا فقُلْتُ يا رسولَ اللهِ دخَل أبو بكرٍ وعمرُ وعليٌّ وناسٌ من أصحابِك وأنتَ على هيئتِك لم تَحرَّكْ فلمَّا دخَل عثمانُ تجلَّلْتُ ثوبَك قال ألا أستَحْيي ممَّن تستَحْيي منه الملائكةُ»

مجمع الزوائد
حفصة أم المؤمنين
الهيثمي
‏‏‏‏‏‏ إسناده حسن

مجمع الزوائد - رقم الحديث أو الصفحة: 9/84 -

شرح حديث دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فوضع ثوبه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا في بَيْتِي، كَاشِفًا عن فَخِذَيْهِ -أَوْ سَاقَيْهِ- فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فأذِنَ له وَهو علَى تِلكَ الحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فأذِنَ له وَهو كَذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ -قالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ- فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ، فَقالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ!
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2401 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعرِفُ لأصحابِه قَدْرَهم كما يَعرِفُ أخلاقَهُم، ويَفهَمُ ما في نُفوسِهم، وما يُحِبُّونه وما يَكرَهونه، وكان يُراعي أحْوالَهم وطَبائعَهم، ويُنزِلُ كلَّ واحدٍ منهم مَنْزِلتَه.
وفي هذا الحديثِ تَرْوي أمُّ المؤمِنينَ عائشَةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان مُضطجِعًا، أي: نائمًا على جَنبِه أو مُتَّكِأً، وكان ذلك في حُجرتِها، وفي رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ أنَّه كان لابسًا مِرْطَ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها، والمِرطُ: كِساءٌ مِن صُوفٍ أو كَتَّانٍ أو غَيرِه، والمُرادُ به: الإزارُ، «كاشفًا عن فَخِذَيه أو ساقَيْه» والفَخِذُ هو الجزءُ الَّذي يكونُ فوْقَ الرُّكبةِ مِنَ الأمامِ، والسَّاقُ ما تحْتَها، فاستَأذنَ أَبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه للدُّخولِ والجلوسِ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَذِنَ لَه بالدُّخولِ وَهوَ عَلى تلكَ الحالِ مُضطجِعًا وكاشفًا للفَخِذِ أوِ السَّاقِ، فتَحدَّثَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ انصَرَفَ كما في رِوايةِ مُسْلمٍ السَّابقةِ، ثُمَّ جاء عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه واستَأذَنَ، فأَذِنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَه بالدُّخولِ، وظَلَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُضطجِعًا وكاشفًا للفَخِذِ أوِ السَّاقِ، فتَحدَّث فقَضى له حاجَتَه، ثمَّ انصَرَفَ، ثُمَّ جاء عُثمانُ بنُ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه فاستأذَنَ، فجَلَس صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بَعدَما كان مُضطَجِعًا وسَوَّى ثِيابَه، وغطَّى فَخِذَيْه أو ساقَيْه بالثَّوبِ، وفي رِوايةٍ لمسْلمٍ أنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لِعائشةَ رَضيَ اللهُ عنها: «اجمَعي عليكِ ثِيابَكِ»، أي: ضُمِّيها وبالِغي مِن تَستُّركِ بها، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ هذا قبْلَ فَرضِ الحجابِ، فتَحدَّثَ عُثمانُ رَضيَ اللهُ عنه، فقَضى له حاجتَه، ثمَّ انصَرَفَ، قالَ مُحمَّدٌ -وهو ابنُ أبي حَرْملةَ- أحدُ رُواةِ الحديثِ: «ولا أقولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ» يعني: أنَّ دُخولَ كلِّ واحدٍ كان في يومٍ غيرِ يومِ دُخولِ الآخَرِ، فلمَّا خَرَجَ عُثمانُ رَضيَ اللهُ عنه سَألتْ أمُّ المؤمِنينَ عائشَةُ رَضيَ اللهُ عنها النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقالتْ: دَخلَ أَبو بَكرٍ فلَمْ «تَهتَشَّ له»، والهَشاشَةُ: البَشاشَةُ وطَلاقَةُ الوَجهِ وحُسنُ الالتِقاءِ، «ولم تُبالِه» ولم تَكتَرِثْ له وظَللْتَ على حالِكَ كاشِفًا للفَخِذِ أو السَّاقِ، ثُمَّ دَخلَ عُمَرُ، فَلم تَهتَشَّ لَه ولم تُبالِه، ثُمَّ دَخلَ عُثمانُ فجَلَسْتَ وسَوَّيْتَ ثِيابَك! وغطَّيْتَ فَخِذَيْكَ أو ساقَيْكَ بالثَّوبِ، وفي رِوايةٍ لمسْلمٍ أنَّها قالت: «ما لِي لمْ أرَكَ فَزِعْتَ لِأبِي بَكرٍ وعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهمَا كما فَزِعْتَ لِعُثمانَ؟» أي: لم تَهتَمَّ لهُما وتَحْتفي بهما كما فَعلْتَ مع عُثمانَ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَلا أَستحِيي مِن رَجلٍ تَستَحيي مِنه الملائكَةُ؟!» فغطَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَخِذَه واهتَمَّ لدُخولِ عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه اسْتِحْياءً له، لَمَّا كان الغالبُ عليه الحَياءَ، فجَزاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليه مِن جِنْسِ فِعلِه.
وفي رِوايةٍ أُخرى عندَ مُسلمٍ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ عُثْمانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وإنِّي خَشِيتُ إنْ أذِنْتُ له علَى تِلكَ الحَالِ أَلا يَبْلُغَ إلَيَّ في حاجَتِهِ» أي: خَشِي أنْ يَمنعَه حَياؤُه مِن عَرضِ حاجتِه عليه وهو على الحالِ الَّتي قابَلَ بها أبا بَكرٍ وعُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما.
وهَذا وإنْ كانَ فِيه فَضيلةٌ لعُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه إلَّا أنَّه لا يَحُطُّ مِن قَدْرِ أَبي بكرٍ وعُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما عندَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقِلَّةُ الالتِفاتِ إليهما؛ لأنَّ قاعدَةَ المَحبَّةِ إذا كَمَلَت واشتَدَّت ارتَفَعَ التَّكلُّفُ، كما قيلَ: إذا حَصَلتِ الأُلفَةُ بَطَلتِ الكُلفَةُ، واللهُ أعلمُ.
وفي الحديثِ: فَضلُ عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه، وشِدَّة حيائِه.
وفيه: أنَّ الحياءَ صِفةٌ جَميلةٌ مِن صِفاتِ المَلائكَةِ.
وفيه: الحثُّ على تَوْقيرِ مَن يَستَحِقُّ منَ النَّاسِ، ولا سِيَّما منَ المَشايخِ والعُلَماءِ والصَّالِحينَ.

وفيه: الإذْنِ في الدُّخولِ على الغيرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مجمع الزوائدأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أما ترضى أن تكون مني
مجمع الزوائدإني تارك فيكم خليفتين كتاب الله عز وجل حبل ممدود ما بين السماء
مجمع الزوائدكل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي
مجمع الزوائدقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها والله ما
مجمع الزوائدالحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم
مجمع الزوائدالأخوات المؤمنات ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم الفضل امرأة العباس
مجمع الزوائدكتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى أهل مكة فأطلع الله عز وجل
مجمع الزوائدقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سيدكم يا بني سلمة قالوا
مجمع الزوائدلما نزلت من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قال أبو
مجمع الزوائدابنا العاص مؤمنان وعمرو بن العاص في الجنة
مجمع الزوائدبعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذ عليك ثيابك وسلاحك
مجمع الزوائدأن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا وكان يهدي إلى النبي صلى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 25, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب