شرح حديث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته الجدعاء في
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
سمعتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو على ناقتِه الجدعاء في حجة الوداع، يقول: أُوصيكم بالجارِ ، حتى أكثرَ ، فقلتُ : إنه يُوَرِّثُه .
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 2573 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
اهتَمَّ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم بالجارِ اهتمامًا بالغًا، وجعَلَ له من الحُقوقِ ما ليس لغيرِه، ومِن ذلك ما جاء في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ أبو أُمامةَ الباهليُّ: "سَمِعْتُ رَسولَ
اللهِ وَهُوَ على ناقَتِهِ الجَدْعاءِ فِي حَجَّة الوَداعِ" وهي الحَجَّةُ التي حَجَّها النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم، وسُمِّيَتْ حَجَّةَ الوَداعِ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم كان كالمُوَدِّعِ لهم حين خَطَبَهُم، ولمْ يَلْبَثْ كثيرًا بعدَها، والجَدْعاءُ: هي مَقْطوعةُ الأُذُنِ، وقيل: لم تكُنْ مَقْطوعةَ الأُذُنِ، إنَّما هو اسمٌ لها، "يَقُول: أُوصيكُم بالجارِ" وهو القَرِيبُ المُجاوِرُ مِنَ الدَّارِ، قريبًا كان أو أجنبيًّا، مُسلمًا كان أو كافرًا، والمُرادُ الإحْسانُ إليه، وإكْرامُهُ بكلِّ مُمْكنٍ لِمَا له من الحقِّ المؤكَّدِ، كالإهداءِ إليه والسَّلامِ عليه، وطلاقةِ الوجهِ عِندَ لِقائِه، وتَفقُّدِ حالِه ومُعاونتِه فيما يحتاجُ إليه، وكفِّ أسبابِ الأذَى عنه، حتى وإنْ كان الجارُ فاسقًا أو غيرَ صالحٍ؛ فإنَّه يُوعَظُ بالحُسنى ويُدْعَى له بالهِدايةِ ويُترَكُ إضرارُه بالقولِ والفِعلِ، ويُوعَظُ الجارُ الكافرُ بعَرْضِ الإسلامِ عليه وتَيبينِ مَحاسنِه والترغيبِ فيه برِفقٍ.
"حتى أكْثَرَ"،
أي: زادَ وبالَغَ في الأمْرِ بالإحْسانِ إليه، قال أبو أُمامةَ رضِيَ
اللهُ عنه: "فقُلتُ: إنَّه يُورِّثُه" والمعنى أنَّه لكَثرةِ ما أوْصَى النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم بالجارِ، ظنَّ أبو أُمامةَ أنَّ
اللهَ تعالى سيُشرِكُ الجارَ في مِيراثِ جارِه.
وقد جاءَ في الصَّحيحيْنِ من حديثِ عائِشَةَ وابْنِ عُمَرَ رضِيَ
اللهُ عنهم أنَّ الذي أوْصى بالجارِ هو أمينُ الوحْيِ جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ حتى ظَنَّ النبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم أنَّه سيُورِّثُه.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الجارِ والإكْرامِ له.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم