حديث لتأكلين أو لألطخن وجهك فأبت فوضعت يدي في الخزيرة فطليت وجهها فضحك

أحاديث نبوية | مجمع الزوائد | حديث عائشة أم المؤمنين

«أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بخَزيرةٍ قد طَبَختُها له، فقُلتُ لسَودَةَ -والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيني وبينَها-: كُلي، فأَبَتْ، فقُلتُ: لَتَأكُلينَ أو لأُلَطِّخَنَّ وَجهَكِ، فأَبَتْ، فوَضَعتُ يَدي في الخَزيرةِ، فطَلَيتُ وَجْهَها، فضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فوَضَعَ بيَدِه، وقال لها: الْطَخي وَجْهَها، فضَحِكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لها، فمرَّ عُمَرُ، فقال: يا عبدَ اللهِ، يا عبدَ اللهِ، فظَنَّ أنَّه سيَدخُلُ، فقال: قُومَا فاغْسِلا وُجوهَكما، قالت عائشةُ: فما زِلتُ أَهابُ عُمَرَ لهَيبَةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.»

مجمع الزوائد
عائشة أم المؤمنين
الهيثمي
رجاله رجال الصحيح خلا محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن

مجمع الزوائد - رقم الحديث أو الصفحة: 4/318 - أخرجه أبو يعلي (4476)

شرح حديث أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بخزيرة قد طبختها له فقلت لسودة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أمرَ أبي بخزيرةٍ فصُنِعَتْ ثمَّ أمرَني فأتيتُ بِها رسول اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ ما هذا يا جابرُ ألَحمٌ هذا وفي روايةٍ اللَّحمُ هذا ؟ قلتُ : لا ولَكِن أمرَني بخزيرَةٍ فصُنِعتُ وأمرَني فأتيتُكَ بِها فأخذَها ثمَّ أتيتُ أبي فقالَ : هل قال لكَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ شيئًا فأخبرتُهُ فقالَ أبي عسى أن يَكونَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ اشتَهَى اللَّحمَ فقامَ إلى داجنٍ لَه فأمرَ بِها فذُبِحَت ثمَّ أمرَ بِها فشُوِيَت لَه ثمَّ أمرَني فأتيتُهُ بِها وَهوَ في مجلِسِهِ وفي روايةٍ في منزلِهِ فقالَ ما هذا ؟ فذَكَرتُ لَه القصَّةَ فقالَ : جزاكُم اللَّهُ يا معشرَ الأنصارِ خيرًا ولا سيَّما عبدَ اللَّهِ بنِ عمرِو بنِ حرامٍ وسعد بنِ عبادةٍ وفي روايةِ لا سيَّما آلَ عمروٍ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حجر العسقلاني
| المصدر : الفتوحات الربانية
الصفحة أو الرقم: 5/251 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعيشُ في المدينةِ بيْنَ الأنصارِ عِيشةَ الوُدِّ والتَّآخي بيْن جميعِ المسلمينَ؛ مِن المهاجرينَ والأنصارِ، وقد قدَّمَت الأنصارُ أروَعَ الأمثلةِ في الكرَمِ والتَّضحيةِ، والبَذْلِ للهِ ولرسولِه، وقد بادَلَهم النَّبيُّ حُبًّا بحُبٍّ، فجعَلَ المُهاجَرَ والمَحْيا والمماتَ بيْنهم.
وفي هذا الحديثِ توضيحُ جانبٍ مِن جوانبِ التَّهادي والبَذلِ مِن الأنصارِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ حيث يقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما: "أمَرَ أبي بخَزِيرةٍ فصُنِعَت"، أي: أمَرَ أهْلَه بطبْخِ الخزيرةِ، وهي لَحمٌ يُقطَّعُ صِغارًا ويُصَبُّ عليهِ الماءُ الكثيرُ، فإذا نَضِجَ ذُرَّ عليه الدَّقيقُ، فإنْ لم يكُنْ فيها لحمٌ فهي عَصيدةٌ، "ثم أمَرَني، فأتَيتُ بها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: ذهَبْتُ بها وأحضَرْتُها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فقال: ما هذا يا جابرُ؟ ألحمٌ هذا؟ -وفي رِوايةٍ: اللَّحمُ هذا؟-" وهذا الاستفهامُ لمَعرفةِ ما جاء به، وكأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَشتهي اللَّحمَ، "قلْتُ: لا، ولكنَّ أبي أمَرَ بخَزيرةٍ فصُنِعَت، وأمَرَني فأتَيْتُك بها، فأخَذَها"، أي: قبِلَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هديَّةً مِن عبدِ اللهِ بنِ حرامٍ، "ثم أتَيتُ أبي، فقال: هلْ قال لك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا؟" وهذا السُّؤالُ مِن عبدِ اللهِ بنِ حرامٍ؛ لمَعرفةِ رَدِّ فِعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهلْ قال عن الطَّعامِ شيئًا، أو اشتهى شيئًا آخَرَ؟ "فأخبَرْتُه، فقال أبي: عَسى أنْ يكونَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اشتَهى اللَّحمَ"، وكأنَّه شعَرَ مِن سُؤالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألَحْمٌ هذا؟ أنَّه يَشتاقُ إلى أكْلِ اللَّحمِ، "فقام إلى داجنٍ له"، وهي الشاةُ مِن الغنَمِ أو الماعزِ التي تألَفُ البيوتَ، "فأمَرَ بها فذُبِحَت، ثم أمَرَ بها فشُوِيَت له، ثم أمَرَني فأتَيتُه بها وهو في مَجلسِه -وفي رِوايةٍ: في مَنزلِه-، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما هذا؟ فذكَرْتُ له القصَّةَ" وما كان مِن شأْنِ سُؤالِ عبدِ اللهِ بنِ حرامٍ، وأنَّه سارَعَ في تَلبيةِ رَغبةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واشتِهائه اللَّحمَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "جَزاكم اللهُ يا معشرَ الأنصارِ خيرًا"، وهذا دُعاءٌ عامٌّ لكلِّ الأنصارِ، ويُرادُ بهم الأوسُ والخَزْرَجُ، ثم خصَّصَ الدُّعاءَ فقال: "ولا سيَّما عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ حرامٍ وسَعدُ بنُ عُبادةَ" اللَّذينِ كانا دائمًا ما يُهْديانِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الطَّعامَ وفيه اللَّحمُ وغيرُه، وعبدُ اللهِ بنُ عمرٍو بنِ حرامٍ رضِيَ اللهُ عنه قد استُشْهِدَ في أُحدٍ، وسَعدُ بنُ عُبادةَ رضِيَ اللهُ عنه هو سيِّدُ الخَزْرجِ، وكان أحَدَ النُّقباءِ في بَيعةِ العَقَبةِ، "وفي رِوايةٍ: لا سيَّما آلُ عمْرٍو"؛ لأنَّهم أهلُ الهَديَّةِ المرسَلةِ، وهذا مِن حُسنِ أدَبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع مَن أهْدى إليه شيئًا؛ فإنَّه يُكافِئُه بأفضلَ مِن هَديَّتِه؛ بأنْ يَدعُوَ له، وهو مُستجابُ الدَّعوةِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ حُبِّ الأنصارِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحُبِّ النَّبيِّ لهم.
وفيه: مَنقبةٌ وفَضلٌ لعَبدِ اللهِ بنِ حَرامٍ وسَعدِ بنِ عُبادةَ( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مجمع الزوائدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل أهله ليلا
مجمع الزوائدأن العميصاء أو الرميضاء جاءت تشكو زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه
مجمع الزوائدأن زوج بريرة كان عبدا أسود يسمى مغيثا قال فكنت أراه يتبعها في
مجمع الزوائدإذا دفن الميت سمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه منصرفين
مجمع الزوائدإن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه يعني مدبرين
مجمع الزوائدإن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى إن البهائم تسمع أصواتهم
مجمع الزوائدأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور ثم رخص فيها
مجمع الزوائدليس منا من حلق ولا سلق ولا حرق
مجمع الزوائددخلت على أبي بكر فرأيت به الموت فقلت هيج هيج من لا يزال
مجمع الزوائدرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون
مجمع الزوائدمن غسل ميتا فليغتسل
مجمع الزوائدأن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ريطتين وبرد نجراني


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب