حديث إن نبي الله أيوب صلى الله عليه لبث في بلائه ثمان عشرة سنة

أحاديث نبوية | الأحكام الشرعية الكبرى | حديث أنس بن مالك

«إن نبي الله أيوب صلى الله عليه لبث في بلائه ثمان (عشرة) سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه تعلم والله لقد أذنب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين فقال له صاحبه وما ذاك قال قد أصابه منذ ثمان (عشرة) سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك فقال أيوب لا أدري ما يقول غير أن الله يعلم متى أني كنت أمر على الرجلين ينازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكروا الله إلا في حق وكان يخرج إلى الحاجة فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأت عنه وأوحي إلى أيوب في مكانه أن {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} قال فاستبطأته امرأته فتلقته تنظر وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان فلما رأته قالت أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى والله على ذلك ما رأيت أحداً أشبه به منك إذا كان صحيحاً قال فإني أنا هو قال وكان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله تبارك وتعالى سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض»

الأحكام الشرعية الكبرى
أنس بن مالك
البزار
لا نعلم رواه عن الزهري عن أنس إلا عقيل ولا رواه عن عقيل إلا نافع بن يزيد ورواه عن نافع غير واحد

الأحكام الشرعية الكبرى - رقم الحديث أو الصفحة: 4/200 -

شرح حديث إن نبي الله أيوب صلى الله عليه لبث في بلائه ثمان عشرة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ أيُّوبَ نبيُّ اللهِ لمَّا لبِث في بلائِه ثماني عشرةَ سنةً ، فرفضه القريبُ والبعيدُ إلَّا رجلَيْن من إخوانِه كانا يغدُوان إليه ويروحان ، فقال أحدُهما لصاحبِه : تعلمُ واللهِ لقد أذنب أيُّوبُ ذنبًا ما أذنبه أحدٌ من العالمين .
فقال له صاحبُه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثماني عشرةَ سنةً لم يرحَمْه اللهُ فيكشِفْ ما به ، فلمَّا راح إليه لم يصبِرِ الرَّجلُ حتَّى ذكر ذلك له .
فقال أيُّوبُ : لا أدري ما تقولُ ، غيرَ أنَّ اللهَ يعلمُ أنِّي كنتُ أمرُّ على الرَّجلَيْن يتنازعان فيذكُران اللهَ وأرجِعُ بيتي وأُكفِّرُ عنهما كراهيةَ أن يُذكَرَ اللهُ إلَّا في حقٍّ ، قال : وكان يخرُجُ إلى حاجتِه ، فإذا قضَى حاجتَه أمسكَتِ امرأتُه بيدِه ، فلمَّا كان ذاتُ يومٍ أبطأ عليها ، فأوحَى اللهُ إلى أيُّوبَ في مكانِه ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ [ ص : 42 ] فاستبطأته فبلغته فأقبل عليها قد أذهب اللهُ ما به من البلاءِ فهو أحسنُ ما كان .
فلمَّا رأته قالت : أيْ بارك اللهُ فيك ، هل رأيتَ نبيَّ اللهِ هذا المُبتلَى واللهِ على ذلك ، ما رأيتُ أحدًا كان أشبهَ به منك إذ كان صحيحًا قال : إنِّي هو ، وكان له أندَران أَندَرُ القمحِ وأندَرُ الشَّعيرِ ، فبعث اللهُ سحابتَيْن فلمَّا كانت إحداهما على أَندَرِ القمحِ أفرغت فيه الذَّهبَ حتَّى فاضت ، وأفرغت الأخرَى على أندَرِ الشَّعيرِ الورِقَ حتَّى فاضتْ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الوادعي
| المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم: 424 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



الصَّبرُ على البلاءِ من صِفاتِ الأنبياءِ والصالِحيَن والمُؤْمِنينَ، وهو عُنْوانُ الرِّضا بقَضاءِ اللهِ وقَدَرِهِ، وكان نَبيُّ اللهِ أَيُّوبُ عليه السَّلامُ مِثالًا لذلك، كما يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ: "إنَّ أَيُّوبَ نَبيَّ اللهِ لما لَبِثَ"، أي: ظَلَّ واسْتَمَرَّ وبَقِيَ، "في بلائِهِ ثمانيَ عَشْرَةَ سَنَةً، فرَفَضَهُ"، أي: ابْتَعَدَ عنه "القَريبُ والبعيدُ إلَّا رَجُلَيْنِ من إِخْوانِهِ كانا يَغْدُوانِ إليه"، أي: يَذْهَبانِ إليه صباحًا، "ويَروحانِ"، أي: ويَذْهَبانِ إليه مساءً، "فقال أحَدُهُما لصاحِبِهِ: تَعْلَمُ واللهِ، لقد أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذنْبًا ما أَذْنَبَه أَحَدٌ من العالَمين"، أي: ظَنَّ الرَّجُلُ أنَّ مَرَضَ أَيُّوبَ عليه السَّلامُ إنَّما هو ابتلاءٌ من اللهِ لذَنْبٍ كبيرٍ، "فقال له صاحِبُهُ: وما ذاك؟"، أي: يَسْأَلُهُ صاحِبُهُ عن مَرجِعِ ظَنِّهِ هذا، "قال: منذُ ثمانيَ عَشْرَةَ سَنَةً لم يَرْحَمْهُ اللهُ؛ فيَكْشِفَ ما به"، أي: لم يَشْفِهِ من مَرَضِه، والمُرادُ: أنَّ طولَ مُكْثِهِ في المَرَضِ يَدُلُّ على أنَّه أَثَرُ ذَنْبٍ أَذْنَبَه، "فلمَّا راحَ إليه"، أي: ذَهَبَ إلى أَيُّوبَ، "لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حتى ذَكَرَ ذلك له"، أي: أَخْبَرَ أَيُّوبَ بقَوْلِ صاحِبِهِ، "فقال أَيُّوبُ: لا أَدْري ما تقولُ"، أي: لا أَعْرِفُ حقيقةَ ما تَقولُ، وهل وَقَعْتُ في ذَنْبٍ دُونَ أنْ أَشْعُرَ أمْ لا؟ ثم قال مُتذكِّرًا عمَلَهُ الصالِحَ: "غيرَ أنَّ اللهَ يَعْلَمُ أنِّي كنُت أَمُرُّ على الرَّجُليْنِ يَتَنازعانِ"، أي: يَخْتَصِمانِ ويَتَجاذبانِ "فيَذْكُرانِ اللهَ"، أي: يَذْكُرانِ اللهَ في خِصامِهِما "وأَرْجِعُ بَيْتِيَ وأُكَفِّرُ عنهما كَراهيةَ أنْ يُذْكَرَ اللهُ إلَّا في حَقٍّ" وهذا دليلٌ على وَرَعِ أَيُّوبَ عليه السَّلامُ وحُبِّهِ للهِ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "وكان يَخْرُجُ إلى حاجَتِهِ"، أي" لقَضاءِ حاجَةِ الإنْسانِ مِنَ البَوْلِ أوِ الغائِطِ، "فإذا قَضَى حاجَتَهُ أَمْسَكَتِ امرأتُه بيَدِهِ، فلمَّا كان ذاتَ يوْمٍ أَبْطَأَ عليها"، أي: تَأَخَّرَ في الخُروجِ من مَكانِ قَضاءِ الحاجَةِ "فأَوْحى اللهُ إلى أَيُّوبَ في مَكانِهِ: { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ } الرَّكضُ تَحْريكُ الرِّجْلِ، والمعنى: اضْرِبْ بِرِجْلِك الأَرْضَ وَحَرِّكْ، فَرَكَضَ، فنَبَعَتْ عَيْنٌ فقال: { هَذَا مُغْتَسَلٌ باَرِدٌ وَشَرَابٌ } [ ص: 42 ] أي: هذا ماءٌ مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وشَرابٌ، أي: يُغْتَسلُ بِهِ وَيُشْرَبُ مِنْهُ "فاسْتَبْطَأَتْهُ فَبَلَغَتْهُ"، أي: لَمَّا تأخَّر ذَهَبَتْ لمكانِهِ "فَأَقْبَلَ عليها قد أَذْهَبَ اللهُ ما به من البلاءِ"، أي: المَرَضِ "فهو أَحْسَنُ ما كان، فلما رَأَتْهُ قالت: أي بارَكَ اللهُ فيك، هل رأيْتَ نَبيَّ اللهِ هذا المُبْتَلَى، واللهِ على ذلك، ما رأيْتُ أحَدًا كان أشْبَهَ به مِنْكَ؛ إذ كان صحيحًا، قال: إنِّي هو، وكان له أَنْدَرانِ"، أي: مَخْزَنانِ ومَكانانِ لِجَمْعِ الثِّمارِ "أَنْدَرُ القَمْحِ، وَأَنْدَرُ الشَّعيرِ، فبَعَثَ اللهُ سَحابَتَيْنِ، فلمَّا كانت إحداهما على أنْدَرِ القَمْحِ، أَفْرَغَتْ فيه الذَّهَبَ حتى فاضَتْ، وأَفْرَغَتِ الأُخْرى على أَنْدَرِ الشَّعيرِ الْوَرِقَ حتى فاضَتْ"، أي: اِمْتَلَأَ المَكانانِ بالذَّهَبِ والفِضَّةِ تَعْويضًا مِنَ اللهِ لِنَبِيِّهِ ورَحْمةً به.
وفي الحديثِ: أنَّ أنبياءَ اللهِ بَشَرٌ يَجري عليهم من الأعراضِ البَشريَّةِ ما يَجري على غيرِهم، كالجُوعِ والعَطشِ والمرضِ العادي الذي لا يُؤدِّي إلى نَقْصٍ أو تنفيرٍ منهم( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الأحكام الشرعية الكبرىعن عروة عن عائشة قلت لها ما كان رسول الله صلى الله عليه
الأحكام الشرعية الكبرىأرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر وأصدقهم حياء عثمان
الأحكام الشرعية الكبرىأرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر وأصدقهم حياء عثمان
الأحكام الشرعية الكبرىابنا العاص مؤمنان هشام وعمرو
الأحكام الشرعية الكبرىلا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين
الأحكام الشرعية الكبرىأسرع قبائل العرب هلاكا قريش ولا تقوم الساعة حتى تمر المرأة بالنعل وتقول
الأحكام الشرعية الكبرىبينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من رأسي فظننت أنه مذهوب به
الأحكام الشرعية الكبرىلزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من قتل رجل مسلم
الاعتقاد للبيهقيكنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا غلام أو
الاعتقاد للبيهقيكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته يحمد الله ويثني عليه
الإقناع لابن المنذرمن ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة طبع على قلبه
الإقناع لابن المنذرحديث المشي أمام الجنازة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, June 2, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب