شرح حديث من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
مَن قال سُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبَرُ كُتِبَتْ له بكلِّ حرفٍ عَشْرُ حسناتٍ ومَن أعان على خصومةِ باطلٍ لم يزَلْ في سَخَطِ اللهِ حتَّى ينزِعَ ومَن حالت شفاعتُه دونَ حدٍّ مِن حدودِ اللهِ فقد ضادَّ اللهَ في أمرِه ومَن بهَت مؤمنًا أو مؤمنةً حبَسه اللهُ في رَدْغةِ الخَبالِ يومَ القيامةِ حتَّى يخرُجَ ممَّا قال وليس بخارجٍ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الهيثمي
| المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 10/94 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الطوسي وهو ثقة
التخريج : أخرجه أبو داود ( 3597 )، وأحمد ( 5544 ) باختلاف يسير، وابن ماجه ( 2320 ) مختصراً
تَفضَّلَ
اللهُ سُبحانه على عِبادِه بأُمورٍ مِن الأقوالِ والأذكارِ الَّتي يُعْطي عليها أجْرًا عَظيمًا مِن فضْلِه وكرَمِه، فتكونُ رَفْعًا للدَّرجاتِ وزِيادةً في أجْرِه، ومَن استَخْدَمَ نِعَمَ
اللهِ عَزَّ وجلَّ في الباطِلِ، فقَدْ عرَّضَ نفْسَه لعُقوبةٍ شديدةٍ، كما في هذا الحديثِ؛ حيث يقولُ النَّبيُّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن قال: سُبحانَ
اللهِ"، ومعناها: التَّنزيهُ الكاملُ للهِ تعالى عن كلِّ نقْصٍ، ووَصْفُه بالكَمالِ التَّامِّ الَّذي يَلِيقُ بجَلالِه، "والحمْدُ للهِ"، ومعناها: الاعترافُ بأنَّ
اللهَ هو المُستحِقُّ وحْدَه لمعاني الشُّكرِ والثَّناءِ، "ولا إلهَ إلَّا
اللهُ"، وهي كلمةُ التَّوحيدِ الخالصةُ، الَّتي تَعْني أنَّه لا مَعبودَ بحقٍّ إلَّا
اللهُ، وأنَّه وحْدَه المُستحِقُّ للعِبادةِ، "و
اللهُ أكبَرُ"
وفيها معنى العَظمةِ للهِ، وأنَّه أعلى وأكبَرُ مِن كلِّ شَيءٍ، "كُتِبَتْ له بكلِّ حرْفٍ عشْرُ حَسناتٍ"، وهذا بَيانٌ لعَظيمِ الذِّكرِ بهنَّ، "ومَن أعانَ على خُصومةِ باطِلٍ"،
أي: ساعَدَ فيها أو جادَلَ في أمْرٍ يَعلَمُ أنَّه غيرُ حَقٍّ، "لم يَزَلْ في سَخَطِ
اللهِ حتَّى يَنزِعَ"،
أي: في يظَلُّ في غضَبٍ مِنَ
اللهِ حتَّى يَترُكَ هذه المُخاصَمةَ، "ومَن حالَتْ شَفاعتُه دُونَ حَدٍّ مِن حُدودِ
اللهِ"،
أي: مَن استَخْدَمَ وَساطتَه في تَعطيلِ إقامةِ حَدٍّ مِن حُدودِ
اللهِ، "فقد ضادَّ
اللهَ في أمْرِه"،
أي: خالَفَ أمْرَ
اللهِ، "ومَن بَهَتَ مُؤمنًا أو مُؤمنةً" أيِ: افتَرى عليه وذمَّهُ بالكَذِبِ، "حبَسَهُ
اللهُ في رَدْغةِ الخَبالِ يومَ القيامةِ"، والرَّدْغةُ: الوَحْلُ الكَثيرُ، والخَبالُ: الفاسِدُ، والمُرادُ: أنَّ
اللهَ يُعذِّبُه بِعُصارةِ أهلِ النَّارِ وصَديدِهم، "حتَّى يَخرُجَ ممَّا قال وليس بخارجٍ"، وذلك بأنْ يَتوبَ ويَستَحِلَّ ممَّن قالَ فيه ذلك، وهو لا يَستطيعُ ذلك يومَ القيامةِ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم