حديث اعلم أنك لا تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة

أحاديث نبوية | الجامع الصغير | حديث أبو أمامة الباهلي

«اعلم أنك لا تسجدُ للهِ سجدةً ، إلا رفع اللهُ لك بها درجةً ، و حطَّ عنك بها خطيئةً»

الجامع الصغير
أبو أمامة الباهلي
السيوطي
صحيح

الجامع الصغير - رقم الحديث أو الصفحة: 1188 -

شرح حديث اعلم أنك لا تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنشأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم غزوةً فأتيتُه فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ادْعُ اللهَ لي بالشَّهادةِ ، فقال : اللَّهمَّ سلِّمْهم وغنِّمْهم قال : فسلَّمنا وغنَّمنا .
قال : ثمَّ أنشأ غزوًا ثالثًا فأتيتُه ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إنِّي أتيتُك مرَّتَيْن قبلَ مرَّتي هذه فسألتُك أن تدعوَ اللهَ لي بالشَّهادةِ فدعوتَ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُسلِّمَنا ويُغنِّمَنا ، فسلَّمنا وغنَّمنا يا رسولَ اللهِ فادْعُ اللهَ لي بالشَّهادةِ .
فقال : اللَّهمَّ سلِّمْهم وغنِّمْهم ، قال : فسلَّمنا وغنَّمنا .
ثمَّ أتيتُه فقلتُ : يا رسولَ اللهِ مُرْني بعملٍ .
قال : عليك بالصَّومِ فإنَّه لا مثلَ له .
قال : فما رُئي أبو أمامةَ ولا امرأتُه ولا خادمُه إلَّا صِيامًا .
قال : فكان إذا رُئِي في دارِهم دُخانٌ بالنَّهارِ قيل اعتراهم ضَيْفٌ ، نزل بهم نازلٌ .
قال : فلبِث بذلك ما شاء اللهُ ، ثمَّ أتيتُه فقلتُ : يا رسولَ اللهِ أمرتَنا بالصِّيامِ فأرجو أن يكونَ قد بارك اللهُ لنا فيه ، يا رسولَ اللهِ فمُرْني بعملٍ آخرَ .
قال : اعلَمْ أنَّك لن تسجُدَ للهِ سجدةً إلَّا رفع اللهُ لك بها درجةً وحطَّ عنك بها خطيئةً
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الوادعي
| المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم: 273 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



كان الصَّحابةُ رضِي اللهُ عنهم -لحِرصِهم على الطَّاعاتِ وما يُقرِّبُ مِن رِضا اللهِ عزَّ وجلَّ- كثيرًا ما يَسأَلون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أفضلِ الأعمالِ، وأكثرِها قُربةً إلى اللهِ تعالى؛ فكانتْ إجاباتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تختلِفُ باختلافِ أشخاصِهم وأحوالِهِمْ، وما هو أكثرُ نفعًا لكلِّ واحدٍ منهم.
وفي هذا الحَدِيثِ يقولُ أبو أُمَامَةَ رضِي اللهُ عنه: "أَنْشَأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم غزْوةً" يعني: جهَّز الجيشَ لِيَغْزُوَ في سبيلِ اللهِ، وكان أبو أُمَامَةَ من الخَارِجِينَ في هذا الغَزْو، قال: "فَأَتَيْتُهُ"، أي: جئْتُ إليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "فقُلْت: يا رسولَ الله، ادْعُ اللهَ لي بالشَّهَادة"، أي: أنْ يَرْزُقَني اللهُ الموْتَ شهيدًا في سَبيلِهِ؛ وطَلَبَ ذلك لأنَّ الشَّهيدَ له مَنْزِلَةٌ عاليةٌ عند ربِّه، ودعْوَتُهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُجابةٌ، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اللَّهُمَّ سلِّمْهم وغَنِّمْهم"، أيْ: دَعَا لهم أنْ يَعودوا سَالِمين فلا يُصابوا بسُوءٍ، وغَانِمين، أيْ: فَائِزين مُنْتصِرين ومعهم غنائِمُ الحَرْب، فاستجابَ الله لنبِيِّه فَعَادوا سَالِمين غَانِمين.
ثم تَكرَّر الغزوُ والخروجُ في سبيل اللهِ ثانيةً وثالثةً، وفي كلِّ مرَّةٍ يَسألُ أبو أُمَامَةَ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الدُّعاءَ له بالشَّهَادة، وكان دُعاءُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِثْل دُعَائِهِ في الخروجِ الأوَّلِ، وهو أن يَعودوا سَالِمين غَانِمين، كما قال أَبو أُمَامَة: "فقُلْت: يا رسولَ الله، إنِّي أتيْتُك مرَّتينِ قبل مَرَّتي هذه، فسألْتُك أنْ تدعُوَ اللهَ لي بالشَّهَادة فدعوْتَ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُسلِّمَنا ويُغنِّمَنا، فسلَّمَنا وغنَّمَنا يا رسولَ الله؛ فادْعُ اللهَ لي بالشَّهَادة" وهذا مِن حِرْصِ أبي أُمَامةَ على الاستشهادِ في سبيلِ الله "فقال: اللَّهمَّ سَلِّمْهم وغَنِّمْهم"، ولعلَّ هذه الإجابةَ من النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لأنَّه يعلَمُ الخيرَ له، وأنَّ العملَ الصالحَ مع النِّيَّة الصَّادقةِ لله يرفَعُ درجةَ العَبْدِ عندَ الله، "قال : فَسلَّمَنا وغنَّمَنا"، أي: سَلِمَ في جَسَده ورَجَعَ بأَجْرِ الجِهَادِ مع غَنيمةِ الحَرْبِ، قال أبو أُمَامَةَ رضِي اللهُ عنه "ثم أَتَيْتُهُ فقُلْت: يا رسولَ الله: مُرْني بعَمَل"، أي: أَوْصِني بعِبَادةٍ تُناسِب حالي أَنالُ به أجرًا عند ربِّي وأتقرَّبُ بها إليه، فأوْصَاه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: "عليك بالصَّوْمِ"، أي: الْزَمِ الصَّوْمَ، وأَكْثِرْ منه؛ "فَإنَّه لا مِثْلَ له"، أي: لا نَظِيرَ له في كَثْرة الأَجْر والثَّواب.
قال التابعِيُّ رَجَاءُ بن حَيْوَةَ -راوي الحَدِيث عن أبي أُمَامَة-: "فَمَا رُئِيَ أبو أُمَامةَ ولا امرأتُهُ ولا خادِمُهُ إلَّا صِيَامًا"، أيْ: فما كان من أبي أُمَامةَ رضِي اللهُ عنه إلَّا أنَّه استجابَ لوَصِيَّة رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأمْرِه، وسارَع إلى ذلك؛ فكان هو وامرأتُهُ وخادِمُهُ يُكثِرون من صِيامِ التطوُّعِ، "فكان إذا رُئِيَ في دَارِهم دُخَانٌ بالنَّهَارِ"، وهذا كِنَايةٌ عن تَحْضيرِ الطَّعامِ وأنَّهم ليسوا صَائِمِين، "قيل: اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ"، أي: جَاءَهُمْ ضَيْفٌ، "نزَلَ بهم نَازِلٌ"، أي: إذا نَزَلَ بهم أَحَدٌ أَفْطروا ليأكْلوا معه وليُشَاركوه إكرامًا للضَّيْف.
قال رَجَاءٌ: "فَلَبِثَ بذلك ما شَاءَ الله أي: ظلُّوا على هذا العملِ مُدَاوِمين عليه، قال أبو أُمامةَ رضِي اللهُ عنه: "ثم أَتَيْتُهُ، فقُلْت: يا رسولَ الله، أَمَرْتَنَا بالصِّيامِ؛ فأرجو أنْ يكونَ قد بَارَكَ اللهُ لنا فيه"، أي: وفَّقَنا اللهُ لهذا الخيرِ والثوابِ في هذا العمَلِ ورَزَقَنا المُداوَمةَ عليه، قال: "فَمُرنِي بعَمَل آخَرَ"، أي: يكونُ ثوابُهُ عظيمًا إضافةً إلى الصَّوْم؛ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اعلمْ أنَّك لن تَسْجُدَ لله سَجْدةً إلَّا رَفَعَ اللهُ لك بها دَرَجَةً، وحطَّ عنك بها خَطِيئةً"، أي: إنَّ كُلَّ سَجدةٍ تَسْجُدُها لله، تكون سببًا لغُفْران الذُّنُوب، ورَفْعِ الدَّرَجاتِ وزِيادةِ الحَسَناتِ؛ فيكونُ ذلك سببًا في دُخُولِك الجَنَّةَ، والمُرَادُ هنا الحَضُّ على كَثْرةِ الصَّلاةِ؛ فعبَّرَ عن الصَّلاةِ بالسُّجُود؛ لأنَّه من أَعْظَمِ أركانِها؛ لأنَّ السُّجُودَ غايةُ التواضُعِ والعُبوديةِ لله تعالى.
وفي الحَدِيث: حِرْصُ الصَّحَابةِ على السُّؤَال عن مَعَالي الأُمُورِ وتَمَنِّي الشَّهَادةِ.
وفيه: فَضيلةٌ ظاهرةٌ لأبي أُمامةَ وأهلِ بيتِه رضِيَ اللهُ عنهم( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الجامع الصغيرأيما رجل قام إلى وضوئه يريد الصلاة ثم غسل كفيه نزلت
الجامع الصغيررأت أمي كأنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام
الجامع الصغيرعليك بالصوم فإنه لا مثل له
الجامع الصغيرفضلت بأربع جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي
الجامع الصغيرإذا سرتك حسنتك و ساءتك سيئتك فأنت مؤمن
الجامع الصغيرليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين ربيعة ومضر إنما
الجامع الصغيرما حاك في صدرك فدعه
الجامع الصغيرمن أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله
الجامع الصغيرمن قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول
الجامع الصغيرمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريرا ولا ذهبا
الجامع الصغيرمن مات مرابطا بالله أمنه الله من فتنة القبر
الجامع الصغيرنهى أن يصلي الرجل وهو حاقن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, May 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب