حديث هل لي من توبة قال فنزلت كيف يهدي الله قوما كفروا

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث عبدالله بن عباس

«كان رجلٌ مِن الأنصارِ أسلَم ثمَّ ارتدَّ فلحِق بالشِّركِ ثمَّ ندِم فأرسَل إلى قومِه: أنْ سَلوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هل لي مِن توبةٍ ؟ قال: فنزَلت {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} (آل عمران: 86) إلى قولِه: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (آل عمران: 89) فأرسَل إليه قومُه فأسلَم»

صحيح ابن حبان
عبدالله بن عباس
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 4477 - أخرجه النسائي (4068) باختلاف يسير، وأحمد (2218) بنحوه

شرح حديث كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد فلحق بالشرك ثم ندم فأرسل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ أسلَمَ، ثم ارتَدَّ، ولَحِقَ بالشِّركِ، ثم تَنَدَّمَ، فأرسَلَ إلى قَومِه: سَلوا لي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل لي مِن تَوبةٍ؟ فجاءَ قَومُه إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: إنَّ فُلانًا قَد نَدِمَ، وإنَّه أمَرَنا أنْ نَسألَكَ: هل له مِن تَوبةٍ؟ فنَزَلتْ: { كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ } [ آل عمران: 86 ]، إلى قَولِه: { غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ آل عمران: 89 ]، فأرسَلَ إليه، فأسلَمَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن دقيق العيد
| المصدر : الاقتراح في بيان الاصطلاح
الصفحة أو الرقم: 105 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه النسائي ( 4068 ) واللفظ له، وابن حبان ( 4477 )، والحاكم ( 8092 )



جعَلَ اللهُ سُبحانه وتَعالى بابَ التَّوبةِ مَفتوحًا لكلِّ مَن عَصاه ما لم يُدرِكْه الموتُ قبْلَ التَّوبةِ، ولكنَّه سُبحانه جعَلَ الشِّركَ به والكُفْرَ ذنْبًا لا يُغفَرُ لِمَن عَلِمَ أنَّ اللهَ هو الإلهُ الحقُّ وجاءته الدَّلائلُ الواضحةُ على ذلك؛ مِن دَعوةِ الرُّسلِ، والبراهينِ الكونيَّةِ.
وفي هذا الحَديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ قِصَّةَ نُزولِ آيةٍ مِن كِتابِ اللهِ؛ فقال: "كان رجُلٌ مِن الأنصارِ أسلَمَ، ثمَّ ارتدَّ ولَحِقَ بالشِّرْكِ"، وقد ورَدَ عن مُجاهدٍ أنَّه هو الحارِثُ بنُ سُوَيدٍ، أسلَمَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ كفَرَ الحارِثُ، فرجَعَ إلى قَومِه، "ثمَّ تنَدَّمَ"، أي: ندِمَ على رِدَّتِه عن الإسلامِ، ثم أراد أنْ يَعودَ إليه، "فأرسَلَ إلى قَومِه: سَلُوا لي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ لي مِن تَوبةٍ؟ فجاء قَومُه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالوا: إنَّ فُلانًا قد نَدِمَ، وإنَّه أمَرَنا أنْ نَسأَلَك: هل له مِن تَوبةٍ؟" فنزَلَتِ الآياتُ: { كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ } [ آل عمران: 86 أي: قامَت عليهم الحُجَجُ والبراهينُ على صِدْقِ ما جاءهم به الرَّسولُ، ووَضُحَ لهم الأمْرُ، ثمَّ ارتَدُّوا إلى ظُلمةِ الشِّركِ؛ فكيف يَستحِقُّ هؤلاء الهِدايةَ بعدَما تلَبَّسوا به مِن العَمايةِ؟! ولهذا قال تعالى: { وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [ آل عمران: 86 ]، ثمَّ قال تعالى: { أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }، أي: يَلعَنُهم اللهُ، ويَلعَنُهم خَلقُه، { خَالِدِينَ فِيهَا }، أي: في اللَّعنةِ والعذابِ، { لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ } [ آل عمران: 88 أي: لا يَنقَطِعُ عنهم العذابُ، ولا يُخفَّفُ عنهم ساعةً واحدةً، ثمَّ قال تعالى: { إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ آل عمران: 89 ]، وهذا مِن لُطفِه سُبحانه وبِرِّه ورَأفتِه ورَحمتِه بخَلْقِه: أنَّ مَن تاب إليه تاب عليه، فلمَّا نزَلَتْ هذه الآياتُ، "فأُرسِلَ إليه فأسلَمَ"، أي: فأرسَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الحارثِ، فجاء مُسلِمًا تائبًا، وقد استَثنى اللهُ مِن هذا الوعيدِ التَّائبينَ مِن كُفْرِهم وذُنوبِهم، المصلِحينَ لِعُيوبِهم؛ فإنَّ اللهَ يَغفِرُ لهم ما قدَّموه، ويَعْفو عنهم ما أسلَفوا، ولكنْ مَن كفَرَ وأصَرَّ على كُفرِه، ولم يَزدَدْ إلَّا كفرًا حتَّى مات على كُفرِه؛ فهؤلاء هم الضَّالُّون عن طَريقِ الهُدى، السَّالِكون لطريقِ الشَّقاءِ، وقد استحقُّوا بهذا العذابَ الأليمَ.
وفي الحديثِ: أنَّ اللهَ يَقبَلُ توبةَ العاصي إذا تاب وأناب بقلْبٍ خالِصٍ، حتَّى مِن الشِّرْكِ ما لم يَمُتِ العَبدُ عليه.

وفيه: أنَّ الرِّدَّةَ تُبطِلُ الأعمالَ الصَّالحةَ.

وفيه: أنَّ التَّوبةَ النَّصوحَ تَمْحو ما قبْلَها مِن الذُّنوبِ أيًّا كان نوعُها.

وفيه: بَيانُ سَعةِ فضْلِ اللهِ تعالى، ووافِرِ كَرَمِه على عِبادِه .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن حبانأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقا فلاجه
صحيح ابن حبانأن هيتا كان يدخل على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا
صحيح ابن حبانأقيمت صلاة العشاء فقام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن
صحيح ابن حبانكنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقننا على السمع
صحيح ابن حبانإن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى
صحيح ابن حبانمن مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية
صحيح ابن حبان الدين النصيحة ثلاث مرات قالوا لمن يا رسول الله قال
صحيح ابن حبانألا إن الدين النصيحة ألا إن الدين النصيحة ألا إن الدين النصيحة
صحيح ابن حبانخطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه
صحيح ابن حبانمن قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة
صحيح ابن حبانأنا زعيم والزعيم الحميل لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في
صحيح ابن حبانمثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم الذي لا يفتر صلاة ولا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب