حديث إن الله يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا

أحاديث نبوية | شرح الطحاوية | حديث -

«إن اللهَ يستحي من عبدِه إذا رفع إليه يديه أن يردَّهما صِفْرًا»

شرح الطحاوية
-
الألباني
صحيح

شرح الطحاوية - رقم الحديث أو الصفحة: 286 -

شرح حديث إن الله يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3131 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



فَضلُ اللهِ عزَّ وجلَّ على عِبادِه كثيرٌ، وهو حَييٌّ كريمٌ وبَرٌّ رحيمٌ سُبحانَه، ومِن كرمِه ألا يَرُدَّ دُعاءَ عَبدِه، وخاصَّةً إذا كان الدُّعاءُ بخُشوعٍ وخُضوعٍ، واشتمَل على التَّوسُّلِ إلى اللهِ تبارَك وتعالى، والسُّؤالِ بأسمائِه الحسنى الجليلةِ الدَّالَّةِ على كمالِ صفاتِه العظيمةِ، وبيَّن أنَّ اللهَ يَقبَلُ دعوةَ عِبادِه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ سَلْمانُ الفارِسيُّ رَضِي اللهُ عَنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "إنَّ ربَّكم حَيِيٌّ كَريمٌ يَسْتحيي مِن عَبدِه أن يَرفَعَ إليه يدَيهِ"، أي: بالدُّعاءِ، "فيَرُدَّهما صِفْرًا"، أي: فارِغَتَينِ مِن قَبولِ الإجابةِ، "أو قال خائِبَتَين"، لا تَنالُ ما دعَتْ به.
وقوله: "حَييٌّ" فيه تَسميتُه سُبحانَه بهذا الاسمِ، ووصفُه جَلَّ وعلا بمُقتضاه، وهو ثابتٌ على وَجْهٍ لا نَقْصَ فيه؛ بل على الوجهِ اللَّائقِ مِن غيرِ تكييفٍ ولا تعطيلٍ، ولا تحريفٍ ولا تمثيلٍ، ولا يَجوزُ تأويلُهما بغيرِ مَعْناهما الظَّاهرِ مِن لَوازِمِهما وغيرِ ذلك؛ فوصْفُ اللهِ سُبحانَه بالحياءِ والاستحياءِ من الصِّفاتِ الخبريَّةِ التي ورَدَتْ في القرآنِ والسُّنَّةِ كما في هذا الحديث، وفي قولِه تعالى: { إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَة فَمَا فَوْقَهَا } [ البقرة: 26 ]، وقال تعالى: { وَاللهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ } [ الأحزاب: 53 ]، وحَياؤُه تعالى على الوصْفِ الذي يَليقُ بكَمالِه وجلالِه؛ فليس كحَياءِ المخلوقِين، الَّذي هو تَغيُّرٌ وانكِسارٌ يَعتَري الشَّخصَ عندَ خوفِ ما يُعابُ أو يُذَمُّ، بل هو تَرْكُ ما لا يتَناسَبُ مع سَعةِ رحمتِه وكمالِ جُودِه وكَرمِه وعَظيمِ عَفْوِه وحِلْمِه؛ فالعبدُ يُجاهِرُه بالمعصيةِ مع أنَّه أفقَرُ شيءٍ إليه وأضعَفُه لدَيْه، ويَستَعينُ بنِعَمِه على مَعصيَتِه، ولكنَّ الرَّبَّ سبحانه معَ كَمالِ غِناهُ وتَمامِ قُدرتِه عليه يَسْتَحي مِن هتْكِ سَتْرِه وفَضيحتِه، فيَستُرُه بما يُهيِّؤُه له مِن أسبابِ السَّترِ، ثمَّ بعدَ ذلك يَعْفو عنه ويَغفِرُ.
والكريمُ هو المتحقِّقُ بأوصافِ الكرَمِ والتَّفضُّلِ، الَّذي يتَرفَّعُ عن صِفةِ الحِرْمانِ لِمَن سأَله، فإذا رَفَع إليه العبدُ يدَيْه سائلًا مِنه فإنَّه يتَكرَّمُ عن أن يَحرِمَه، ويتَعالى عن أن يَرُدَّه، وإن كان العبدُ لا يَستوجِبُ العطاءَ، ولا يَستأهِلُ العفوَ؛ فهو تعالى يتَفضَّلُ عليه؛ لأنَّه جلَّ وعزَّ لا يَرْضى حِرْمانَ عبْدِه وقد مَدَّ إليه يدَه سائِلًا منه مُفتقِرًا إليه مُتعرِّضًا لفَضلِه، وهو جلَّ وعزَّ يُجِلُّ قدْرَ عبدِه المؤمنِ أن يَرُدَّ يدَيْه صِفْرًا خائِبَتَين وقد رفَعَهما إليه.
وفي الحديثِ: بيانُ سَعةِ كَرمِ اللهِ ورَحمتِه بعبادِه.
وفيه: الحثُّ والتَّرغيبُ في الدُّعاءِ للهِ ورَفْعِ اليدَينِ فيه.
وفيه: إثباتُ صفةِ الحَياءِ والكرَمِ للهِ سبحانَه وتعالى.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
العدة على الإحكامإن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا
مجمع الزوائدإن الله تعالى حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع يديه فيردهما صفرا
مجمع الزوائدإن ربكم حيي كريم يستحي أن يرفع العبد يديه فيردهما صفرا لا خير
فتاوى نور على الدرب لابن بازإن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما
فتاوى نور على الدرب لابن بازإن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما
فتاوى نور على الدرب لابن بازإن ربك حيي كريم فيستحي من العبد إذا رفع يديه إليه أن يردهما
فتاوى نور على الدرب لابن بازإن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا
سنن أبي داودعن ابن عباس قال ليس على الذي يأتي البهيمة حد
التمهيدعن عبد الرحمن بن أبزى قال كنت عند عمر فجاءه رجل فقال إنا
حديث شريف
حديث شريف
الإصابة في تمييز الصحابةأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي حين زوجه فاطمة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب