حديث أثقل الصلاة على المنافقين الصبح والعشاء

أحاديث نبوية | فتح الباري لابن حجر | حديث -

«أَثقلُ الصَّلاةِ على المنافقينَ الصُّبحُ والعشاءُ»

فتح الباري لابن حجر
-
ابن حجر العسقلاني
صحيح

فتح الباري لابن حجر - رقم الحديث أو الصفحة: 8/44 -

شرح حديث أثقل الصلاة على المنافقين الصبح والعشاء


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

صلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يومًا صلاةَ الصُّبحِ فقالَ أشَهِدَ فلانٌ الصَّلاةَ قالوا لا.
قالَ ففلانٌ قالوا لا.
قالَ إنَّ هاتينِ الصَّلاتينِ من أثقلِ الصَّلاةِ على المنافقينَ ولو يعلمونَ ما فيهما لأتوْهما ولو حبوًا والصَّفُّ الأوَّلُ على مثلِ صفِّ الملائِكةِ ولو تعلمونَ فضيلتَهُ لابتدرتُموهُ وصلاةُ الرَّجلِ معَ الرَّجلِ أزْكى من صلاتِهِ وحدَهُ وصلاةُ الرَّجلِ معَ الرَّجلينِ أزْكى من صلاتِهِ معَ الرَّجلِ وما كانوا أَكثرَ فَهوَ أحبُّ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 842 | خلاصة حكم المحدث : حسن

التخريج : أخرجه أبو داود ( 554 )، والنسائي ( 843 ) واللفظ له، وأحمد ( 21265 )



الصَّلاةُ عمادُ الدِّينِ، وركنُ الإسلامِ الرَّكينُ، وقد حثَّنا الشَّرعُ على الإسراعِ إليها واللَّحاقِ بالصَّفِّ الأوَّلِ، وعدمِ التَّخلُّفِ عن الجماعةِ؛ لِمَا فيه مِن الثَّوابِ والأجرِ المضاعَفِ.
وفي هذا الحديثُ يُخبِرُ أُبَيُّ بنُ كعبٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم صلَّى يومًا صلاةَ الصُّبحِ"، أي: الفَجرِ، فقال: "أشَهِدَ فلانٌ الصَّلاةَ؟"، أي: هل حضَر فُلانٌ صلاةَ الفجرِ هذه، ولعلَّ أُبيًّا لم يَعرِفِ اسْمَ الرَّجُلَينِ، فكنَّى عنهما بفُلانٍ وفلانٍ، أو أبْهمَهما للسَّترِ عليهما، وسَببُ سؤالِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عنهما، أنَّه رأى قِلَّةَ الحاضِرِين، كما بيَّنَته روايةٌ أخرى عندَ الإمامِ أحمدَ، وفيها: أنَّه "رأى مِن أهلِ المسجدِ قِلَّةً، فقال: "شاهِدٌ فُلانٌ؟".
"قالوا: لا"، أي: لم يَحضُرْها، فقال النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "ففُلانٌ؟"، أي: هل شَهِد وحضَر فلانٌ الصَّلاةَ هو الآخَرُ؟ "قالوا: لا"، قال النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "إنَّ هاتَيْن الصَّلاتَين"، يَعني صَلاتَيِ الصُّبحِ والعِشاءِ، كما في الصَّحيحَينِ، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "إنَّ أثْقلَ الصَّلاةِ على المنافِقين صلاةُ العِشاءِ وصلاةُ الفجرِ"؛ وذلك لغَلَبةِ كَسلِهم فيهِما، وتَثْبيطِهم عَنهُما لِرِيائِهم؛ فإنَّهما في وقتِ نومِ النَّاسِ، ولا يَنتهِضُ للهِ عزَّ وجلَّ فيهما مِن فِراشِه عن لَذيذِ نومِه إلَّا مُؤمنٌ تقيٌّ.
وقولُه: "مِن أثقَلِ الصَّلاةِ"، يَدُلُّ على أنَّ الصَّلَواتِ كلَّها ثقيلةٌ على المنافِقين، ولكنَّ الفجرَ والعِشاءَ هُما الأثقَلُ عليهم، كما يدُلُّ عليه قولُه تعالى: { وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى } [ التوبة: 54 ]، "ولو يَعلَمون ما فيهما لأتَوْهُما ولو حَبْوًا"، يَعني: لو يَعلَمُ المنافِقون ما أُعِدَّ لِمَن صلَّى هاتينِ الصَّلاتَينِ جماعةً في المسجدِ مِن الأجرِ والثوابِ الزَّائدِ على غَيرِهما مِن الصَّلواتِ؛ لِمَزيدِ المشقَّةِ فيهِما، لجاؤوا إلى المسجِدِ لِأدائِهما جماعةً، ولو كان المجيءُ زَحفًا على الرُّكَبِ وعلى اليدَينِ والبَطنِ.
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "والصَّفُّ الأوَّلُ على مِثلِ صفِّ الملائكةِ"، يَعني أنَّ الصَّفَّ الأوَّلَ، الَّذي يَلي الإمامَ في الفضلِ والقُربِ مِن اللهِ تعالى، والبُعدِ مِن الشَّيطانِ كمِثْلِ صفِّ الملائكةِ عِندَ ربِّهم، أو على أجْرٍ وفضلٍ مثلِ أجرِ صَفِّ الملائكةِ، أو فضلِه، "ولو تَعْلَمون فضيلتَه"، والفضيلةُ: الخيرُ الَّذي يَكونُ في الشَّيءِ، والمرادُ به الثَّوابُ المترتِّبُ على السِّباقِ واللَّحاقِ بالصَّفِّ الأوَّلِ "لابتَدَرْتُموه"، أي: لَسابقَ كلٌّ مِنكم أخاه لِتَحصيلِ هذا الفضلِ والأجرِ، ثمَّ انتقَل إلى بَيانِ فَضلِ كَثرةِ الجماعةِ بقولِه: "وصلاةُ الرَّجلِ مع الرَّجلِ أَزْكى مِن صلاتِه وحْدَه"، أي: أكثرُ ثَوابًا، أو أكثرُ طَهارةً وبُعدًا مِن رِجْسِ الشَّيطانِ، وتَسويلِه، وإنْ كانتْ صلاتُه مُنفرِدًا صَحيحةً أيضًا، "وصلاتُه مع الرَّجُلَين أَزْكى مِن صَلاتِه مع الرَّجُلِ، وما كانوا أكثرَ فهو أحَبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ"، أي: كُلَّما كان المصلُّون جَماعةً أكثرَ كان أحَبَّ إلى اللهِ تعالى.
وفي الحديثِ: أنَّ صلاةَ الجماعةِ تَحصُلُ باثنَينِ؛ إمامٍ ومأمومٍ، وأنَّ الجماعةَ تتَفاوَتُ في الفَضلِ بكَثرةِ حاضِريها.
وفيه: أنَّه يَنبَغي لإمامِ القومِ أن يتَفقَّدَ أحوالَ المأمومين، ويَسألَ عمَّن غاب منهم.
وفيه: التَّرغيبُ في صَلاةِ الجَماعةِ في العِشاءِ والفجرِ، وأنَّ مُلازمةَ صلاةِ الجماعةِ، وخاصَّةً في العِشاءِ والفجرِ مِن علاماتِ الإيمانِ.
وفيه: أنَّ الصَّلاةَ ثَقيلةٌ على المنافِقين، وأثقَلُها صَلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ.
وفيه: بيانُ فضلِ الصَّفِّ الأوَّلِ، والتَّرغيبُ في المبادَرةِ إليه .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مجموع فتاوى ابن عثيمينو ما كان أكثر فهو أحب إلى الله
تفسير القرطبيإن أثقل صلاة على المنافقين العتمة والصبح
صحيح الجامعإني قد بدنت فإن ركعت فاركعوا وإذا رفعت فارفعوا وإذا
مجموع فتاوى ابن بازقول سبحانك فبلى عند تلاوة آخر آية من سورة القيامة
الجامع الصغيرراصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق
السلسلة الصحيحةلايجتمعان يعني الخوف والرجاء في قلب عبد في مثل هذا الموطن
الجامع الصغيركان إذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى قال سبحان ربي
تخريج سنن أبي داودأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى
مسند الإمام أحمدعن عبد الله بن بريدة عن أبيه أنه عاد أخا له فرأى جبينه
مسند الإمام أحمدعن ابن بريدة عن أبيه أنه كان بخراسان فعاد أخا له وهو مريض
مسند الإمام أحمدإن المؤمن يموت بعرق الجبين
الجامع الصغيرإن الله تعالى وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف ومن سد فرجة رفعه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب