حديث كنا بالشأم فقرأت والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث زيد بن وهب الجهني

«مَرَرْتُ علَى أبِي ذَرٍّ بالرَّبَذَةِ فَقُلتُ: ما أنْزَلَكَ بهذِه الأرْضِ؟ قالَ: كُنَّا بالشَّأْمِ فَقَرَأْتُ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ، ولَا يُنْفِقُونَهَا في سَبيلِ اللَّهِ، فَبَشِّرْهُمْ بعَذَابٍ ألِيمٍ} قالَ مُعَاوِيَةُ: ما هذِه فِينَا، ما هذِه إلَّا في أهْلِ الكِتَابِ، قالَ: قُلتُ: إنَّهَا لَفِينَا وفيهم.»

صحيح البخاري
زيد بن وهب الجهني
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4660 -

شرح حديث مررت على أبي ذر بالربذة فقلت ما أنزلك بهذه الأرض قال كنا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

مَرَرْتُ بالرَّبَذَةِ فَإِذَا أَنَا بأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَقُلتُ له: ما أَنْزَلَكَ مَنْزِلكَ هذا؟ قالَ: كُنْتُ بالشَّأْمِ، فَاخْتَلَفْتُ أَنَا ومُعَاوِيَةُ فِي: { الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ ولَا يُنْفِقُونَهَا في سَبيلِ اللَّهِ } [ التوبة: 34 ] قالَ مُعَاوِيَةُ: نَزَلَتْ في أَهْلِ الكِتَابِ، فَقُلتُ: نَزَلَتْ فِينَا وفيهم، فَكانَ بَيْنِي وبيْنَهُ في ذَاكَ، وكَتَبَ إلى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه يَشْكُونِي، فَكَتَبَ إلَيَّ عُثْمَانُ: أَنِ اقْدَمِ المَدِينَةَ فَقَدِمْتُهَا، فَكَثُرَ عَلَيَّ النَّاسُ حتَّى كَأنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذلكَ، فَذَكَرْتُ ذَاكَ لِعُثْمَانَ فَقالَ لِي: إنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ، فَكُنْتَ قَرِيبًا، فَذَاكَ الذي أَنْزَلَنِي هذا المَنْزِلَ، ولو أَمَّرُوا عَلَيَّ حَبَشِيًّا لَسَمِعْتُ وأَطَعْتُ.
الراوي : زيد بن وهب الجهني | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1406 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان الصحابيُّ الجليلُ أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رَضيَ اللهُ عنه زاهدًا في الدُّنيا، قويًّا في الحقِّ، وقد ظلَّ على ذلك منذُ عهدِ النُّبوَّةِ إلى وفاتِه رَضيَ اللهُ عنه,
وفي هذا الأثرِ يخبِرُ التابعيُّ زَيدُ بنُ وهْبٍ أنَّه مرَّ بالرَّبَذةِ -وهي مَنطقةٌ تقعُ في شَرقِ المدينةِ النَّبويَّةِ، تبعُدُ عنها قرابةَ 170 كم- فوجَد أبا ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه يَسكُنُ فيها، ولم تكُنْ مَنطقةَ سكَنٍ قبْلَ ذلك، وكان وحيدًا فيها، فسَأله عن سببِ عُزلتِه وسُكْناه في هذه المنطقةِ، فأخبَره أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه اختلَف مع مُعاويةَ رَضيَ اللهُ عنه في سببِ نزولِ قولِه تعالَى: { الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ } [ التوبة: 34 ]، فقال معاويةُ رَضيَ اللهُ عنه: نزَلَتْ في أهلِ الكِتابِ، وقال أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه: نزَلَتْ فينا نحن المُسلِمينَ وفي أهلِ الكِتابِ؛ فأمَّا معاويةُ رَضيَ اللهُ عنه فقد نظَر إلى سِياقِ الآيةِ؛ فإنَّها نَزَلت في الأحبارِ والرُّهبانِ الَّذين لا يؤتونَ الزَّكاةَ، بيْنَما نظَرَ أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه إلى عمومِ الآيةِ، وأنَّ مَن لا يرَى أداءَها -مع أنَّه يَرى وُجوبَها- يلحَقُه هذا الوعيدُ الشَّديدُ، وكان معاويةُ رَضيَ اللهُ عنه في ذلك الوقتِ أميرًا على دِمَشقَ في زمنِ الخليفةِ عثمانَ رَضيَ اللهُ عنه، فكتَبَ معاويةُ إلى الخَليفةِ بما كان بيْنَه وبيْنَ أبي ذَرٍّ مِنَ الخِلافِ، وإنَّما شَكاه معاويةُ لعُثمانَ رَضيَ اللهُ عنهم؛ لأنَّه رأى مِن زُهدِ أبي ذَرٍّ وتأويلِه الأشدِّ، وأنَّه رُبَّما يُنقَلُ عنه ما لا يُؤمَنُ أن يَنتشِرَ عنه، فيُثيرُ فِتنةً أو يُهيِّجُ خروجًا على إمارتِه في غيرِ حقٍّ؛ لذلك رأى أن يَرفَعَ أمْرَه إلى عُثمانَ فيُدبِّرَه برأيِه؛ إذ ليس في هذا الحديثِ أنَّه سَأله أنْ يَستدعيَه، إنَّما شكاهُ إلى عثمانَ.
فكتَبَ عثمانُ إلى أبي ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنهما أن يَترُكَ دِمَشْقَ ويَرجِعَ إلى المدينةِ، فأطاعَه أبو ذَرٍّ ورجَع، ولَمَّا قَدِم أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه المدينةَ، اجتمَع عليه النَّاسُ يَسأَلونَه عن القِصَّةِ، وما جرَى بيْنَه وبيْنَ مُعاويةَ رَضيَ اللهُ عنه، فذكَر له كَثرةَ النَّاسِ وتعجُّبَهم مِن حالِه، كأنَّهم لم يرَوْه قطُّ، فقال له عُثمانُ رَضيَ اللهُ عنه: «إنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ»، وهذا يدُلُّ على أنَّه رَضيَ اللهُ عنه خيَّرَ أبا ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه ورَدَّ ذلك إلى مَشيئتِه، وأنَّ أبا ذَرٍّ خرَج إلى الرَّبَذةِ اختيارًا منه، وليس كما يُحكَى أنَّ عُثمانَ أخرَج أبا ذَرٍّ إلى الرَّبَذةِ إبعادًا له ونَفْيًا، ثمَّ أخبَر أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه -مُظهِرًا بذلك طاعتَه لهم، واعتقادَه صحَّةَ ما هو عليه- أنَّه لو جُعِل الخَليفةُ الأميرُ عبدًا حبَشيًّا -والمُرادُ به: أخَسُّ العَبيدِ، والحبشُ جِنسٌ مِن السُّودانِ- يأمُرُني ويَنهاني، فيَجبُ السَّمعُ له والطَّاعةُ.
وفي الحديثِ: ترْكُ الخُروجِ على الأئمَّةِ، والانقيادُ لهم، وإنْ كان الصَّوابُ في خِلافِهم.
وفيه: الاختلافُ والاجتهادُ في الآراءِ.
وفيه: مُلاطفةُ الأئمَّةِ العلماءَ؛ فإنَّ معاويةَ رَضيَ اللهُ عنه لم يَجسُرْ على الإنكارِ على أبي ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه حتَّى كاتَبَ مَن هو أعْلى منه في أمْرِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخارياشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده
صحيح الجامعألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين و لا بحزن
صحيح ابن حباناشتكى سعد شكوى فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد
صحيح مسلماشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح الجامعأسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى
سنن أبي داودأسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر
صحيح ابن ماجهأسرعوا بالجنازة فإن تكن صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تكن غير ذلك فشر
صحيح النسائيأسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك غير
صحيح أبي داودأسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك
صحيح مسلمأسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير لعله قال تقدمونها عليه وإن تكن غير
صحيح مسلمأسرعوا بالجنازة فإن كانت صالحة قربتموها إلى الخير وإن كانت غير ذلك كان
صحيح البخاريأسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب