أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فسلمت عليه فلم يرد علي

أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ يتوضَّأُ فسلَّمتُ عليهِ فلم يردَّ عليَّ السَّلامَ فلمَّا فرغَ من وضوئِه قالَ إنَّهُ لم يمنعني من أن أردَّ إلَّا أنِّي كنتُ علَى غيرِ وضوءٍ
الراوي : المهاجر بن قنفذ | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 285 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه ابن ماجه ( 350 )، وأحمد ( 20779 )

علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيف نَذكُرُ اللهَ، وحثَّنَا على المُحافظةِ على الطَّهارةِ؛ لِمَا في ذلك كلِّه مِن الفضْلِ والثَّوابِ مِن اللهِ سُبحانَه، وفي هذا الحديثِ يقولُ المُهاجِرُ بنُ قُنْفُذِ بنِ عُميرِ بنِ جُدْعانَ رضِيَ اللهُ عنه: "أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يتوضَّأُ".
وفي روايةٍ: "أنَّه أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يبولُ"، فالظَّاهرُ: أنَّه جاء النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو على حالةِ البولِ، لا أنَّه يتوضَّأُ، ويشهَدُ لذلك: حديثُ أبي هُريرةَ وجابرِ بنِ عبدِ اللهِ وابنِ عمرِ رضِيَ اللهُ عنهم عندَ ابنِ ماجَه، كلُّها تذكُرُ: "أنَّ رجُلًا مرَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يبولُ".
قال المُهاجِرُ رضِيَ اللهُ عنه في حديثِه: "فسلَّمْتُ عليه"، أي: ألْقى عليه السَّلامَ، "فلم يرُدَّ عليَّ السَّلامَ، فلمَّا فرَغَ"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "مِن وُضوئِه قال: إنَّه لم يمنَعْني مِن أنْ أرُدَّ"، قال ذلك اعتذارًا، "إلَّا أنِّي كنْتُ على غيرِ وُضوءٍ"، وفي روايةٍ: "إلَّا أنِّي كرِهْتُ أنْ أذكُرَ اللهَ إلَّا على طَهارةٍ"، وكأنَّه كرِهَ ذِكْرَ اللهِ على تلك الحالةِ، والمُرادُ به أدْنى كراهةٍ أو كراهةُ تنزيهٍ، وهذا دليلٌ على أنَّ السَّلامَ الَّذي يُحَيِّي به النَّاسُ بعضُهم بعضًا اسمٌ مِن أسمائِه تعالى، ويَحتَمِلُ أنْ يُرادَ بذكْرِ اللهِ ذكْرُ ما جعَلَ اللهُ تعالى سُنَّةً للمُسلمينَ وتحيَّةً لهم، فإنَّ ذلك يقْتَضي احترامَه.
وفي الحديثِ: الحثُّ على المُحافظةِ على الطَّهارةِ عندَ ذكْرِ اللهِ؛ لِمَا فيه مِن الفضْلِ( ).