حديث فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم عاد فقال له مرة أخرى

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أبو أمامة الباهلي

«أَتى رَجُلٌ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في المسجدِ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أصَبتُ حَدًّا؛ فأقِمْه عليَّ، قال: فسَكَتَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ عاد فقال له مَرَّةً أُخرى، ثُمَّ أُقيمَتِ الصَّلاةُ، فصَلَّى رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ انصرَفَ، قال أبو أُمامةَ: فاتَّبَعَه الرَّجُلُ، قال: وتَبِعتُه -قال عبدُ الصَّمدِ في حديثِه: فانصرَفتُ مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والرَّجُلُ يَتبَعُه- لأعلَمَ ما يقولُ له، قال: فقال له الرَّجُلُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أصَبتُ حَدًّا؛ فأقِمْه عليَّ، قال: فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أليس قد تَوضَّأتَ قبلَ أنْ تَخرُجَ مِن مَنزِلِكَ، فأحسَنتَ الوُضوءَ، ثُمَّ صَلَّيتَ معنا؟ قال: بَلى، قال: فإنَّ اللهَ قد غَفَرَ لك حَدَّكَ أو ذَنبَكَ -شَكَّ عِكرِمةُ- قال عبدُ الصَّمدِ في حديثِه: فانصرَفتُ مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واتَّبَعَه الرَّجُلُ.»

مسند الإمام أحمد
أبو أمامة الباهلي
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 22266 - أخرجه مسلم (2765)، وأبو داود (4381)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7315)، وأحمد (22266) واللفظ له

شرح حديث أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فقال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

بيْنَما رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في المَسْجِدِ، وَنَحْنُ قُعُودٌ معهُ، إذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فأقِمْهُ عَلَيَّ، فَسَكَتَ عنْه رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَعَادَ فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فأقِمْهُ عَلَيَّ، فَسَكَتَ عنْه، وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ أَبُو أُمَامَةَ: فَاتَّبَعَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حِينَ انْصَرَفَ، وَاتَّبَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَنْظُرُ ما يَرُدُّ علَى الرَّجُلِ، فَلَحِقَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فأقِمْهُ عَلَيَّ، قالَ أَبُو أُمَامَةَ: فَقالَ له رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِن بَيْتِكَ، أَليسَ قدْ تَوَضَّأْتَ فأحْسَنْتَ الوُضُوءَ؟ قالَ: بَلَى يا رَسُولَ اللهِ، قالَ: ثُمَّ شَهِدْتَ الصَّلَاةَ معنَا؟ فَقالَ: نَعَمْ يا رَسُولَ اللهِ، قالَ: فَقالَ له رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فإنَّ اللَّهَ قدْ غَفَرَ لكَ حَدَّكَ، أَوْ قالَ: ذَنْبَكَ.
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2765 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



اللهُ سُبحانه وتَعالَى رَؤوفٌ رَحيمٌ بعِبادِه، وقدْ سَبَقَت رَحمتُه غَضبَه؛ فإنَّه يَصبِرُ على العُصاةِ ولا يُعجِّلُ لهم العقابَ حتَّى يَتوبوا ويَرجِعوا إلى اللهِ سُبحانه ويَطلُبوا منه العفْوَ والمَغفرةَ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو أُمامَةَ الباهليُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم بَينَما كانوا قُعودًا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَسجدِه بالمدينةِ؛ إذ جاءَه رَجلٌ مِن أصحابهِ، فقال: «يا رسولَ اللهِ، إنِّي أَصبْتُ حَدًّا» أي: فعَلْتُ فِعلًا يُوجِبُ حدًّا، فَأقِمْه عليَّ حتَّى أتَطهَّرَ مِن الذَّنْبِ، ولم يَذكُرِ الرَّجلُ ذَنْبَه، فَسَكتَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ أعادَ الرَّجلُّ ما قالَه، فسَكَتَ عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مرَّةً أُخرى، وأُقِيمتِ الصَّلاةُ، فلمَّا سلَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وانصَرفَ، تَبِعَه الرَّجلُ، فكرَّرَ ما قاله سابقًا، ولم يَذكُرْ ذنْبَه، ولمْ يَسألْهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذَنْبِه مَع تَكرارِه للسُّؤالِ بعْدَ الصَّلاةِ، فقال له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَرأيْتَ حين خَرجْتَ مِن بيتِكَ، أليسَ قدْ تَوضَّأْتَ فَأحسنْتَ الوُضوءَ؟» أي: أتْمَمْتَه وأعْطَيْتَ كلَّ عُضوٍ حقَّه مِن الماءِ، «قال: بَلى يا رسولَ اللهِ، قال: ثُمَّ شَهدْتَ الصَّلاةَ معنا؟» أي: صلَّيْتَ معنا في جَماعةٍ؟ «فقال: نَعمْ يا رسولَ اللهِ، قال: فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإنَّ اللهَ قد غَفرَ لكَ حدَّكَ، أو قال: ذنْبَكَ» أي: إنَّ تلك الأفعالَ مِن الطَّاعةِ كانت سَببًا في أنْ يَغفِرَ اللهُ لكَ ذَنْبَكَ الَّذي يُوجِبُ عليكَ الحدَّ، ويُحتمَلُ أنْ يكونَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اطَّلعَ بِالوحيِ على أنَّ اللهَ سُبحانه قدْ غَفرَ له لِكونِها واقعةَ عَينٍ، وإلَّا لكانَ يَستفسِرُه عَنِ الحدِّ ويُقيمُه عليه، فأخْبَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ صَلاتَه سَببٌ في غُفرانِ ذنْبِه، خُصوصًا وقدِ انضمَّ إليها ما أشَعَرَ بإنابتِه ونَدَمِه على هذا الذَّنْبِ، وهذا مِصداقٌ لقَولِ اللهِ تَعالَى: { أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } [ هود: 114 ].
وقيلَ: الحدُّ المذكورُ في الحديثِ معناه مَعصيةٌ تُوجِبُ التَّعزيرَ، وليس المرادُ الحدَّ الشَّرعيَّ الحقيقيَّ كحدِّ الزِّنا والخمرِ وغيرِهما؛ فإنَّ هذه الحدودَ لا تَسقُطُ بِالصَّلاةِ، ولا يجوزُ لِلإمامِ تركُها.
وفي الحديثِ: أنَّ الصَّلاةَ كفَّارةٌ لِلذُّنوبِ.
وفيه: بَيانُ مَدى رَحمةِ اللهِ بعِبادِه، وأنَّه يَقبَلُ التَّائِبينَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حديث شريف
مسند الإمام أحمدأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم
حديث شريف
تخريج صحيح ابن حبانما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل
شرح حديث جبريلما من رجل يدعو لأخيه بدعوة إلا وكل الله به ملكا كلما دعا
مجموع الفتاوىما من رجل يدعو لأخيه بدعوة إلا وكل الله به ملكا كلما دعا
مسند الإمام أحمدأن سراقة بن مالك قال يا رسول الله فيم العمل أفي شيء قد
حديث شريف
الجامع الصغيرإن الله تعالى يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا
تاريخ الإسلامكنت ألعب فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ادع لي معاوية
مسند الإمام أحمدأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله إن
تخريج مشكل الآثارأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة سنة ما يمنعني من


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب