حديث كل عام لكان

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عبدالله بن عباس

«على كُلِّ مُسلِمٍ حَجَّةٌ، ولو قُلتُ: كُلَّ عامٍ، لكانَ.»

مسند الإمام أحمد
عبدالله بن عباس
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 2969 - أخرجه أحمد (2969) واللفظ له، والدارمي (1789)، والطيالسي (2791)

شرح حديث على كل مسلم حجة ولو قلت كل عام لكان


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الناسِ ، فقال : كُتِبَ عليكمُ الحجَّ ! فقام رجلٌ من الأعرابِ ، فقال : أفي كلِّ عامٍ ؟ قال : فغَلِقَ كلامُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأسكتَ واستَغْضَبَ ، فمكثَ طويلًا ، ثم تكلَّمَ فقال : من السائلُ ؟ فقال الأعرابيُّ : أنا ذا ، فقال : ويحكَ ماذا يُؤْمِنُكَ أن أقولَ : نعم ، ولو قلتُ : نعم لوجبتْ ، ولو وجبتْ لكفرتم ! ألا إنَّهُ إنَّما أهلك الذين قبلكم أئمةُ الحرجِ ، واللهِ لو أني أحللتُ لكم جميعَ ما في الأرضِ ، وحَرَّمْتُ عليكم منها موضعَ خُفٍّ لوقعتم فيهِ ! قال : فأنزل اللهُ تعالى عند ذلك : ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوْا لَا تَسْأَلُوْا عَنْ أَشْيَاءَ? .
.
.
إلى آخرِ الآيةِ
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : ابن جرير الطبري
| المصدر : تفسير الطبري
الصفحة أو الرقم: 5/1/109 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الطبري في ( (التفسير )) ( 12807 ) واللفظ له، والطحاوي في ( (شرح مشكل الآثار )) ( 1474 )، والطبراني ( 8/186 ) ( 7671 )



أمَر الشَّرعُ المُطهَّرُ بالوُقوفِ عندَ توجيهاتِ اللهِ ورَسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَرِهَ كثْرَةَ الأسئلةِ التي قد يكونُ في جوابُها حَرَجٌ للأُمَّةِ وتَشْديدٌ عليها، كما حَدَثَ مع الأُمَمِ السابقةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو أُمامَةَ الباهِليُّ رضِي اللهُ عنه: "قامَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الناسِ"، أي: قامَ فيهم خَطيبًا، "فقال: كُتِبَ عليكم الحَجُّ"، أي: فَرَضَ اللهُ عليكم الحجَّ بِقَولِهِ تعالى: { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا } [ آل عمران: 97 ]، "فقامَ رَجُلٌ من الأعْرابِ"، والأعْرابيُّ: ساكِنُ الصَّحْراءِ من العَرَبِ، "فقال: أَفِي كلِّ عامٍ؟"، أي: هل فرَضه اللهُ علينا في كلِّ عامٍ؟ قياسًا على الزَّكاةِ والصِّيامِ، "فغَلِقَ كلامُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأسْكَتَ واسْتَغْضَبَ"، أي: امْتنعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الكلامِ، وسكَتَ غضبًا من سؤالِ الأعْرابيِّ؛ لِمَا يُسبِّبُه من تَشْديدِ على الأُمَّةِ في هذا الرُّكْنِ، "فمَكَثَ طويلًا"، أي: طالَ سُكوتُهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "ثم تكَلَّم فقال: مَنِ السائِلُ؟ فقال الأعْرابيُّ: أنا ذا"، أي: أنا هذا الذي سَأَلَ السؤالَ، "فقال: وَيْحَكَ!" وهي كلمةُ ترحُّمٍ وتوجُّعٍ تُقال لِمَن وقَعَ في هَلَكَةٍ لا يستحِقُّها، "ماذا يُؤَمِّنُك أنْ أقولَ: نعم؟"، أي: ما الذي يَضْمنُ لك أنَّني لنْ أقولَ: نعمْ؟ "ولو قُلْتُ: نعمْ، لوَجَبَتْ"، أي: لو أجَبْتُك بقولِ: نعَمْ لأصبَحَ الأمرُ فَرْضًا واجبًا لازمًا أن يَحُجَّ المسلِمُ كلَّ عامٍ، "ولو وَجَبَتْ لكَفَرْتُم" يعني: بتَرْكِ ما فَرَضَ اللهُ عليكم، وإطلاقُ الكُفْرِ إمَّا على مَنْ جَحَدَ الوُجوبَ؛ فهو على ظاهِرِهِ، وإمَّا على مَنْ تَرَكَ مع الإقْرارِ، فهو على سَبيلِ الزَّجْرِ والتَّغْليظِ.
قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أَلَا إنَّه إنَّما أهْلَكَ الذين قبلَكم أَئِمَّةُ الحَرَجِ"، أي: من أسْبابِ هَلَكَةِ الأُمَمِ قَبْلنا أنَّهم كان فيهم أُناسٌ يُكْثِرون الأسئلةَ فيما لا يُفيدُ ممَّا يتَرتَّب عليه فرْضُ أمورٍ شاقَّةٍ وصَعبةٍ عليهم، فصاروا أئِمَّةً غيْرَ مَسْبوقين في إحْراجِ الأئِمَّةِ كلِّها.
ثم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "واللهِ لو أنِّي أحْلَلْتُ لكم جميعَ ما في الأرضِ، وحَرَّمْتُ عليكم منها مَوْضِعَ خُفِّ"، أي: قدْرَ مِساحةِ خُفِّ الجَمَلِ أو قدْرَ مِساحَةِ خُفٍّ يَلْبَسُهُ الإنسانُ في قَدَمِهِ "لوقعْتُم فيه"؛ وذلك لأنَّ الممنوعَ مرغوبٌ، والشَّيْطانُ يُوسْوِسُ للإيقاعِ في المحظورِ، وقد أقْسَمَ النَّبيُّ على ذلك لعِلْمِهِ بشِدَّةِ وَسْوَسَةِ الشَّيْطانِ، قال أبو أُمامَةَ رضِي اللهُ عنه: "فأَنْزَلَ اللهُ تعالى عندَ ذلك"، أي: كانت هذه القِصَّةُ سببًا في نُزولِ قوْلِهِ تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [ المائدة: 101 ]، فنَهى اللهُ عزَّ وجلَّ عن كثْرَةِ السؤالِ في غيرِ حاجةٍ أو الذي قد يكونُ سببًا في التَّشْديدِ على المُسْلِمين.
وفي الحديثِ: أنَّ سُكوتَ الشَّرْعِ عن أشْياءَ، إنَّما هو رحْمةٌ من اللهِ بنا، ورفْعٌ للحَرَجِ وليس نِسْيانًا أو نقصًا( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحج كل عام فقال على
مسند الإمام أحمدسأل الأقرع بن حابس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
مسند الإمام أحمدعلى كل مسلم حجة ولو قلت كل عام لكان
مسند الإمام أحمدأن رجلا قال يا رسول الله الحج كل عام فقال بل حجة على
الجامع الصغيرنهى أن يتخذ شيء فيه الروح غرضا
مسند الإمام أحمدلا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا قال عبد الرزاق نهى أن يتخذ
مسند الإمام أحمدمر ابن عباس على أناس قد وضعوا حمامة يرمونها فقال نهى رسول الله
مسند الإمام أحمدمر النبي صلى الله عليه وسلم برهط من الأنصار وقد نصبوا حمامة يرمونها
مسند الإمام أحمدنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخذ ذو الروح غرضا
مسند الإمام أحمدكنت أتزر وأنا حائض فأدخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحافه
الجامع الصغيرالولاء لمن أعتق
مسند الإمام أحمدالولاء لمن أعتق


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, December 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب