حديث فما ظنكم

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي

«فضْلُ نِساءِ المُجاهِدينَ على القاعِدينَ في الحُرْمةِ كفَضْلِ أُمَّهاتِهم، وما من قاعِدٍ يَخلُفُ مُجاهِدًا في أهْلِه، فيَخونُه في أهْلِه؛ إلَّا وُقِّفَ له يَومَ القيامةِ، قيلَ له: إنَّ هذا خانَك في أهْلِكَ، فخُذْ مِن عَمَلِه ما شِئتَ. قال: فما ظَنُّكم؟»

مسند الإمام أحمد
بريدة بن الحصيب الأسلمي
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 23004 - أخرجه مسلم (1897)، وأبو داود (2496)، والنسائي (3190)، وأحمد (23004) واللفظ له

شرح حديث فضل نساء المجاهدين على القاعدين في الحرمة كفضل أمهاتهم وما من قاعد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

حُرْمَةُ نِساءِ المُجاهِدِينَ علَى القاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهاتِهِمْ، وما مِن رَجُلٍ مِنَ القاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ المُجاهِدِينَ في أهْلِهِ فَيَخُونُهُ فيهم، إلَّا وُقِفَ له يَومَ القِيامَةِ، فَيَأْخُذُ مِن عَمَلِهِ ما شاءَ، فَما ظَنُّكُمْ؟ وفي روايةٍ : فَخُذْ مِن حَسَناتِهِ ما شِئْتَ، فالْتَفَتَ إلَيْنا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: فَما ظَنُّكُمْ؟
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1897 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



لقدِ اهتمَّ الإسلامُ اهتمامًا عَظيمًا بحِمايةِ نِساءِ المُجاهدين والحِفاظِ عَليهنَّ؛ لِعَظيمِ حُرمتِهنَّ، وعَظيمِ حقِّ أزواجِهم، وذلك أيضًا مِمَّا يُعينُ على الجِهادِ في سبيلِ اللهِ؛ لأنَّ المُجاهدَ سيَأمَنُ على مَنْ يَترُكُ مِن زَوجَةٍ وأبناءٍ.
وفي هذا الحديثِ يُشَدِّدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على حُرمَةِ الَّذين خَرَجوا إلى الجهادِ والغزوِ في نِسائهِم، ويَشمَلُ ذلك زَوجاتِهم، وأُمَّهاتِهم، وأخواتِهم، وبَناتِهم، ويُغلِّظُ مِن شأنِ النَّيلِ منهنَّ أو انتِهاكِ حُرْمتِهنَّ في غِيابِ رِجالِهنَّ، وجَعَلَ حُرمةَ جَميعِ نِساءِ المجاهِدينَ الغائبينَ على الرِّجالِ القاعِدينَ كحُرمةِ أُمَّهاتِ الرِّجالِ الَّذين لم يَخرُجوا للجهادِ مِن أصحابِ الأعذارِ، أو كان الجهادُ فَرْضَ كِفايةٍ ممَّا يَجوزُ فيه التَّخلُّفُ والقعودُ، وهذه الحُرمَةُ أَكَّدَ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِمَا قدْ يَتَعرَّضُ له القاعدُ مِنَ الدُّخولِ عليهنَّ لِقَضاءِ حَوائجِهنَّ والقِيامِ على شُؤونِهنَّ، فأكَّدَ حُرمةَ نِساءِ المُجاهدين في التَّعرُّضِ لَهُنَّ برِيبَةٍ أو فَسادٍ، كما أَكَّدَ على ضَرورةِ القيامِ بقَضاءِ حَوائِجِهنَّ ورِعايَةِ أُمورِهنَّ، كما يَرعَى الإنسانُ حُرمَةَ أُمِّه ويَقومُ على قَضاءِ حَوائِجِها، ففيه بيانُ عِظَمِ إثمِ مَن خان المجاهدَ في أهلِه ونِسائِه وخَلَفَه فيهم بِشَرٍّ.
ثم بَيَّنَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن يَخلُفُ المجاهدينَ في أهلِهم بالشَّرِّ، فإنَّه يَأتي يوْمَ القيامةِ ويَقِفُ له هذا المجاهدُ، فيَأخذُ مِن حَسَناتِ عَملِ الخائنِ ما شاء، سَواءٌ أخَذَ كلَّ أو بعضَ حَسناتِه.
قال بُرَيدةُ بنُ الحُصَيبِ رَضيَ اللهُ عنه: «فالتفَتَ إلينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»؛ وذلك لجَذبِ انتباهِ السَّامعِ بالالتِفاتِ إليه لِبيانِ أهمِّيَّةِ الكَلامِ وخُطورَتِه.
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَن عنده: «فما ظَنُّكم» في ذلكَ المجاهدِ؟ هلْ تَظُنُّون أنَّه يَترُكُ مِن حَسناتِ عَملِ الخائنِ شيئًا إلَّا أخَذَه في مُقابَلةِ ما شاء مِن عَملِه بالنِّسبةِ إلى أهلِ الغازي، لا سيَّما مع شِدَّةِ الاحتياجِ للحَسَناتِ في ذلك اليومِ؟ فيكونُ مَصيرُ الخائنِ إلى النَّارِ، أو قدْ يَكونُ المعنَى: فما ظَنُّكم باللهِ عزَّ وجلَّ وماذا يَصنَعُ مع هذا الخائنِ مِنَ مُجازاتِه بالعذابِ الشَّديدِ، وهل تَشُكُّون في هذه المجازاةِ، أمْ لا؟ يعني: فإذا عَلِمتُم صِدقَ ما أقولُ، فاحْذَروا مِن الخيانةِ في نِساءِ المُجاهِدين، وفي هذا منَ الوَعيدِ والزَّجرِ والتَّهديدِ ما فيه.
وفي الحديثِ: إثباتُ المُجازاةِ بيْن العبادِ في المظالِمِ يوْمَ القيامةِ، فيَأخُذُ المظلومُ مِن حَسَناتِ ظالِمِه بدَلَ حقِّه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدلا يجتمع كافر وقاتله من المسلمين في النار أبدا
زاد المعادأنه لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا
مسند الإمام أحمدأفضل الناس رجلان رجل غزا في سبيل الله حتى يهبط موضعا يسوء العدو
مسند الإمام أحمدألا أخبركم بخير الناس منزلة رجل آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ألا
مسند الإمام أحمدألا أخبركم بخير البرية قالوا بلى يا رسول الله قال رجل آخذ بعنان
الجامع الصغيرأول ما يهراق من دم الشهيد يغفر له ذنبه كله إلا الدين
الجامع الصغيرالقتل في سبيل الله يكفر كل خطيئة إلا الدين
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قال في خطبته
مسند الإمام أحمدأول زمرة وذكر الحديث
مسند الإمام أحمدأول زمرة من أمتي تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها
مسند الإمام أحمدأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال يا أبا سعيد ثلاثة
مسند الإمام أحمدألا أخبركم من المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب