حديث قد أصبتم وأحسنتم إذا احتبس إمامكم وحضرت الصلاة فقدموا رجلا يؤمكم

أحاديث نبوية | تخريج صحيح ابن حبان | حديث المغيرة بن شعبة

«تبرَّز رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ جاء فأفرَغْتُ عليه مِن الإداوةِ فغسَل وجهَه ثمَّ ذهَب يحسِرُ عن ذراعَيْهِ فضاق كُمُّ جُبَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهي صوفٌ روميَّةٌ فأدخَل يدَه في فروجٍ كان في خَصرِها فغسَلهما إلى المَرفِقَيْنِ ومسَح برأسِه ومسَح على خُفَّيْهِ ثمَّ أقبَل وأنا معه فوجَد النَّاسَ في الصَّلاةِ فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الصَّفِّ وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ يؤمُّهم فأدرَكْناه وقد صلَّى ركعةً فصلَّيْنا مع عبدِ الرَّحمنِ الثَّانيةَ فلمَّا سلَّم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَمَّ صلاتَه ففزِع النَّاسُ لذلك فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاتَه قال: ( قد أصَبْتُم وأحسَنْتُم إذا احتُبِس إمامُكم وحضَرتِ الصَّلاةُ فقدِّموا رجُلًا يؤمُّكم )»

تخريج صحيح ابن حبان
المغيرة بن شعبة
شعيب الأرناؤوط
صحيح

تخريج صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 2225 -

شرح حديث تبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء فأفرغت عليه من


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

تَخلَّفتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوةِ تَبوكَ، فتَبرَّزَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ رَجَعَ إليَّ، ومعي الإداوةُ، قال: فصَبَبتُ على يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ استنثَرَ، قال يَعقوبُ: ثُمَّ تَمضمَضَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجهَه ثلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أرادَ أنْ يَغسِلَ يدَيه قبلَ أنْ يُخرِجَهما مِن كُمَّيْ جُبَّتِه، فضاق عنه كُمَّاها، فأخرَجَ يدَه مِن الجُبَّةِ، فغَسَلَ يدَه اليُمنى ثلاثَ مَرَّاتٍ، ويدَه اليُسرى ثلاثَ مَرَّاتٍ، ومَسَحَ بخُفَّيه ولم يَنزِعْهما، ثُمَّ عَمَدَ إلى النَّاسِ، فوَجَدَهم قد قَدَّموا عبدَ الرَّحمنِ بنَ عَوفٍ يُصلِّي بهم، فأدرَكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إحدى الرَّكعتَينِ، فصَلَّى مع النَّاسِ الرَّكعةَ الآخِرةَ بصَلاةِ عبدِ الرَّحمنِ، فلمَّا سَلَّمَ عبدُ الرَّحمنِ قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يُتِمُّ صَلاتَه فأفزَعَ المُسلمينَ، فأكثَروا التَّسبيحَ، فلمَّا قَضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاتَه، أقبَلَ عليهم، فقال: قد أحسَنتُم، وأصَبتُم، يَغبِطُهم أنْ صَلَّوُا الصَّلاةَ لوَقتِها.
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 18175 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري ( 363 ) بنحوه مختصراً، ومسلم ( 274 ) باختلاف يسير



امتازَتِ الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ أنَّها تَرفَعُ الحرَجَ عن المُكلَّفينَ، وتُيسِّرُ عليهم، وهذا مِن تفَضُّلِ اللهِ على عِبادِهِ، وفي هذا الحَديثِ بَيانٌ لِبَعضِ هذه الأوُجِه؛ حيث رَوى المُغيرةُ بنُ شُعْبةَ رضِيَ اللهُ عنه، فيقولُ: "تخلَّفتُ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوةِ تَبوكَ"، كُنتُ خلْفَ الجَيشِ الذي خرَجَ لتبوكَ مُصاحِبًا لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهذا كان من عادةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَمشِيَ خَلْفَ الجَيشِ أثْناءَ سَفَرِهِ، وتبوكُ مَوضِعٌ بالشَّامِ، وكانت في آخِرِ ذي القَعْدَةِ مِن سَنةِ ثَمانٍ مِن الهِجْرةِ.
"فتبرَّزَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" ذهَبَ إلى الخَلاءِ؛ لِقَضاءِ حاجَتِهِ من البَولِ والغائِطِ، "ثُمَّ رجَعَ إليَّ، ومعي الإداوةُ" هي إناءٌ صَغيرٌ من الجِلْدِ فيه ماءٌ، وذلِكَ طلبًا للوُضوءِ، قال المُغيرةُ رضِيَ اللهُ عنه: "فصَبَبتُ على يَدَيْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" غسَلَ يَدَيهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ، "ثم استَنْثَرَ" غسَلَ أنفَهُ بإخْراجِ الماءِ مِنَ الأنْفِ بَعدَ إدْخالِهِ، "قالَ يَعقوبُ" في روايَتِهِ، وهو يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ أحَدُ رُواةِ الحَديثِ: "ثُمَّ تَمَضْمَضَ"، والمَضْمَضةُ: تَحْريكُ الماءِ في الفَمِ وإدارَتُه فيه ثُمَّ إلقاؤُه، "ثُمَّ غسَلَ وَجهَهُ ثَلاثَ مرَّاتٍ، ثُمَّ أرادَ أنْ يَغسِلَ يَدَيهِ قَبلَ أنْ يُخرِجَهما من كُمَّي جُبَّتِهِ" أرادَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَشْفَ الثِّيابِ الَّتي على ذِراعَيْهِ ورَفْعَهُما لِيغسِلَ يدَه إلى المِرْفَقَينِ، والجُبَّةُ: نَوعٌ منَ الثِّيابِ، "فضاقَ عنه كُمَّاها" لَم يَستطِعْ رَفْعَها عن ذِراعَيْهِ، "فأخرَجَ يَدَهُ من الجُبَّةِ" نزَعَ عن يَدِهِ كُمَّ الجُبَّةِ مُخرِجًا إيَّاها مِن أسفَلِ الثِّيابِ.
وفي روايةِ مُسلِمٍ: "وألْقَى الجُبَّةَ على مَنكِبَيهِ"، أي: مُبعِدًا ما زادَ منَ الجُبَّةِ على مَنكِبَيهِ؛ وذلِكَ حتَّى لا تُعارِضَه عِندَ غَسْلِ يَدَيهِ، وكذلِكَ حِفاظًا عليها من أنْ يُصِيبَها الماءُ.
"فغسَلَ يَدَهُ اليُمْنى ثَلاثَ مرَّاتٍ، ويدَهُ اليُسْرى ثَلاثَ مرَّاتٍ" كُلُّ ذلِكَ إلى المِرفَقَينِ، "ومسَحَ بخُفَّيهِ ولم يَنزِعْهما" وفي روايةِ أبي مُسلِمٍ: "وعلى العِمامَةِ وعلى خُفَّيْهِ" والمَعْنى: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يَمسَحْ على شَعرِ رأسِه، أو يَغْسِلْ رِجْلَه، ولكنَّه اكتفَى بالمَسْحِ بالماءِ على عِمامَتِهِ دونَ رَفعِها، وكذلِكَ مسَحَ على خُفَّيْهِ، والخُفُّ: حِذاءٌ من جِلدٍ يَستُرُ القَدَمَ، ويُلبَسُ ويُدخَلُ معَ القدَمَينِ في النَّعْلِ، وغالِبًا ما يُلبَسُ بقَصْدِ الاستِدْفاءِ، "ثُمَّ عمَدَ إلى النَّاسِ" توجَّهَ إليهم للصَّلاةِ، "فوَجَدَهم قد قدَّموا عبدَ الرَّحْمنِ بنَ عَوفٍ يُصلِّي بهم" إمامًا للصَّلاةِ "فأدرَكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إحْدى الرَّكعَتَينِ"، فكانَ مَسْبوقًا برَكْعةٍ "فصلَّى مع النَّاسِ الرَّكْعةَ الآخِرةَ بصَلاةِ عَبدِ الرَّحْمنِ، فلمَّا سلَّمَ عَبدُ الرَّحْمنِ قامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يُتِمُّ صَلاتَهُ" بصَلاةِ الرَّكْعةِ الثَّانيةِ الَّتي سبَقَ فيها "فأفزَعَ المُسلِمينَ"، فخافوا أنْ يَكونوا قد أخْطَؤوا "فأكْثَروا التَّسْبيحَ" استِغْفارًا للهِ ممَّا فَعلوهُ "فلمَّا قَضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاتَهُ" أتمَّها وسلَّمَ "أقبَلَ عليهم" توجَّهَ إليهم؛ لِيُبيِّنَ لهم، "فقالَ: قد أحسَنْتُم، وأصَبْتُم" فَعَلتُمُ الصَّوابَ "يَغبِطُهُم أنْ صَلَّوا الصَّلاةَ لِوَقتِها" فَرِحَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحِرْصِهم على الصَّلاةِ في وَقتِها، وهذا من حُسنِ التَّوجيهِ النَّبويِّ لِمَن أحسَنَ في العَمَلِ.
وفي الحَديثِ: مَشْروعيَّةُ الاستِعانةِ في إحْضارِ ماءِ الوُضوءِ بغَيرِهِ، وخِدْمةِ الأكابِرِ.
وفيه: مَشْروعيَّةُ إمامةِ المَفْضولِ للصَّلاةِ للفاضِلِ.
وفيه: الحِرْصُ على أداءِ الصَّلاةِ في وَقتِها.
وفيه: أنَّ المسبوقَ يقومُ لقَضاءِ ما فاتَه بعدَ سَلامِ إمامِه .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين إني أريد أن أتبتل فقالت لا تفعل
مسند الإمام أحمدعن أبيه الشريد بن سويد قال قلت يا رسول الله أرض ليس لأحد
مسند الإمام أحمدلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء فذكر الحديث
نخب الافكارأن عمر رضي الله عنه صلى بمكة ركعتين ثم قال يا أهل
أضواء البيانعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما قدم مكة صلى بهم
مجموع الفتاوىعن عمر بن الخطاب أنه لما صلى بمكة قال يا أهل مكة
مجموعة الرسائل والمسائلعن عمر بن الخطاب أنه لما صلى بمكة قال يا أهل مكة أتموا
المجموع للنوويأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قدم مكة صلى
نيل الأوطارعن عمر أنه كان إذا قدم مكة صلى بهم ركعتين ثم قال يا
تخريج مشكل الآثاركانت تخرج زكاة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مدين
تخريج المراسيل لأبي داودأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر مدين من قمح
مسند الإمام أحمدكنا نؤدي زكاة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مدين


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب