حديث يا رسول الله من أبي قال أبوك حذافة للذي كان ينسب إليه

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أنس بن مالك

«أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لأصحابِه: سَلوني، فقامَ رَجُلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ، مَن أبي؟ قال: أبوكَ حُذافةُ -للذي كان يُنسَبُ إليه-، فقالتْ له أُمُّه: يا بُنَيَّ، لقد قُمتَ بأُمِّكَ مقامًا عظيمًا، قال: أرَدتُ أنْ أُبَرِّئَ صَدري ممَّا كان يُقالُ، وقد كان يُقالُ فيه.»

مسند الإمام أحمد
أنس بن مالك
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 12786 - أخرجه البخاري (7089)، ومسلم (2359) بعضه في أثناء حديث، وأحمد (12786) واللفظ له

شرح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه سلوني فقام رجل فقال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّما هلَكَ مَن كان قَبلَكم بكَثرةِ سُؤالِهم واختلافِهم على أنبيائِهم، لا تَسألوني عن شيءٍ إلَّا أخبَرتُكم به.
فقال عَبدُ اللهِ بنُ حُذافةَ: مَن أبي يا رسولَ اللهِ؟ قال: أبوكَ حُذافةُ بنُ قَيسٍ.
فرجَعَ إلى أُمِّهِ، فقالت: وَيحَكَ، ما حمَلَكَ على الذي صنَعتَ؟ فقد كنا أهلَ جاهليَّةٍ، وأهلَ أعمالٍ قَبيحةٍ.
فقال لها: إنِ كنتُ لَأُحِبُّ أنْ أعلَمَ مَن أبي، مَن كان مِن النَّاسِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 10531 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري ( 7288 )، ومسلم ( 1337 ) مختصراً باختلاف يسير



لقدْ أمَرَ الشَّرعُ المطهَّرُ بفِعلِ ما في الاستِطاعةِ، والاجْتِنابِ التَّامِّ للنواهي الشرعيَّةِ، وأمَرَ بالوقوفِ عندَ تَوْجيهاتِ اللهِ ورَسولِه، وعدَمِ تَخَطِّيها، وعدم الإكثار من السُّؤالِ والاختِلافِ، كما في هذا الحَديثِ الذي يقولُ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّما هلَكَ مَن كان قبلَكم بكَثرةِ سُؤالِهم واختِلافِهم على أنْبيائِهم"؛ فقدْ وقعَتِ الأممُ السابقةُ في الهلاكِ بسَببِ كَثرةِ الأسئلةِ فيما لا يُفيدُ؛ ممَّا تتَرتَّبَ عليه فَرضُ أمورٍ شاقَّةٍ وصَعبةٍ عليهم، ولم يَستَطيعوا أداءَها فهَلَكوا بالعِصيانِ، وهذا كما قال تعالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } [ المائدة: 101 ]، وهذا تَوْجيهٌ وتَربيةٌ نَبويَّةٌ للمُسلِمينَ على طاعةِ اللهِ ورسولِه قَدْرَ الاستِطاعةِ، والانتهاءِ عمَّا نَهى اللهُ عنه، معَ عدَمِ التَّنطُّعِ في الدِّينِ وكَثرةِ التَّشدُّقِ معَ تَشقيقِ الكلامِ فيما لا يُفيدُ، والنَّهيِ عن كَثرةِ السُّؤالِ عمَّا لم يقَعْ، وقد ورَدَ في الصَّحيحَيْنِ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم قال: "إنَّ أعظَمَ المُسلِمينَ في المُسلِمينَ جُرْمًا، مَن سألَ عَن شَيءٍ لم يُحرَّمْ على المُسلِمينَ، فحُرِّمَ عليهم مِن أجْلِ مَسْأَلتِه"! وكذلك مَن سأَلَ عن أمرٍ فنزَلَ التَّشديدُ فيه مِن أجْلِ مَسألتِه، وليس في هذا مَنعٌ للسُّؤالِ عمَّا يُحتاجُ إليه مِن أُمورِ الدِّينِ، وإنَّما هو تَوْجيهٌ للتَّوقُّفِ عندَ أوامرِ اللهِ ونَواهيه، وعدَمِ تَكلُّفِ الأسئلةِ فيما لا يُحتاجُ إليه.
ثم قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا تَسْأَلوني عن شيءٍ إلَّا أخبَرْتُكم به"، ولعلَّه قال ذلك لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طلَبَ منَ الناسِ ألَّا يُكثِروا منَ الأسئلةِ فيما لا طائلَ تَحتَه، فأرادَ أنْ يَختَبِرَهم، وقيلَ: إنَّما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك لأنَّه بلَغَه أنَّ قَومًا منَ المُنافِقينَ يَنالونَ منه، ويُعَجِّزونَه عن بعضِ ما يَسأَلونَه عنه، فتَغيَّظَ عليهم، "فقال عبدُ اللهِ بنُ حُذافةَ: مَن أبي يا رسولَ اللهِ؟" وكان يظُنُّ أنَّه ليس بأبيه، ويُعيَّرُ بذلك، وقيلَ: كان سَببُ السؤالِ طَعْنَ بعضِ الناسِ في نَسَبِ بَعضِهم على عادةِ الجاهليةِ، "قال: أبوكَ حُذافةُ بنُ قَيسٍ"، فنسَبَه إلى أبيه الذي يُعرَفُ به بينَ الناسِ، "فرجَعَ إلى أُمِّه، فقالت: وَيْحَكَ"! وهي كلمةٌ لتَقْبيحِ ما فعَلَه، "ما حمَلَكَ على الذي صنَعْتَ؟ فقد كُنَّا أهلَ جاهليةٍ، وأهلَ أعمالٍ قَبيحةٍ"، والمرادُ من كلامِها أنَّه كان يقَعُ بينَ الناسِ أُمورُ الفَواحشِ، فإنْ أخبرَكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأمرٍ قبيحٍ عن نسَبِكَ؛ فإنَّ المَعرَّةَ كانتْ ستُلازِمُكَ أكثَرَ! "فقال لها: إنْ كُنْتُ لأُحِبُّ أنْ أعلَمَ مَن أبي؛ مَن كان منَ الناسِ"؛ لأتأكَّدَ مِن نَسَبِي ومِن أبي، ويَذهبَ عني الذي يُعيِّرني به الناسُ.
وفي رِوايةِ الصَّحيحِ: "فلمَّا رَأى عُمَرُ بنُ الخطَّابِ ما في وَجهِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الغَضَبِ، قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّا نَتوبُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ"! وهذا مِن خوفِه مِن غَضَبِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحِرصِه على استِرضائِه .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الكبائر للذهبيما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلا يعدل فيهم
الجامع الصغيرما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلا يعدل
النوافح العطرةما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلا يعدل فيهم
تخريج سير أعلام النبلاءجاءت فاطمة غدية بثريد لها تحملها في طبق حتى وضعتها بين يديه صلى
مسند الإمام أحمدجاء عمار ومعه الأشتر يستأذن على عائشة قال يا أمه فقالت لست لك
تخريج مشكل الآثارسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى سألته عن مسح
مسند الإمام أحمدسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى مسح الحصى فقال
مسند الإمام أحمدوسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى عن مسح الحصى
السلسلة الصحيحةسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى عن مسح
السلسلة الصحيحةسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن مسح الحصى في الصلاة فقال واحدة
تمام المنةسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى عن مسح
خلاصة الأحكام للنوويإذا قام أحدكم في الصلاة فلا يمسح الحصى فإن المرحمة تواجهه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب